دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على الخط وفتحت لجنته التأديبية ملف المباراة التي جمعت فريق الرجاء بفريق بيترو أتلتيكو الأنغولي بمدينة لواندا وعادت إلى ما أفرزته من أحداث واطلعت دون شك على القرارات التي اتخذها الاتحاد الافريقي، وأضافت بدورها عقابا إلى اللاعبين زكرياء الزروالي ومحسن متولي!!! وعند صدور القرار في فترة تستعد فيها الفرق لدخول موسم رياضي جديد يسعى فيه مسؤولو «الكرة» لاعتماد نظام الاحتراف يطرح موضوع الانضباط والروح الرياضية والأخلاق في مجتمعنا الرياضي وفي مدار الكرة خاصة... حسن متولي الفتى الموهوب من يؤطره في الحياة... في الرياضة... مرة أخرى حزم حقائبه وشد الرحال إلى بلجيكا في محاولة للاحتراف، وعانى الأمرين مع الوكيل «ناصر» وتعذب قبل أن يعود إلى الرجاء التي انطلقت في التحضير... وعند الالتحاق من بلجيكا يجد أمامه عقوبة من «الفيفا» حول ملف نازلة مباراة «لواندا» التي أجريت في مارس؟؟ ويقضي قرار الفيفا بتوقيف «متولي» إلى رابع عشر نونبر!! وليست المرة الأولى التي يخطئ فيها هذا «الولد» وقد سبق لفريق الرجاء أن عاقبه إثر خطأ ارتكبه في مباراة الديربي... اوقفه الفريق لمدة أربع مباريات وفرض عليه دعيرة مالية قيمتها 40 ألف درهم؟؟ وعاقبت لجنة التأديب في الفيفا اللاعب زكرياء الزروالي بالتوقيف إلى رابع ماي في نفس الموضوع (مباراة لواندا)... وجاءت هذه القرارات تدعم أحكام الاتحاد الافريقي الذي قرر في رابع عشر ماي توقيف ياسين الصالحي لمبارتين لكونه تعرض للطرد من لدن الحكم... وتوقيف محسن متولي لمدة ستة أشهر مع غرامة مالية قيمتها 5000 دولار وحرمانه من المشاركة في المنافسات القارية مع فريقه الرجاء وكذا المنتخب الوطني.. كما أوقف «الكاف» زكرياء الزروالي لمدة عام مع غرامة مالية قيمتها عشرة آلاف دولار وتغييبه عن المنافسات الافريقية أيضا... ولم يكن هناك جدوى لاستئناف هذا القرار من طرف إدارة الرجاء... لكن يبقى مشكل الانضباط مفتوحا.. واليوم و «الفيفا» تقرر تأديب اللاعبين «الزروالي» و «متولي» عن مباراة أجريت في مارس الماضي يتحرك رئيس الوداد عبد الإله أكرم وهو في عطلته في الجنوب منزعجا لتصرفات اللاعب «بركات» في ثاني مباراة جمعت الوداد بالهلال السعودي... ويطلب الرئيس أكرم ترحيل اللاعب في اليوم الموالي إلى المغرب لما صدر منه من سلوك محمل بالقلق... ولم يعد اللاعب «بركات» وبقي في السعودية لدى أفراد من عائلته.. وسمعنا أنه عاش خلافا آخر في المطار إثر ملاسنات مع أحد الأعوان... وعند وصول الوداد إلى المطار اصطدم لاعب آخر بمسؤول في الجمارك لسبب بسيط وفي إجراء عادي اعتبره اللاعب مستفزا... وتابعنا المباراة التي جمعت الوداد بالشباب السعودي، ورأينا كيف تعمد اللاعب منقاري حركة زائدة ورمى الكرة اتجاه الحكم الذي اعتبرها مسا به. ولن ننسى اللاعب عادل حليوات (أولمبيك آسفي) والمعاناة التي عاشها في الموسم قبل الأخير عند بصقه على الحكم... وكيف تحول الموضوع إلى البرلمان وطرحت أسئلة حول الفعل المشين والعقاب القاسي الذي اتخذته الجامعة!!! الأمثلة كثيرة، والأحداث تتناسل، فهل يتحرك المسؤولون في المجتمع الرياضي لوقف النزيف، خاصة وأن المؤسسات الرياضية لاتكون مواهب.. نجوما مهرة بل أبعد من ذلك تهيئ للوطن مواطنين منضبطين منتجين يلتزمون بالضوابط والقوانين... وقد بينت التجارب أن الرياضة تحت رعاية رشيدة لاتعلم الكسل والإنحلال، بل على العكس تعلم الانضباط والامتثال وهما قاعدتان أساسيتان في كل تعايش إنساني إجتماعي منسجم. فليكن الاحتراف... بأخلاق...