كتابة تستعصي على التجنيس في إطار الاحتفال باليم العالمي للكتاب والنشر، نظم اتحاد كتاب المغرب- فرع القنيطرة- بتنسيق مع مديرية الثقافة حفل توقيع المجموعة القصصية» ملحمة الليل» للفنان المسرحي والسينمائي محمد الشوبي، احتضنته الخزانة الجهوية، أطره كلا من الكاتبين إدريس الصغير والمصطفى كليتي وسيره محمد البدري. في ورقة للروائي و القاص إدريس الصغير استهلها بسؤالين محوريين في حياة الكاتب، أوضح فيها أن الكتابة تعبير عما يعتمل داخل قلب الكاتب الذي يحاول إبلاغ ذلك للقراء وإمتاعهم بفنية. محمد الشوبي-يقول المتدخل- كباقي الكتاب يكتب لنفسه، تشغله هواجس يسكبها على الورق ساعيا إلى مخاطبة من يشاركونه نفس الذوق الفني ونفس القناعات والرؤى. ويرى إدريس الصغير أن عنوان المجموعة مغرر، إذ هي ليست ملحمة بالمعنى الأصلي المتعارف عليه في تاريخ الأدب، بل هي كتابة تستعصي على التجنيس، حيث أن الناشر يسجل على غلافها «قصص» بينما كاتب المقدمة يصر على تسميتها «قصص قصيرة» في حين تنعت ب»مجموعة قصص» في الصفحتين الأولى و الثانية مما –يضيف الصغير- يجعلنا نؤمن بأن الكاتب محمد الشوبي يؤمن بالحرية المطلقة في تعامله مع عناصر الكتابة القصصية وأهمها اللغة. فهو ككل كتاب الجيل الحالي يقطع مع كل ما سبق من حكي طبق قواعد المقدمة والعرض والخاتمة والعقدة ولحظة التنوير والنهاية والحوار المباشر وغير المباشر.وخلص إلى القول إن ملحمة الليل هي الخطوة الأولى لمحمد الشوبي في ميدان الكتابة وهي أول الطريق، وبعدها سينتظم الخطو وتكتشف العين مجاهل شاسعة في دنيا الكتابة. « دبابيس ملحمة الليل» هو عنوان مداخلة القاص المصطفى كليتي الذي يرى أن مجموعة محمد الشوبي القصصية»ملحمة الليل» تنهض على هاجس النقد، بحيث يعمد الكاتب إلى توجيه دبابيسه النقدية للقيم الزائفة عبر نصوص صادمة مشاكسة نازعة أوراق التوت عن عورات المجتمع، بالسخرية المرة وبالأسئلة القلقة والصور الموغلة في التشبيه والغرابة، ثم بالتصوير الكاريكاتوري اللاذع مستندا إلى مرجعية الذاكرة والمشترك الثقافي. ويقول كليتي إن تيمة المرأة والجنس حاضرة بقوة في باكورة الإنتاج القصصي، ليس كمغامرة والتذاذ وجودي، وإنما يطال ظاهرة العهارة، هي كتابة عن الجنس بالجنس. فالعهر بالمعنى الأخلاقي للكلمة ظاهرة متمكنة في المجتمع. ويضيف المتدخل في معرض كلمته أن متخيل الحكي عند الشوبي يجمع عوالم تفيض بالحيوية والطرافة، بما تحفل به من قلق وجودي ونظرة متبصرة إلى الحياة، يطبعها مبضع النقد والرفض لكثير من مظاهر المجتمع الزائفة، مستدعيا بعض الرموز الأدبية التاريخية التي لها حضور قوي في الذاكرة الثقافية، كما يوضح من خلال بعض النصوص أن لغة الكتابة تحضر»بمكر وشيطنة» وأنها لا تخلو من شاعرية. وختم كليتي مداخلته بقوله إن الساحة الأدبية كسبت كاتبا واعدا بالأروع والأحسن، بالإضافة إلى كونه فنانا له حضوره الوازن في المشهد السينمائي والمسرحي و التلفزي. وفي كلمته عبر الفنان محمد الشوبي عن فخره بتواجده بين الأدباء الذين كان يقرا لهم ويتمنى أن يقتحم عالمهم، كما تحدث عن مغامرة الكتابة التي حاول أن يلامس فيها أشياء ومواضيع تشغله وتقلقه، وهو في مدينة أسفي حيث كان»منفيا ثقافيا»، وعبر عن سعادته وهو في هذا اللقاء الحميمي بحضور نوعي من فنانين وأدباء ومهتمين جاؤوا يشاركونه أول توقيع لمجموعته.