فريق عمل «بدون تجربة» لمهام جسام... «جميعا من أجل رد الاعتبار لكرة القدم المغربية»، هو الشعار الذي اختاره فوزي لقجع، المرشح الوحيد لرئاسة جامعة كرة القدم، لتقديم برنامج عمله، والذي قدم خطوطه العريضة خلال للقاء إعلامي مساء أول الخميس بالرباط. مجموعة من المحاور الأساسية تضمنها برنامج العمل الذي سيقدم للجمع العام المقرر عقده يوم غد الأحد بقاعة المؤتمرات بالصخيرات، حدده فوزي لقجع في النقط التالية: التأسيس لعلاقة تواصلية مع كل الشركاء، الاهتمام بالجانب المؤسساتي وذلك بخلق العصبة الاحترافية وعصبة الهواة، إعادة الهيكلة الإدارية والمالية والتنظيمية للجامعة، الحفاظ على الاستقرار المالي للمؤسسة، توفير أفضل الظروف للمنتخب الوطني وتكوين لجنة من أهل الاختصاص تتكلف باختيار الناخب الوطني، الاهتمام بالعصب والفرق، وتحسين بنياتها التحتية وبرامج التكوين داخلها، التواصل مع الإعلام بصفته ركنا أساسيا في المنظومة الرياضية. خطوط عريضة وعناوين كبرى غابت عنها الكثير من التفاصيل المطلوبة، رغم التمطيط المتعمد الذي طبع أجوبة الرئيس القادم للجامعة، إلا أن الدلائل الشافية والدقيقة والمحددة في الزمان والمكان ظلت غائبة، ليظل الانتظار سيد الموقف بخصوص مرحلة قادمة، مطبوعة بالكثير من الانتظارات والاستحقاقات القارية والدولية، أما داخليا، فإن المرحلة تتطلب تعبئة كبيرة لإنجاح ورش الإصلاح، عبر إستراتيجية عمل مندمجة مبنية على أسس واضحة، تسمح بتدخل جل الفاعلين، من مختلف القطاعات المرتبطة بالشأن الكروي على الصعيد الوطني. ولعل اللازمة التي رافقت أجوبة فوزي لقجع لأكثر من ساعة ونصف، وهى المدة الزمنية التي استغرقها هذا اللقاء الإعلامي الذي انطلق متأخرا بساعة، وغاب عنه رئيس عصبة الدارالبيضاء الكبرى محمد جودار، تمثلت في ضرورة «تعبئة الجميع، وإبداء روح المسؤولية، وتغليب الحس الوطني والمصلحة العامة على الخاصة، والعمل الجاد والنية الصادقة». مميزات وأسس أصبحت للأسف مفقودة، إن لم نقل منعدمة لدى الغالبية الساحقة من العاملين أو المرتبطين بالشأن الرياضي الوطني، وهو ما وقف عليه الجميع خلال الجمع العام للجامعة الملغى يوم 10 نونبر من سنة 2013، وذكر به ممثل الاتحاد الدولي أثناء الجمع الاستثنائي للمصادقة على القوانين المعدلة، عندما خاطب الحضور قائلا : «كفى من التفكير في المصلحة الفردية أكثر من العامة، عليكم أن تضعوا حدا لأسلوب جبر الخواطر وتلبية الرغبات الفردية...». وانطلاقا من وعي تام بالأسبقية التي تطبع موضوع الفريق الوطني للكبار الذي تنتظره استحقاقات مستعجلة، أوضح فوزي لقجع أن البرنامج الإعدادي للمنتخب الوطني سينطلق مباشرة مع انتهاء البطولات الأوروبية، عن طريق برنامج إعدادي، يتضمن مباريات ودية، يواجه خلالها منتخبات مؤهلة للمشاركة بمونديال البرازيل 2014، وهذا الورش يتطلب، في نظره، عملا مشتركا بين كل المتدخلين. وارتباطا بموضوع المنتخب الأول وكيفية اختيار المدرب المرتقب، قال لقجع إن أمر الحسم سيخول للجنة تشكل من أهل الاختصاص، تضم ذوي الخبرة والتجربة الواسعة «مدربين ولاعبين دوليين سابقين...»، دون استبعاد مقاربة الانفتاح على باقي الأفكار والمقترحات. وكما كان منتظرا، طرحت بإلحاح مسألة غياب أندية تاريخية عن لائحة فوزي لقجع المشكلة لتركيبة المكتب الجامعي القادم، وبصفة خاصة الوداد البيضاوي. ولتبرير هذا «الإقصاء»، قال لقجع إنه يتمنى أن يكون مجرد منخرط داخل هذا النادي الكبير الذي لا يعني عدم وجوده داخل التركيبة إقصاءه. فلائحة العشرة، يقول المتحدث، يفرضها القانون، لكنه يسمح بالمقابل بإضافة أعضاء جدد داخل اللجان وغيرها من الخانات التي تشكل تركيبة الجامعة والتي تتطلب وجود 120 فردا، وهو رقم كبير قادر على استيعاب مختلف الفاعلين داخل المجال الكروي وحتى من خارج المنظومة الرياضية. بهذه الأفكار والمنطلقات والمبادئ العامة، يدخل غدا فوزي لقجع قاعة المؤتمرات بالصخيرات، قصد المصادقة وتزكية فريق العمل الذي اختاره سواء عن طيب خاطر أو عن طريق تدخلات وتأثيرات خارجية، إلا أن المؤكد أن ال «عشرة رجال» الذين يكونون فريق عمل فوزى لقجع لا يمثلون أبدا نخبة التسيير داخل كرة القدم الوطنية. فداخل هذا الفريق أسماء لا زالت تبحث عن موطئ قدم بفرقها، فبالأحرى أن تتحول إلى أعضاء داخل جامعة وطنية بمهام جسام، في وقت تم فيه تغييب العديد من الأندية التاريخية منها الوداد، والجيش الملكي، والفتح الرباطي، والمغرب الفاسي، ومولودية وجدة، والنادي القنيطري، وحسنية أكادير، والنادي المكناسي، وأولمبيك خريبكة، وغيرها من الأندية التي سبقت أن قدمت للجامعة مسيرين أكفاء قدموا خدمات جليلة لكرة القدم المغربية. يدخل إذن فوزي لقجع وحيدا سباق الرئاسة. وهو سيناريو غريب يثير الكثير من التأويلات، منها، بصفة خاصة، تلك التي تتحدث عن تشكيل مسبق لجبهة معارضة حقيقية للمكتب الجامعي القادم تضم العديد من الصقور المتمرسة التي قضت سنوات طوال في التسيير والتدبير سواء داخل الجامعة أو الأندية، والتي كان من الممكن أن تشكل لائحة ثانية تدخل سباق الرئاسة خلال الجمع العام. لائحة برأسين، هما محمد الكرتيلي كزعيم، وعبد الإله أكرم كعراف. إلا أن أيادي خارجية دفعت رئيس الوداد إلى التراجع في آخر لحظة عن ركوب مغامرة من الممكن أن تدخل، مرة أخرى، أشغال الجمع العام نفقا مسدودا، يعيد نفس سيناريو الجمع الذي شكل نقطة سوداء في تاريخ الرياضة المغربية. ويتضمن جدول أعمال الجمع العام الانتخابي، المقرر بعد غد الأحد، بقصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، تقديم قانون الانتخاب والمصادقة عليه وانتخاب الرئيس الجديد وأعضاء المكتب المديري للجامعة للسنوات الأربع المقبلة.