جدد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط، ويليام ريباك، أول أول أمس الأربعاء، خلال جلسة استماع بمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، خصصت للسياسة الأمريكية تجاه المغرب، التأكيد على أن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، «جدي وواقعي وذو مصداقية». وقال هذا المسؤول الأمريكي السامي، أمام اللجنة الفرعية المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا «لجنة الشؤون الخارجية» إنه «في ما يخص موضوع المخطط المغربي للحكم الذاتي، لقد أكدنا بوضوح أن هذا المخطط جدي وواقعي وذو مصداقية، ويشكل مقاربة بإمكانها تلبية تطلعات ساكنة الصحراء لتدبير شؤونها في سلام وكرامة». وذكر ريباك أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه قضية الصحراء «تظل ثابتة طيلة هذه السنوات الأخيرة»، مشددا على أن واشنطن تدعم المسلسل الذي تقوده الأممالمتحدة، والرامي إلى التوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف. وأكد أن واشنطن تدعم أيضا «عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وكذا الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة» في هذا الاتجاه. ودعا المسؤول الأمريكي، من جهة أخرى، الأطراف إلى «العمل في اتجاه التوصل إلى حل» لهذا النزاع. في سياق متصل، أعرب مجلس المستشارين عن انشغاله العميق وأسفه الشديد بشأن الملتمس الصادر عن مجلس الشيوخ الإيطالي، يوم 3 ابريل الجاري حول قضية الصحراء المغربية. ووصف المجلس، في بلاغ له، هذا الملتمس ب»الموقف المنحاز بشكل صارخ وغريب»خاصة في فترة تتهيأ فيها الحكومة الإيطالية لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي، وفي وقت عبرت فيه عن عزمها إرساء سياسة أوروبية طموحة وقوية تجاه دول البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أنه يحتفظ لنفسه بحق اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي يراها مناسبة للرد على هذا الملتمس «غير الودي». وأوضح البلاغ أن الملتمس يتضمن معطيات مغلوطة وتفسيرات منحازة ومواقف مناقضة لمقتضيات قرارات مجلس الأمن، ولا يتوافق مع رغبة برلماني البلدين في الدفع بعلاقات التعاون بين المغرب وإيطاليا في جميع المجالات. وأضاف أن الانشغال العميق للمجلس بهذا الشأن «نابع من كون مؤسسة تشريعية لبلد صديق تجاهلت المجهودات الكبيرة التي قام بها المغرب لحل هذا النزاع المفتعل، وذلك بتقديم مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، في إطار الوحدة الترابية للمملكة»، الذي يحظى بإشادة واسعة ودعم قوي ومتنام من المنتظم الدولي الذي اعتبره «جديا وذا مصداقية» كما أكدت ذلك قرارات مجلس الأمن. كما أن الملتمس، يقول البلاغ، تجاهل المجهودات الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة والتي لا يزال يبذلها مبعوثه الشخصي كريستوفر روس من أجل إيجاد حل عادل ودائم ومتفق عليه لحل هذا النزاع المفتعل، مما يعني أن المفاوضات لم تنقطع خلافا لما نص عليه الملتمس المذكور. وأشار المصدر ذاته، إلى أن الملتمس تضمن أيضا دعما واضحا لاقتراحات تتنافى مع مجهودات الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي لإيجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي يعيق بناء الاندماج المغاربي، مبرزا أن التوصية تغاضت عن الإشارة إلى أن حقوق الإنسان مضمونة دستوريا وقانونيا، خاصة بواسطة ثلاث لجان جهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان تتواجد بالمناطق الصحراوية وأشادت الأممالمتحدة بما يقوم به هذا المجلس من أعمال جليلة ومسؤولة للدفاع عن حقوق الإنسان في جميع ربوع المملكة.