أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تمسكه بالتوصل إلى حل سلمي عبر التفاوض مع إسرائيل، وذلك بعد القرار الفلسطيني بطلب الانضمام لمنظمات بالأممالمتحدة إثر رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى، وهو أيضا ما جعل وزير الخارجية الأميركي جون كيري يلغي زيارة إلى رام الله.وأوضح عباس في اجتماع للقيادة الفلسطينية في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية أنه لا يغلق الباب أمام المفاوضات لكنه ينتقد تأخر إسرائيل في الإفراج عن المعتقلين. وتابع «لا نعمل ضد أحد لكن لم نجد طريقة أخرى، كما أن هذا الإجراء حق لنا ووافقنا على تأجيله لمدة تسعة أشهر ونوافق على إلغاء هذا الحق إنما تسهيلا للمفاوضات». وأكد أنه لم يجد أي مناص من الذهاب إلى الأممالمتحدة، ولكنه قال «علما أننا مصرون على الوصول إلى تسوية من خلال المفاوضات ومن خلال المقاومة السلمية الشعبية، ونرفض غير ذلك».وأكد مسؤول فلسطيني عدم تخلي عباس عن المفاوضات مع إسرائيل، وقال المسؤول الذي تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن اسمه «طالب عباس الإسرائيليين بالكف عن ممارسة ألاعيبهم».وكان الرئيس عباس قد صادق أول أمس في اجتماع عقده بقيادات فلسطينية على انضمام دولة فلسطين إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية تابعة للأمم المتحدة، وذلك في أعقاب رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذي كان مقررا السبت الماضي. وقد حملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إفشال مهمة الوزير الأميركي في المفاوضات. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض خلال لقائه بكيري الاثنين الماضي تنفيذ التزامه فيما يخص إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين. وتابع أن «الحكومة الإسرائيلية هي من أسقط ومزق اتفاق أوسلو واستباحه بالكامل من خلال سياستها الاستيطانية الوحشية التي تلتهم الأرض الفلسطينية، وكان آخرها الإعلان الثلاثاء الأخيرعن إقامة 700 وحدة استيطانية جديدة». وفي أعقاب ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري لن يتوجه إلى رام الله أمس الأربعاء كما كان مقررا للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد دعا كيري -في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل حيث يحضر اجتماعا لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو)- الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس قائلاً إنّ المرحلة الراهنة من مباحثات السلام تتطلب قرارات كبيرة. وأكد الوزير الأميركي استعداد بلاده ورغبتها في تسهيل عملية السلام في الشرق الأوسط، لكنه قال إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هما اللذان يتخذان القرارات وليس الأميركيين.وذكر كيري أن واشنطن ستستمر في القيام بما عليها، «لأن المسألة تهم المنطقة والأطراف وتهمنا وتهم العالم». وكان كيري قد عقد اجتماعين مع نتنياهو في أقل من 12 ساعة، قبل أن يقطع زيارته للمنطقة لحضور اجتماع الناتو في بروكسل. وعلى مستوى الشارع الفلسطيني، تجمع عشرات الفلسطينيين أمام المجمع الرئاسي في رام الله للاحتفال والتعبير عن دعمهم للرئيس محمود عباس بعد قراره الأخير.وجاء هذا التجمع تلبية لدعوة القوى الوطنية والفعاليات الشعبية لدعم الرئيس عباس بُعيد إعلانه التوقيع خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية على وثيقة للانضمام إلى خمس عشرة منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية. وقالت مصادر صحافية، إن ردود الفعل على الخطوة الفلسطينية مرحبة سواء كانت على مستوى الفصائل داخل منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها، في إشارة إلى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس). وقد رحبت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة -التي تقودها حماس- بقرار عباس، مشيرة إلى أنها كانت تنتظر وقف المفاوضات مع إسرائيل إلى الأبد.