آلية لتجديد البناء الثقافي الحضاري أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري، مؤخرا بإمارة الشارقة، أن البرنامج العشري الذي اعتمدته المنظمة للفترة (2015- 2024) لعواصم الثقافة الإسلامية، يشكل آلية لتجديد البناء الثقافي الحضاري للأمة الإسلامية، وتعزيز علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وأوضح بلاغ للمنظمة التي يوجد مقرها بالرباط، أن التويجري أبرز في كلمة بمناسبة الحفل الرسمي لانطلاق احتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، أن هذا البرنامج الذي يضم إحدى وثلاثين عاصمة، يندرج في إطار تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات. وأبرز التويجري أن من الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج، تجديد عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريف بتراثها الفكري والعلمي والثقافي، وإنعاش الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية من خلال السعي الحثيث إلى تطوير الثقافة وتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والتفوق في حقول العلم والمعرفة «استئنافا لدورة حضارية جديدة تعيد للأمة الإسلامية مكانتها اللائقة بها بين الأمم». وأضاف أن اهتمام (الإيسيسكو) بتجديد البناء الحضاري الثقافي للعالم الإسلامي، من خلال تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، يفتح آفاقا واسعة لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال ومواجهة نزعات التطرف والطائفية التي تضعف وحدة الأمة الاسلامية، ولتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، في هذه المرحلة التي تتعالى فيها الأصوات المحرضة على الكراهية والعنصرية وإذكاء نار العداوة بين الأمم والشعوب. وذكر أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي يعد برنامجا ممتدا ومتواصلا، يسعى بالأساس إلى ضمان استمرار الإشعاع الثقافي لهذه العواصم بصورة دائمة، وينضاف إلى برامج متعددة ومشروعات أخرى كثيرة، تكرس صورة الأمة الإسلامية باعتبارها بانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش، وساعية إلى ما يحقق المصلحة ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه. وأبرز في هذا الإطار أن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية يتم طبقا لمعايير دقيقة يراعي فيها، على الخصوص، أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في بلدها وفي منطقتها، وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية، وأن تتوفر على مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية. وأكد المدير العام للإيسيسكو أن هذه المعايير تتوفر في الشارقة «التي ازدهرت وتطورت وزاد تأثيرها وتنامى عطاؤها في مجالات التعليم، والثقافة، والعلوم، والآداب، والفنون، والارتقاء بالحياة الإنسانية، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة». يذكر أن برنامج الإيسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية، اعتمد من قبل المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر العاصمة سنة 2004، وجدد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة آذربيجان في سنة 2009. وتختار الإيسيسكو، في إطار هذا البرنامج كل سنة، ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية من ثلاث مناطق جغرافية هي المنطقة العربية، والمنطقة الآسيوية، والمنطقة الإفريقية. وإضافة إلى الشارقة، تم هذه السنة اختيار مدينتي بيشكيك (جمهورية قرغيزستان) عن المنطقة الأسيوية، وواغادوغو (جمهورية بوركينافاسو).