إدارة الوداد تضع شكاية لدى مصالح الأمن وتطلب تأجيل اللقاء ضد أولمبيك أسفي في حادثة خطيرة وسابقة من نوعها، هاجم أشخاص مجهولون عصر أول أمس الخميس مركب الحاج محمد بنجلون الخاص بفريق الوداد البيضاوي بأسلحة بيضاء، وقاموا بالاعتداء على لاعبين والطاقم التقني والعاملين بالمركب وسرقتهم ما بحوزتهم. وأوضح الموقع الرسمي للفريق الأحمر أن أشخاصا مجهولين ملثمين ومسلحين بسيوف ومواد ممنوعة قاطعوا تداريب الفريق الأحمر، وقاموا بمهاجمة اللاعبين وسلبوهم هواتفهم وبعض التجهيزات، مضيفا أن إدارة الوداد سارعت لربط الاتصال مع رجال الأمن لمتابعة هؤلاء الأشخاص. كما أعلن عضو المكتب المسير حميد حسني استقالته، وقال «بعد الأحداث التي وقعت بعد زوال يوم الخميس، بعض الجماهير هاجمت على مركب بنجلون، وجميع اللاعبين تعرضوا للضرب والجرح والسرقة، ومن بينهم عبد ربه والمدرب والطاقم التقني وجميع المتواجدين بالمركب». وأضاف الطاسيلي في فيديو نشر على الموقع الرسمي للوداد «لا داعي أن أذكر ما حدث. كانت مأساة لم يسبق لي أن رأيت مثلها في حياتي. منذ صغري وأنا في هذا النادي، لكن لم أر أحداث كهذه .. لا يمكن وصفها. ومن هذا المنبر أعلن استقالتي من فريق الوداد، ولا رجعة فيها. وأتمنى التوفيق لفريقي». وتعود تفاصيل الواقعة عندما اجتاح جيش مكون من 300 فردا، ملعب الحاج بنجلون من عدة جهات، واقتحموا الباب الرئيسي بعدما هددوا بالسلاح الحارسين اللذين لم يجدا مفرا من السماح لهم بالدخول خوفا على حياتهم فيما تسلق آخرون جدارن المركب. وتوجه هؤلاء المجهولون، حسب مصادر متطابقة، صوب غرفة تغيير الملابس، حيث كانت العناصر الودادية تتهيأ لبدء التداريب المسائية، وقاموا بتكسير الزجاج وتخريب تجهيزات الملعب، وسلبوا عددا من اللاعبين هواتفهم وممتلكاتهم الشخصية كما كان الحال مع أيوب الخاليقي وسعيد فتاح وآخرين. ولم يكتف هؤلاء بما حصل وقاموا بالاعتداء على اللاعبين خاصة ياسين الحواصي وأنس الأصبحي والبقية والمدرب مصطفى شهيد «الشريف» وبعض المسيريين بالضرب والسب والشتم، ما نتج عنه إصابات لكل من ياسين لكحل على مستوى الوجه ومحمد برابح. وخلقت هذه الحادثة حالة من الهلع والفزع في صفوف اللاعبين الذين سارعوا رفقة المدرب إلى الدائرة الأمنية السلام من أجل وضع شكاية أمام المجهولين والإدلاء بأقوالهم في محضر الاستماع، وإرسال نسخة من المحضر للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وجاء هذا الإجراء حتى يتسنى للفريق الأحمر تقوية مطلبهم في طلب تأجيل مباراتهم اليوم السبت أمام فريق أولمبيك أسفي بالمركب الرياضي محمد الخامس برسم الدورة 22 من البطولة الاحترافية، خاصة أنهم لم يتدربوا يومي الخميس والجمعة الماضيين. وبدأ الاستياء والتذمر واضحا على اللاعبين، وهو ما عبر عنه اللاعب سعيد فتاح الذي صرح لراديو (شذى أف أم)، حيث قال إن ما حصل أمر أكبر من الوداد، مضيفا أنهم يقاتلون من أجل الفريق وفي المطاف يأتي أشخاص ويقومون بالاعتداء عليهم وسرقتهم. من جانبه، وصف أيوب الخاليقي في تصريح مماثل، الواقعة ب «فيلم أكشن»، وقال إنه لو وقع هذا في فريق آخر سيمكن تقبله، لكن الوداد لا . مشيرا إلى أن المجهولين خربوا سيارتهم وسرقوا هواتفهم واعتدوا على لكحل والمدرب الشريف، مؤكدا ان جمهور الوداد لا يمكنه أن يقوم بمثل هذه التصرفات والاعتداء على لاعبيهم. وفي تعليقها على الحادث، تبرأت مجموعة «الوينرز» عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، مما حدث واعتبرت أن الواقعة عبارة عن مسرحية تعرض مركب بنجلون للهجوم من مسلحين ومدرب مفزوع وإدارة خائفة وفلا يستقيل وعلان لن يلعب مجددا، بغية إلقاء اللوم على جمهور الوداد وتحديدا «الوينرز». وصرح رئيس جمعية «وداد الأمة» خالد القندوسي ل «بيان اليوم»، قائلا «لا أحد ما يعرف ما وقع تحديدا، سمعنا هجوم مسلحين على المدرب واللاعبين. هذه أمور بعيدة عن الكرة، وسلوك لا معنى له. لأن لا أحد يرضى بهذا. نتمنى أن نتحدث عن الفريق والكرة فقط».