الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله يدعو إلى توحيد الصفوف لمحاربة مظاهر الفساد بالبلاد تحت شعار «ذاكرة الحزب بقصبة تادلة»، نظم حزب التقدم والاشتراكية لقاء تواصليا يوم السبت الماضي ترأسه الامين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله الذي كان مرفوقا بعضوي الديوان السياسي محمد كرين لبيض ومصطفى الرجالي. وقال محمد نبيل بنعبد الله في كلمته خلال هذا اللقاء التواصلي الذي حضره مناضلو الحزب نساء ورجالا، وشيبا وشبابا، من جهة تادلة-أزيلال، إن مجيئه إلى مدينة قصبة تادلة بدعوة من الفرعين الإقليمي والمحلي احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية فيه إحياء للذاكرة النضالية لثلة من الوطنيين منهم: المعطي اليوسفي، أحمد الماضي، عبد السلام بورقية، مارسيل لامورو، ولد سميحة، الصحراوي بلقاسم، محمد بلكبير، د. صالح حكيم، والربيعي محمد، واللائحة طويلة. وأضاف بنعبدالله هؤلاء المقاومون هم الذين شكلوا الخلايا الأولى التي أسهمت في تأسيس الحزب سنة 1943 والذين يعتبرون مفخرة له لكونهم كافحوا الاستعمار وناهضوه بكل جرأة واستماتة. وأضاف بنعبد الله أن عبد السلام بورقية كان له الفضل في تكوين المناضلين وأن محمد بلكبير كان صوتا قويا نابعا من الجماهير وكان رجلا متشبثا بالمبادئ التي قام عليها الحزب وملتصقا بالمواطنين. وعن الصحراوي بلقاسم، ذكر الأمين العام مناقبه وجرأته وفصاحته مع إشارة قوية إلى المعطى حميد وعبد الرزاق حنفي اللذان مازالا يواصلان النضال. وهنأ بنعبدالله في ذات الوقت كل مكونات الحزب على ما بذلوه من أجل توحيد هذا الأخير والمضي قدما في مسار التقدم للدفاع عن الطبقة الكادحة والمستضعفة ومن أجل تحقيق الأهداف النبيلة رغم الظرفية الصعبة التي تجتازها البلاد. وعن مشاركة الحزب في الحكومة، اعتبر بنعبد الله أن هذه المشاركة كانت اختيارا صعبا حيث عارضها البعض لكن المصلحة العليا للبلاد اقتضت أن ينزل الحزب بكل ثقله لبناء دولة المؤسسات، والتعامل بالمرونة مع أجواء الحراك السياسي للخروج من المنعطف الخطير الذي شهدته الدول المجاورة وهو الامر الذي استطاع المغرب أن يتفاداه باختياراته الصائبة بدءا من إقرار دستور 2011. كما أشار الأمين العام إلى أن الحزب ماض في محاربة كل المظاهر السلبية الضارة بمصالح المواطنين في جميع القطاعات وخاصة منها الصحة والسكنى والثقافة والتشغيل والماء، إلى جانب كل مكونات الحكومة وبمسؤولية وأخلاق وطنية عالية مع نكران الذات. وفي كلمة بالمناسبة، قال عبد الرزاق حنفي الكاتب الإقليمي أن هذه اللحظة التاريخية تشكل صفحة متميزة في الحياة السياسية لحزبنا العتيد الذي عبر بمواقفه الثابتة والأصيلة عن نضال مديد وممتد في تربة الممارسة السياسية، وهو النموذج المثالي المتشبث بكل القيم النبيلة والإنسانية والمدافع عن كافة الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية دون التفريط في الهوية المغربية ذات الارتباط بالوطن وبالأمة العربية والإسلامية التي وضع أسسها مناضلو الحزب من قبيل علي يعتة وعزيز بلال وعبد الله العياشي وعبد السلام بورقية وكل من سار على دربهم. وذكر الكاتب الإقليمي بمساهمات مدينة قصبة تادلة سياسيا وإنسانيا وثقافيا ورياضيا في الماضي والحاضر. هذا، وجاء على لسان كاتب الفرع المحلي رشيد البرهمي أن هذا اللقاء التواصلي يسعى لإحياء ذاكرة قصبة تادلة الغنية بأسماء مناضلين شرفاء ضحوا من أجل كرامة الوطن بالنفس والنفيس واستقلاله وإعلاء شأنه بين الأمم ضد كل تجاوزات المستعمر الذي نهب خيرات البلاد وعرض المواطنين للمجاعة والمذلة والأعمال الشاقة. كما ثمن عاليا حضور الأمين العام ومرافقيه باعتبار أن مدينة قصبة تادلة مهد وقلعة للوطنية الحقة والأنفة والكبرياء ورصيد تاريخي في النضال السياسي والوطني في فترات حالكة عاشها المغرب. وأضاف الكاتب المحلي بأن المسؤولية الآن ملقاة على عاتق شباب وشابات المدينة لمواصلة رسالة الرواد الذين أسسوا الحزب بعزيمة وثبات. هذا، وفي نهاية هذا اللقاء التواصلي وزعت هدايا رمزية على أسر عدد من المحتفى بهم مع التنويه من طرف الأمين العام بما قام به أباؤهم وأسلافهم من تضحيات جسام في سبيل تحرير الوطن وتقدمه.