عندما يغلب فيربيك مصلتحه على مصلحة الفريق الوطني اعتذر المدر ب بيم فيربيك عن تأطير المنتخب الوطني في اللقاء الودي الذي الذي سيجمعه بمنتخب الغابون في موعد فيفا (5 مارس)، وعلل فيربيك تفادي الإشراف على المنتخب الأول بتفادي المجازفة باسمه وتاريخه، وبين للمسؤول المفوض عبد الله غلام أنه لا يسمح لنفسه بتحمل المسؤولية في ظرف وجيز والتعاقد معنويا بالاشتغال في الاستعجال وسد الفراغ في مباراة واحدة. ولم يخف فيربيك حلمه وطموحه الرامي إلى الإشراف على المنتخب المغربي وذلك بالتعاقد مع الجامعة لسنة على الأقل، وللتذكير فالمدرب فيربيك متعاقد مع الجامعة في مهمة الإشراف على المنتخبات الوطنية ويؤطر بشكل مباشر منتخبات الفئات الصغرى من خلال مؤطريها. هكذا يتضح جليا أن فيربيك يفكر في مصالحه بشكل احترافي، ودفاعا عن مساره يرفض تغليب مصلحة المنتخب الوطني الذي يجتاز وضعا صعبا بسبب ما تعيشه جامعة كرة القدم، يبقى أمام جامعة تصريف الأعمال في المرحلة الانتقالية اللجوء إلى المدربين المغربيين عبد الله الإدريسي وحسن بنعبيشة والمتعاقدين مع الجامعة للقيام بمهمة تأطير المنتخب الوطني في الموعد المنتظر (5 مارس)، وتفادي الفراغ واستمرار الفريق الوطني في العطالة. فبوعي هام بالمسؤولية، يتحاشى عبد الله غلام تعيين مدرب مغربي أو أجنبي، حتى لا يورط المكتب الجامعي القادم الذي سيفرزه الجمع العام، واحتراما لمسؤوليته في المؤقت. هكذا توجد جامعة كرة القدم في فراغ قاتل، لم تلائم قوانينها مع أنظمة الفيفا، مما جعل الجهاز الدولي يعلن عدم اعترافه بأشغال الجمع العام المنعقد في عاشر نونبر الأخير، ومن جديد لم يستجب علي الفاسي الفهري لقرار «الفيفا»، ولم يستأنف مهامه في رئاسة الجامعة، وأصر على الابتعاد منذ انتهاء أشغال الجمع العجيب والغريب؟ وتسير مؤسسة الجامعة مواجهة الفراغ تحت اشراف تسيير مفوض يقوده العضو الجامعي عبد الله غلام مساندا من بعض الأعضاء، كما يسعى إلى حل المشاكل الطارئة في مرحلة انتقالية بهدف ضمان استمرار الحركة والحياة، فحتى العضو الجامعي أحمد غايبي فوض مهامه في لجنتي التحكيم والبرمجة، وبقي فاعلا في خلية الاشتغال في تعديلات القوانين رفقة نوال خليفة وعبد الله غلام. وتنتظر الأندية والرأي العام في مدار كرة القدم الوطنية الخروج من الوضع الحاضر والمستقبل بأسس متينة مرتكزة على القوانين المتلائمة مع أنظمة الفيفا وقانون التربية البدنية والرياضة 30/90، كما ينتظر إيجاد إطار تربوي وتقني قادر على إنجاح المسار مع المنتخب الوطني، والأمر يتطلب تفادي الخطأ والتعاقد مع المدرب رقم 34 بعد رشيد الطاوسي، خاصة وأن المنتخب الوطني عاش فترات تخللتها نتائج إيجابية قليلة وأخرى سلبية تحت إشراف مدربين من مدارس مختلفة، مغاربة انطلاقا من سنة 1957، حيث تأسيس الجامعة في فجر الاستقلال مع المدرب الراحل الحاج العربي بنمبارك الذي قاد آنذاك المنتخب الوطني في الألعاب العربية بلبنان، ومدارس أخرى فرنسا، يوغوسلافيا، رومانيا، البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، بلجيكا، بولونيا. وكان رشيد الطاوسي خامس عشر مدرب مغربي يقود المنتخب الوطني المغربي للكبار، في تجربة متواضعة، وينتظر الرأي العام الرياضي من يكون الرئيس القادم لجامعة كرة القدم خلفا للرئيس علي الفاسي الفهري، والأمل أن ينبثق عن الجمع العام ومن اختيارات القواعد، بعيدا عن سلوكات أخرى تضرب الديمقراطية في العمق. طبيعي، الآن، في وضع استثنائي، أن يرفض بيم فيربيك تأطير المنتخب الوطني في مرحلة انتقالية حفاظا على مصلحته، والأمل أن يغلب الطامحون في تسيير جامعة الكرة مصلحة كرة القدم الوطنية على مصالحهم الذاتية، فالأمر يتعلق بعملية وطنية نبيلة.