أخنوش: جهة الغرب الشراردة بني أحسن مؤهلة لتصبح أكبر دائرة سقوية على الصعيد الوطني أصبحت جهة الغرب الشراردة بني أحسن مؤهلة لتصبح أكبر دائرة سقوية على الصعيد الوطني، بفضل الإمكانيات الهامة التي تزخر بها، ومن بينها، على الخصوص، توفرها على مساحة مسقية تقدر بحوالي 168 ألف هكتار، منها 114 ألف هكتار مجهزة بالري الكبير، إلى جانب وجود مصادر هامة للمياه تقارب خمس مليارات متر مربع، أي زهاء 27 بالمائة من مجموع المياه السطحية المعبأة على الصعيد الوطني. قال وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، بداية الأسبوع الجاري بالقنيطرة، إن جهة الغرب الشراردة بني أحسن مؤهلة لتصبح أكبر دائرة سقوية على الصعيد الوطني. وأضاف أخنوش، خلال ترؤسه حفل تنصيب المهدي الريفي الذي عين مديرا جديدا للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب ومكلفا بتدبير شؤون المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الغرب الشراردة بني احسن، أن جهة الغرب تعد قطبا للاستثمار في الميدان الفلاحي في إطار مخطط (المغرب الأخضر) الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس عناية خاصة. وشدد وزير الفلاحة والصيد البحري على أن البعد الجهوي يمثل نقطة مركزية في استراتيجية مخطط (المغرب الأخضر) من أجل النهوض بالقطاع الفلاحي وتثمين المنتجات الوطنية، مبرزا أن المخطط أولى أهمية قصوى للجهوية كأساس للتدبير. ونوه الوزير، بهذه المناسبة، بالجهود التي بذلها المدير السابق للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب الخمار احمامو، الذي تمت إحالته على التقاعد، خلال السنوات التي قضاها على رأس المؤسسة. وذكر، في هذا الإطار، بتنفيذ المشاريع الاستثمارية المبرمجة في المخطط الفلاحي الخاصة بالدعامة الأولى والدعامة الثانية، وتنفيذ المشاريع الأفقية التي همت إتمام كل الدراسات المتعلقة بتوسيع الدائرة السقوية على مساحة 87 ألف و800 هكتار، وانطلاق برنامج استبدال السقي بالرش بالسقي الموضعي على مساحة 9500 هكتار، وإنجاز مشاريع تنقية وصيانة شبكة صرف المياه لحماية الاستثمارات من الفيضانات وذلك على طول 4500 كلم. كما ذكر بأن الفترة الماضية شهدت أوراشا ومشاريع لتأهيل التجهيزات الهيدرو- فلاحية لتحسين خدمة ماء السقي، وفك العزلة عن الوسط القروي بإحداث وصيانة المسالك الفلاحية على طول 354 كلم، وتوفير الشروط اللازمة لإنجاح أداء الشباك الوحيد في إطار صندوق التنمية الفلاحية لتحفيز الاستثمار بالجهة، إلى جانب وضع إستراتيجية متكاملة مكنت من تحسين مستوى استخلاص ديون ماء السقي وتعزيز آليات الحكامة وتحسين تدبير المكتب. من جهة أخرى، دعا عزيز أخنوش، المدير الجديد للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، إلى العمل على مواصلة الجهود المبذولة لتحقيق أهداف المخطط الفلاحي الجهوي من خلال إتمام الأوراش الكبرى المفتوحة وتوطيد العلاقة مع جميع شركاء المكتب. وأكد التزام الوزارة بالعمل من أجل دعم قدرات المكتب الجهوي كفاعل أساسي في إنجاز مختلف أوراش التنمية في جهة الغرب الشراردة بني احسن، عبر تقوية المخطط الجهوي وتسريع إنجاز مشاريعه وكذا بلورة مشاريع جديدة. من جانبها، أكدت والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة زينب العدوي، في كلمة بالمناسبة، أن الفلاحة تشكل على مدى التاريخ ركيزة من ركائز الاقتصاد المغربي، مبرزة أن جهة الغرب تتمتع بمؤهلات وموارد مهمة، مشددة على أن الإشكالية المطروحة تتمثل في «تدبير الوفرة». وأشارت إلى أن الجهة غنية بموارد بشرية مؤهلة، داعية إلى العمل والتعاون بين جميع الفاعلين من أجل الاستغلال الأحسن لهذه الموارد والمؤهلات وجعلها رافعة تنمية فلاحية لجهة الغرب. من جهة أخرى، أكد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب أنه بالرغم من نقص الأمطار الذي شهدته منطقة الغرب بداية الموسم الفلاحي الحالي والذي أدى إلى تأخر عملية البذر ونمو الزراعات، فإن التساقطات المطرية الهامة التي شهدتها المنطقة خلال شهر يناير الماضي ساهمت في تحسين وضعية معظم الزراعات خصوصا الخريفية. وأوضح المكتب، في تقرير له، أن التساقطات المطرية الهامة المسجلة خلال شهر يناير فاقت في بعض المناطق 90 ملم، مبرزا أن مجموع الأمطار المسجلة منذ انطلاق الموسم الفلاحي، والتي بلغت ما يقارب 230 ملم، سيكون لها وقع إيجابي على حقينات السدود الرئيسية بالجهة. غير أن المكتب رصد تراجعا ملموسا على مستوى الموارد المائية، إذ عرفت حقينات السدود بمنطقة الغرب تراجعا مهما. فقد بلغ حجم المياه المعبأة، إلى غاية 28 يناير الماضي، بسد الوحدة نحو مليارين و41 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نسبة ملء تبلغ 55 بالمائة، في مقابل 66 بالمائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. وبلغت حقينة سد إدريس الأول 715 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل نسبة ملء تقدر ب63 بالمائة، مقابل نسبة 85 بالمائة في 28 يناير 2013، فيما وصل مخزون سد القنصرة إلى 166 مليون متر مكعب (75 بالمائة من نسبة الملء)، مقابل 97 بالمائة قبل سنة. ومن جهة أخرى، أشار التقرير إلى الجهود التي بذلها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب من أجل إنجاح الموسم الفلاحي الحالي، ولاسيما على مستوى تحسيس الفلاحين بالتدابير المتخذة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري. وأشار في هذا السياق إلى تنظيم عدة لقاءات تواصلية بالجهة لحث الفلاحين على استعمال البذور المختارة للحبوب الخريفية المدعمة من طرف الدولة لضمان موسم فلاحي جيد، وتنظيم تسع دورات تحسيسية للتشجيع على الانخراط في التأمين الفلاحي ضد المخاطر المناخية، وتنظيم قافلة التسميد للمكتب الشريف للفوسفاط بشراكة مع وزارة الفلاحة، وعقد يوم دراسي لفائدة 300 فلاحا لتحسيسهم بأهمية تحاليل التربة وترشيد استعمال الأسمدة. كما شملت هذه التدابير اتخاذ عدة إجراءات تحفيزية للنهوض بالزراعات السكرية والحد من عزوف الفلاحين عليها، من قبيل الزيادة في ثمن المنتوج وإحداث إعانة لدعم الغرس الجديد للقصب، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية لصالح الفلاحين حول التقنيات الزراعية للزراعات الخريفية، وذلك من أجل إنجاح عمليات الزرع والصيانة والعمل من أجل تحسين خدمة ماء السقي وانطلاق موسم السقي في ظروف جيدة. وأكد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب أن هذه الإجراءات مكنت من تنفيذ برنامج الزراعات الخريفية بالجهة، إذ بلغ 359 ألف هكتار موزعة ما بين الحبوب الخريفية (273 ألف هكتار)، والقطاني (13 ألف و 700 هكتار) والزراعات الكلئية (45 ألف هكتار) والزراعات السكرية (12 ألف هكتار من الشمندر و2150 هكتارا من القصب الجديد)، والخضروات (13 ألف هكتار).