جلالة الملك يدشن مركز التربية والتكوين للنساء بمراكش أشرف جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بمراكش، على تدشين مركز التربية والتكوين للنساء، الذي يروم تمكين المستفيدات من استقرار اجتماعي أكبر واندماج اقتصادي ناجح. ويشكل هذا المركز المنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يناهز 6،3 مليون درهم، تجسيدا عمليا جديدا للاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للنهوض بالظروف السوسيو- اقتصادية للنساء وتحفيز اندماجهن في الدينامية التنموية الوطنية. سيمكن هذا المشروع الهام، النساء والفتيات غير المتمدرسات من الولوج لأنشطة مدرة للدخل عبر منحهن تكوينات في الفصالة والخياطة، والحلاقة والتجميل، والمعلوميات. وسيوفر المركز الجديد الذي تبلغ طاقته 130 من النساء والفتيات، للمستفيدات حصصا في محو الأمية وتكوين المربيات. ويعد مركز التربية والتكوين للنساء، الذي يعكس سياسة القرب التي يحث عليها جلالة الملك، والمنجز بالحي المحمدي على قطعة أرضية مساحتها 1659 متر مربع، مثالا حيا لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة على مستوى عمالة مراكش، والرامية إلى محاربة الفقر والإقصاء والتهميش. وفي الواقع، عرفت عمالة مراكش برسم الفترة ما بين 2005-2013 برمجة 511 مشروعا، منها 446 مشروعا تم إنجازها. وتندرج هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات تقدر بأزيد من 017،1 مليار درهم، في إطار البرامج الأربعة للمبادرة، وهي برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، ومحاربة الفقر بالوسط القروي، وبرنامج محاربة الهشاشة، والبرنامج الأفقي. ومن بين أحد أهم المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة مراكش، برنامج تعميم الولوج للماء الشروب والكهرباء والربط بشبكة التطهير السائل، الذي تم إطلاقه في 2007. ومكن هذا البرنامج (513 مليون درهم) الذي يستهدف 15 حيا حضريا و49 دوارا، من رفع نسبة الولوج للماء الصالح للشرب (98 بالمائة)، والكهرباء (5،99 بالمائة)، والتطهير السائل (94 بالمائة). وفضلا عن هذه الأرقام، مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى المدينة الحمراء، من إطلاق مسلسل لنشر قيم الكرامة والثقة والاستدامة والمشاركة والحكامة الجيدة، من جهة، والتمكن من المقاربة الترابية القائمة على القرب، والتخطيط الاستراتيجي، وبلوغ الأهداف، والتآزر، والشفافية والشراكة، من جهة أخرى. التكوين المؤهل مدخل أساسي لضمان الاندماج سوسيو-مهني للنساء في وضعية هشاشة ويشكل التكوين المؤهل إحدى الركائز الأساسية التي تراهن عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتنزيل مبادراتها الرامية إلى النهوض بأوضاع الفئات المستهدفة، وخاصة فئة النساء في وضعية هشاشة، وذلك في أفق تحقيق اندماج سوسيو- مهني يضمن لهن ظروف العيش الكريم ويكرس مساهمتهن في مسلسل التنمية المحلية والوطنية. ويشكل مركز التربية والتكوين للنساء الذي أشرف جلالة الملك محمد السادس على تدشينه بالحي المحمدي بمراكش، لبنة جديدة في تنزيل هذه المقاربة القائمة على عنصري القرب من الساكنة المستهدفة، والتكوين الكفيل بتمكين النساء في وضعية هشاشة من الحصول على دخل قار سواء من خلال إحداث مشاريع فردية، أو من خلال خلق تعاونيات. وبالفعل، فإن إحداث هذا النوع من المراكز إنما ينبع من القناعة التي أعرب عنها جلالة الملك في الخطاب المؤسس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ماي 2005، والمتمثلة في كون إعادة التأهيل الاجتماعي «لا يمكن اختزالها في مجرد تقديم إعانات ظرفية، أو مساعدات موسمية مؤقتة، كما لا يمكن التعويل فيها على الأعمال الخيرية أو الإحسان العفوي، أوالاستجابة لوازع أخلاقي أو لصحوة ضمير». ومما يؤكد نجاعة اعتماد عنصر التكوين كمدخل حقيقي للاندماج الاجتماعي، الشهادات التي تقدمها المستفيدات من خدمات مراكز تعزيز قدرات النساء والفتيات التي رفعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتيرة إنجازها في مختلف جهات المملكة، واللواتي ولجن مجال الشغل بفضل الخبرات التي اكتسبنها خلال فترة تكوينهن في مجالات مختلفة. وفي هذا الصدد، أكدت المسطاوي لعزيزة، وهي ربة بيت مستفيدة من خدمات مركز التربية والتكوين للنساء بالحي المحمدي بمراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التكوين الذي تتلقاه حاليا في المركز في مجال الخياطة والفصالة، «سيمكننا من تملك صنعة تساعدنا على الاضطلاع بأعباء الحياة اليومية»، داعية نساء الحي إلى الاستفادة من خدمات المركز «الذي يقدم لنا الشيء الكثير». من جهتها، أبرزت سلمان عتيقة المستفيدة من التكوين الذي يقدمه المركز للمربيات، في تصريح مماثل، أهمية هذا التكوين، في شقيه النظري و التطبيقي، معربة عن سعادتها لكون هذا التكوين يفتح لها أفقا للولوج لسوق الشغل، سواء، من خلال العمل في المدارس الخصوصية أو تأسيس رياضات للحضانة. بدورها، أكدت محبوب ليلى، المستفيدة أيضا في مجال تكوين المربيات، أن التكوين في المركز سيمكن المستفيدات من الحصول على دبلوم يفتح لهن آفاق الشغل وييسر اندماجهن المهني. وحسب مدير المركز، آيت القش عبد الرحيم، فإن هذه اللبنة الجديدة تقدم حاليا تكوينات في مجالات عدة من قبيل تعليم الخياطة و الفصالة (28 مستفيدة)، وتكوين المربيات (20 مستفيدة)، والإعلاميات (20 مستفيدة)، ومحاربة الأمية (30 مستفيدة).