إصلاح أنظمة التقاعد أصبح يكتسي طابعا مستعجلا وملحا عقد الديوان السياسي لحزب التقدم الاشتراكية اجتماعه الدوري، يوم الثلاثاء 7 يناير 2014، تدارس في بداية أشغاله العرضين المقدمين من قبل كل من قسم التنظيم وقسم الانتخابات حول الوضع التنظيمي الحزبي على الصعيد الوطني، حيث تم الوقوف على أوضاع مجالس التنسيق الجهوية، والفروع الإقليمية والمحلية، وأوضاع المنظمات الموازية، كما تم التطرق إلى التدابير الواجب اتخاذها، وخطة العمل التي يتعين اعتمادها، تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وعقب نقاش معمق لمضامين العروض المقدمة، استخرج الديوان السياسي الخلاصات الأولية التي سيتم العمل على بلورتها في إطار برنامج عمل مضبوط يروم التأهيل الشامل للتنظيمات الحزبية والمنظمات والقطاعات الموازية، وذلك في أفق التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للحزب، المزمع عقده نهاية شهر ماي من السنة الجارية، ومن أجل الاستعداد الجيد للاستحقاقات الانتخابية القادمة. وبارتباط مع ذلك، وقف الديوان السياسي على سير أعمال اللجن التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب، حيث استمع إلى تقارير إخبارية أولية حول الاجتماع التنسيقي، المنعقد برئاسة الأمين العام للحزب، والذي ضم رؤساء اللجن ونوابهم والمقررين ونوابهم، وخصص لضبط منهجية العمل، والأجندة الزمنية، وآليات التنسيق الأفقي بين مختلف اللجن التحضيرية. كما استمع الديوان السياسي إلى تقارير إخبارية حول الاجتماعات الأولى للجان الخمسة المنبثقة من الدورة الأخيرة للجنة المركزية للحزب، وهي على التوالي: لجنة الوثيقة السياسية وإستراتيجية عمل الحزب، اللجنة الاقتصادية والقضايا الاجتماعية، لجنة القوانين والانتداب والقانون التنظيمي للمؤتمر، لجنة تنظيم المؤتمر واللوجستيك والمالية ولجنة التواصل والإعلام. وسجل الديوان السياسي الأجواء الايجابية التي ميزت هذه الاجتماعات، والتي ستتواصل انطلاقا من يوم الجمعة المقبل (10 يناير الجاري)، باجتماع لجنة الاقتصاد والقضايا الاجتماعية، ولجنة التواصل والإعلام، وكذا يوم السبت (11 يناير) باجتماع لجنة القوانين والانتداب والقانون التنظيمي للمؤتمر، ولجنة الوثيقة السياسية واستراتيجية عمل الحزب يوم الأحد (12 يناير)، على أن يتم، لاحقا، تحديد تاريخ اجتماع لجنة تنظيم المؤتمر واللوجستيك والمالية. وبهذه المناسبة، يهيب الديوان السياسي بكافة الرفيقات والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب أن يحرصوا على الرفع من مستوى التعبئة والمشاركة الفعالة والمنتظمة في أشغال هذه اللجن، من أجل إنجاح هذه المرحلة التحضيرية الأساسية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب، وذلك وفقا لما أقرته اللجنة المركزية في دورتها الأخيرة. واستحضر الديوان السياسي الأعمال والملفات التي تعكف عليها أحزاب الأغلبية وفق ما تم تدقيقه من أولويات، حيث يدعو إلى تسريع وتيرة تنزيل مشاريع الإصلاحات الكبرى المنتظرة من قبل فئات واسعة من جماهير شعبنا، ويهيب بمختلف الفرقاء، في الأغلبية قبل المعارضة، قصد توفير الأجواء الإيجابية التي تمكن من نقاش مجتمعي هادئ لمختلف أوراش الإصلاح، وتفادي الخوض في المزايدات التي لا تهم في شيء المصلحة العليا للوطن والشعب. وعلى مستوى تتبع العمل الحكومي، تداول الديوان السياسي في موضوع الورش الهام الذي فتحته الحكومة، والمتعلق بإصلاح نظام التقاعد، حيث يجدد حزب التقدم والاشتراكية مواقفه المبدئية بهذا الخصوص، والمتمثلة في كون هذا الاصلاح أصبح يكتسي طابعا مستعجلا وملحا، قصد ضمان استمرارية نظام التقاعد، والحفاظ على توازنه المالي الداخلي، وجعله أحد المداخل الأساس لبناء المجتمع المتضامن، بما يقتضيه ذلك من تعميم للتغطية الاجتماعية، وتوسيعها، صيانة لحقوق الشغيلة، وتقوية لشبكة الحماية الاجتماعية، على نحو يكفل الحفاظ على القدرة الشرائية، وتوفير شروط الحياة الكريمة لمختلف فئات الشغيلة المغربية. وقد أوكل الديوان السياسي لفريق العمل المكلف بهذا الملف مهمة تتبع هذا الموضوع، من أجل بلورة مقترحات مضبوطة، قابلة للتفعيل، وتجسد القناعات المبدئية لحزبنا بهذا الخصوص. وعلاقة بواقعة شريط الفيديو الصادر عن متطرف ظلامي يكفر فيه شخصيات سياسية وفكرية وجمعوية، يعبر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن إدانته القوية لهذا العمل الذي يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، ويدعو السلطات القضائية المختصة، التي بادرت إلى فتح تحقيق في الموضوع، إلى السير بهذا التحقيق إلى نهايته، وفقا لما تقتضيه القوانين ذات الصلة. كما يشجب الديوان السياسي كل ترويج لمثل هذا الخطاب التكفيري والتحريضي، ويدعو مختلف وسائل الإعلام إلى التقيد بضوابط أخلاقيات المهنة، التي تحرم مثل هذه الممارسات، مشددا على ضرورة تقوية جبهة مناهضة ثقافة الكراهية والحقد، والتحلي بمزيد من اليقظة لحماية المكتسبات الديمقراطية لشعبنا. إثر ذلك، أجرى الديوان السياسي تقييما شاملا لمختلف الأنشطة والفعاليات الاحتفالية بالذكرى 70 لتأسيس الحزب، ونوه بنجاحها المحقق بكل من كلميم وبويز كارن ومراكش، كما اتخذ التدابير اللازمة لا نجاح الأنشطة التي سيترأسها الأمين العام للحزب أيام 17 و 18 و 19 يناير الجاري بكل من طان طان وكلميم وآسا الزاك. وبمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة (2964)، الذي يصادف يوم الاثنين 13 يناير 2014، يتوجه الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلى كافة أفراد الشعب المغربي بتهانئه الحارة والصادقة، آملا أن تشكل هذه المناسبة فرصة جديدة لتعزيز مسار بناء المغرب الديمقراطي المتعدد والموحد، كما يهيب بكافة هيئات الحزب، وعموم مناضلاته ومناضليه، إلى اتخاذ كل المبادرات الاحتفالية بهذه المناسبة، وكذا المساهمة في ما ستنظمه مختلف الفعاليات الثقافية الأمازيغية من أنشطة احتفالية. وفي ختام أشغال اجتماعه، تطرق الديوان السياسي إلى جملة من القضايا المختلفة، واتخذ بشأنها التدابير اللازمة. واستمع، أيضا، إلى تقارير حول مساهمة أعضاء من قيادة الحزب في بعض الأنشطة الدولية، ومنها، خاصة، المائدة المستديرة التي نظمها مركز القدس للدراسات السياسية حول موضوع «تجسير العلاقات بين اليساريين والاسلاميين» الذي احتضنته العاصمة الأردنية عمان، وكذا الجمع العام التأسيسي لفرع الحزب بفرانكفورت بألمانيا.