أعربت كل من الولاياتالمتحدةوإيران عن استعدادهما لدعم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تخوض قتالا ضد مسلحين بمحافظة الأنبار، التي تقول السلطات العراقية، إنها أصبحت معقلا لتنظيم القاعدة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن بلاده تشعر بالقلق مما يجري في الأنبار، معربا عن ثقته بنجاح الحكومة العراقية والعشائر المتحالفة معها في معركتها ضد تنظيم القاعدة، حسب قوله. وأوضح في تصريحات بالقدس، حيث يقوم بجولة في الشرق الأوسط، أن المعركة الجارية أكبر من أن تقتصر فقط على العراق، وإنما لها ارتباطات إقليمية، مشيرا إلى أن ما يجري في سوريا يؤثر على استقرار المنطقة. ولم يقدم المالكي تفاصيل بشأن المساعدات التي ستقدمها الولاياتالمتحدة لمساعدة المالكي، لكنه قطع أن بلاده لا تفكر في إرسال قوات قائلا «هذه معركة تخص العراقيين وسنساعدهم فيها». ومن جهته، قال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد محمد حجازي، إن طهران على استعداد لدعم العراق «في حربه ضد تنظيم القاعدة». وأكد حجازي أن هذا الدعم سيقتصر على المعدات والاستشارات ، «لأن العراق ليس بحاجة إلى قوات». ونسبت وكالة أنباء فارس للعميد حجازي قوله ردا على سؤال حول ما أوردته بعض الصحف العراقية من أن العراق طلب الدعم العسكري من إيران وأميركا لتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة، إنه «ليس على اطلاع على هذا الموضوع ولكن لو طلب العراق الدعم من إيران فإنها سترحب بالتأكيد». وبشأن ما إذا كان الدعم سيتم بصورة مشتركة مع أميركا، قال «ليست لنا علاقة بأميركا وإذا ما طلب العراق منا الدعم الاستشاري أو التزويد بالمعدات فسنضعها تحت تصرفه». وفي وقت سابق، حذر المالكي من أن هناك من يحاول إسقاط العملية السياسية في العراق، وطالب من وصفهم بالشركاء السياسيين بتحمل المسؤولية. وحث المالكي في كلمة بثها التلفزيون العراقي الزعماء السياسيين وزعماء العشائر «الذين يدعمون عن غير قصد» الجماعات المسلحة في محافظة الأنبار -بمن فيها تنظيم القاعدة- على «إعادة النظر في أفعالهم». وكانت الأزمة في محافظة الأنبار قد تفجرت نهاية الشهر الماضي إثر عملية لقوات الأمن العراقية اعتقلت أثناءها النائب أحمد العلواني، وقتلت بعض أفراد عائلته وحراسه قبل أن تهدم خيام الاعتصام القائم في الرمادي منذ أشهر. واندلع القتال أولا في الرمادي وامتد إلى الفلوجة وبلدات أخرى بالمحافظة، وشاركت فيه عشائر مناهضة لتدخل الجيش، و»الصحوات» الموالية للحكومة، في حين تتحدث تقارير عن سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على بعض المواقع في المحافظة. وكانت الأنبار مركزا لعمليات مسلحة ضد القوات الأميركية بعد الغزو الذي قادته واشنطن عام 2003، وسحبت الولاياتالمتحدة قواتها من العراق عام 2011.