مشاركة الفتيان بالمونديال وميداليات الشبان وإنجاز الرجاء تعيد الاعتبار للكرة المغربية رغم أنه لا يمكن تسمية ما حققته بعض الرياضات الوطنية في سنة 2013 إنجازات بالمعنى الحقيقي لهاته الكلمة، إلا أننا سنتساهل نسبيا، ونقول إنه قد تحققت مجموعة من الأشياء التي يمكن اعتبارها إنجازا رياضيا، سواء تعلق الأمر بالرياضات الجماعية أو الفردية، أو إنجازات رياضية ذاتية. البداية بطبيعة الحال ستكون مع كرة القدم الرياضة الأولى ببلادنا، فمن أهم المكتسبات المحققة على صعيد الساحرة المستديرة في العام الفارط، هو تأهل المنتخب الوطني للفتيان (أقل من 17 سنة) إلى نهائيات كأس العالم للناشئين بدولة الإمارات العربية، لأول مرة في تاريخ هذه الفئة العمرية. تأهل الفتيان بقيادة الإطار الوطني عبد الله الإدريسي، جاء عبر احتلال «أشبال الأطلس» المركز الرابع بكأس أمم إفريقيا التي أقيمت ببلادنا، عقب خسارتهم بضربات الحظ أمام تونس (10-11)، لكن إنجاز التأهل لمونديال الفتيان شفع لرفاق نبيل الجعدي إهدارهم فرصة التتويج باللقب الإفريقي على أرضهم. وتدارك منتخب الفتيان الأمر وبصموا على مشاركة طيبة بالمونديال، بتخطي الدور الأول في إنجاز يحسب به بما أنه الظهور الأول، بعدما قدموا مستويات لافتة بدور المجموعات، عندما تفوقوا على كرواتيا (3-1)، وتعادلوا سلبا مع أوزبكستان، واكتسحوا بنما (4-2)، ومروا لدور الثمن متصدرين للمجموعة الثالثة. ولم يحالف الحظ «أشبال الأطلس» وتوقف مسارهم في الدور الثاني بمونديال الإمارات، ومن غريب الصدف أن يكون الإقصاء أيضا على يد المنتخب الإيفواري (1-2)، بيد أن ما حققه الإدريسي كان في حد ذاته إنجازا يحسب للفتيان، خاصة أنه أبرز عن مهارات ستكون لبنات منتخب وطني في استحقاقات دولية مقبلة. وهنا لا يمكننا إغفال ما حققه المنتخب الوطني للشبان، فكتيبة الأشبال بقيادة إطار وطني كفء اسمه حسن بنعبيشة، حققت ثلاث إنجازات في ظرف قصير، وكانت البداية عبر إحراز الميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (مسرين التركية)، بالتفوق على ممثل أصحاب الأرض. أبناء بنعبيشة لم يكتفوا بهذا، فعادوا من محطتهم بنيس الفرنسية برسم الألعاب الفرانكفونية بميدالية فضية بعد سقوطهم ضد كونغو برزافيل (1-2)، قبل أن يشدو الرحال إلى القارة الأسيوية ويخطفوا الذهب بدورة ألعاب التضامن الإسلامي بسومطرة أمام المنتخب الأندونيسي وردوا له دين هزيمة الافتتاح (2-1). ومهما قيل من البعض حول قيمة هذه الإنجازات، وأنها ألقاب تحققت بتظاهرات دولية غير معترف بها، وهي أشبه باللقاءات الودية، فلا يمكننا أن ننكر أنها تبقى أفضل من لا شيء، بل إنها أفضل بكثير مما حققه منتخب الكبار الذي أصبحت إنجازاته فقط مرتبطة بالإخفاق والفشل لا غير، اللهم إن اعتبرنا تأهل المنتخب المحلي إلى كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا لأول مرة، إنجازا. بيد أن الإنجاز الحقيقي الذي أنقذ سمعة الكرة المغربية هذا العام، كان بلوغ فريق الرجاء البيضاوي نهائي كأس العالم للأندية، عندما فاجأ كل التوقعات وأسقط على التوالي أندية أوكلاند سيتي النيوزلندي ومونتيري المكسيكي وأتليتكو مينيرو البرازيلي، وأنهى مغامرته وصيفا للبطل نادي بايرن ميونيخ الألماني (2-0). فلقد أعادت كتيبة «النسور» بإنجازها هيبة الكرة المغربية، ويكفي أن الرجاء نجح في أن يصبح أول فريق عربي والثاني إفريقيا يبلغ نهائي مونديال الأندية في ثاني مشاركة له بالمسابقة، كما أن الفريق الأخضر عزز عالميته في الساحة الدولية كأبرز وأقوى الأندية المغربية، وبعث رسائل تحذير قوية عن رغبته في انتزاع لقب البطولة الوطنية ودوري أبطال إفريقيا. وحافظت رياضة سباق الدراجات على تسيدها على المستوى العربي والإفريقي، إذ أحرز منتخب الشبان ذهبية السباق على الطريق ببطولة إفريقيا بشرم الشيخ المصرية، علما أنه نال أيضا فضية السباق ضد الساعة، كما انتزع لقب الدورة 16 للبطولة العربية، لكن هذه الرياضة ما تزال عاجزة عن بلوغ العالمي. لعبة كالجيدو كانت بدورها حاضرة خلال 2013 عربيا وإفريقيا، إلا أنها مع الأسف لا تحظى -كما الشأن لكثير من الألعاب القتالية- بنفس اهتمام كرة القدم أو كرة السلة أو ألعاب القوى، وأحرز المنتخب المغربي للذكور لقب البطولة العربية بالعاصمة الأردنية عمان على صعيدي الفردي والفرق، كما توج رياضيوه بأربع ذهبيات وفضية وبرونزية، وضعتهم في الصف الثاني ببطولة إفريقيا للكبار ذكورا وإناثا بمدينة مابوتو الموزامبيقية. وأعلنت سنة 2013 عن ميلاد بطلين مغربين في رياضة التزحلق على الجليد، إذ نال آدم المحمدي ذهبية وبرونزية في مسابقة المنعرجات صنف (جي 1) بمحطة برومونت للتزلج، ولم يحد سامي لمحمدي عن درب الأخ، وأحرز ذهبية وفضية مسابقة السرعة في المنعرجات الكبرى بجبال سانت آن بمدينة كيبيك الكندية. إذن سنة 2013 مضت .. والأمل أن تكون سنة 2014، أفضل. أن تستمر رياضات في التألق وترفع سقف طموحها صوب العالمية، وأن تستفيق رياضات أخرى من سباتها.