سكان حي الياسمين مشيا على الأقدام في مسيرة احتجاجية حاشدة نحو عمالة الفقيه بن صالح خرج عشرات المواطنين من مختلف الأعمار والأجناس من حي الياسمين بمدينة سوق السبت بداية الأسبوع الجاري، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة الفقيه بن صالح احتجاجا على تماطل المسؤولين في تنفيذ وعودهم القاضية بربط منازلهم بشبكة الماء الشروب والكهرباء . خلال هذه المسيرة، رفع المحتجون لافتات تطالب بحقهم في الاستفادة من الماء والكهرباء، وقال بعضهم لبيان اليوم، إن الوعود الكاذبة قد أنهكتهم، وأن الحوارات المحلية مع باشا المدينة والمصالح المعنية لم تعد تجد نفعا إلى حد الآن، خصوصا وأنها عمّرت أزيد من سنة دون الوصول إلى حلول مقبولة. وقال صمري عبد العالي عضو لجنة الحوار: « إننا نرفض بالمطلق كل صيغ التسويف والمماطلة والحوارات المسكنة للألم، التي رافقت هذا الملف منذ ما يزيد عن 7 أشهر، ونطالب بحوار فوري مع عامل الإقليم». وأشار عبد العالي إلى أن ملف الكهرباء على وجه الخصوص، قد اتخذ مسارا خطيرا بمدينة سوق السبت، وأنه منفتح على كل التأويلات والصيغ النضالية، بما انه تجسيد فعلي لمقولة الحكرة في حق كافة المتضررين. ويضيف نفس المصدر: « ففي الوقت، الذي استفاد فيه عشرات الأشخاص، من رخص الكهرباء دون سند قانوني، نجد أنفسنا نحن أمام ترسانة من النصوص والقوانين التي لا تطبق،للأسف، إلا على أمثالنا ولنا من النماذج، بدل الواحد العشرة، لذا نطالب من هذا المنبر الإعلامي بضرورة ترسيخ سلطة القانون على كافة المواطنين دون تمييز أو تفريق، وذلك عبر منع الكل أو من خلال فتح باب الاستفادة للجميع». المتحدث، أكد أيضا، على أن سكان مدينة سوق السبت، يتعايشون تحت مظلة واحدة ودستور واحد ولا أحقية لواحد على الآخر إلا بالقانون، ومثلما استفاد بعض المقربين من المجلس والسلطة والمنتخبين، يقول: «نناشد من السلطات الإقليمية في شخص عامل الإقليم دعوة المسؤولين المحليين لمباشرة عمليات الربط الخاصة بالملفات التي سبق وان تمّ عرضها على اللجنة المختلطة(حوالي 168 ملفا) ولم تكن حسب علمنا موضوع اعتراض» . هذا، وأشار المتحدث إلى أن أغلبية المتضررين، قد خالفوا فعلا مسطرة التعمير بسبب وضعهم المتشظي، و بقدر ما هم مستعدون لأداء فاتورة البناء العشوائي، بالقدر ذاته هم مستعدون للموت على أن يبقوا على هذا الحال، واستطرد كثيرا في الحديث عن وضعية الساكنة بهذه الأحياء، وعن هول المعاناة التي تعيشها كافة الأسر في غياب هذه المواد الحيوية وخاصة أثناء فصل الصيف حيث يمسي الماء والكهرباء إكراها حقيقيا لأغلبية السكان. ومن جهة ثانية، أوعزت أصوات أخرى بلجنة الحوار، تفشي البناء العشوائي بحي الياسمين إلى تورط بعض الأطراف بالمجلس في دعم الظاهرة، رغبة منها في نيل رضا الساكنة، وفي تحقيق مآربها الذاتية. وأكدت ذات الأصوات من جهة وأمام رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة، على أن رئيس المجلس البلدي كان يشجعها على البناء، و أنه الآن تراجع رغبة منه في استعمال الملف كورقة انتخابية في المستقبل، و من جهة أخرى، أصرت (هذه اللجنة) ثانية، على تقديم صور ووثائق تُثبت أن احد المستشارين بالبلدية يُجاور منزله منزل عضو بلجنة الحوار، قد استفاد من الكهرباء فيما بقي ملف هذا الأخير يراوح مكانه في أرشيف المسئولين بالبلدية، كما قدمت العديد من الصور التي حسبها تشير إلى استفادة بعض المحظوظين من شبكة الربط والكهرباء بالرغم من أن طلباتهم قانونيا لا تختلف والطلبات المعروضة على المجلس. هذا، ويشار إلى أن هذا الاحتقان، الذي ارتفعت وتيرته خلال الأسبوع الجاري، بعدما راوح الملف مكانه منذ ما يزيد عن 7أشهر، قد تفجر بناء على لقاء غير رسمي جمع بين أحد أعضاء جمعية الياسمين وعامل الإقليم يوم الخميس 5 دجنبر الجاري بالقرب من مشروع المستشفى المحلي لسوق السبت، حيث دعا عامل الإقليم خلاله باشا المدينة إلى ضرورة الإسراع بطي الملف ومد الساكنة برخص الربط الكهربائي. دعوة اعتبرها المتضررون بردا وسلاما على الأسر المتضررة. وقال مهتمون بالشأن المحلي إنها بداية مسار شائك وملغوم من أولى حلقاته حوار 09 دجنبر الذي أشرف عليه رئيس قسم الشؤون الداخلية بحضور رجالات الأمن والسلطة لا رؤساء المصالح المعنية، باستثناء رئيس قسم التعمير، الذي كان يبحث عن أجوبة وهمية في قش من الأسئلة المقلقة والمحرجة من أناس قد لا يفقهون في التحليل، لكنهم جاؤوا بنسائهم وفلذات أكبادهم وأعلنوا الصمود وبصوت واحد يقولون «إما حق الاستفادة...وإما التصعيد في الأشكال الاحتجاجية».