فاز الفيلم الوثائقي الدنماركي «الطفل والبهلوان» لمخرجته ايدا كرون بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الذي أسدل الستار على فعاليات دورته الخامسة مساء السبت، بإعلان لجنة التحكيم عن الأشرطة الفائزة بباقي الجوائز المدرجة ضمن مسابقات المهرجان. ويعد الشريط، الذي فاز بالجائزة الكبرى من ضمن 11 فيلما كانت مبرمجة ضمن المسابقة الرسمية، قصة إنسانية عميقة الأبعاد كشفت وجها وأخفت آخر بشكل يدعو إلى التأمل مع بنية إخراجية متميزة ومقتصدة لترسم مساحة بصرية ممتعة رغم الألم وبالتالي يشكل درسا في علاقة الفن بالبقاء. ويحكي هذا الشريط الوثائقي عن علاقة صداقة نشأت بين طفل مصاب بداء السرطان وبهلوان المستشفى في ظرف هش وذلك خلال حفل أقيم لفائدة الأطفال المصابين بالسرطان، كما أن الشريط هو عبارة عن حكاية حول السحر والمرض وحول العزلة والتآزر. أما جائزة الإخراج، فقد عادت للفيلم الوثائقي التونسي «سنبقى صامدات» لمخرجته هاجر بن نصر والذي ينقل هواجس النساء التونسيات الصامدات في وجه من يحاول سرقة مكاسب الثورة وتغيير أهدافها ، فيما حاز الفيلم الفلسطيني « أنا لست صورة» لمخرجيه أحمد موقدي ومحمد ذوقان على جائزة أفضل مساهمة فنية التي عوضت جائزة النقد، والذي يعرض لأحداث يومية بطلاتها ملثمات في مظاهرات بمجموعة من المدن والقرى الفلسطينية من أجل كسب معركة الأرض والبقاء. كما حاز الفيلم التونسي «الحب والموت» لمخرجه جمال الدلالي على جائزة لجنة التحكيم، فيما عادت جائزة الجمهور، التي حملت اسم محمد عتيق باري، للفيلم المغربي «مأساة العائلة الواحدة» للمخرج المغربي هشام عيد ومنتجه عادل أقلعي، بالإضافة إلى تنويه خاص للجنة التحكيم لفيلم الأردني «وجوه» لمخرجه سعيد نجمي. أما بالنسبة لجائزة أفلام الهواة، التي تبارت عليها أربعة أفلام وثائقية من أصل 11 فيلما لمخرجين هواة مغاربة في إطار فقرة « أفق « الخاصة بالهواة الذي يشرف عليها المجمع الشريف للفوسفاط ، عادت للفيلم « إيقاعات أشرف « لمخرجه حسن اليقوتي من سطات ، فضلا عن تنويه خاص لفيلم «الأميرة للا الزهراء» لمخرجه طارق بوبكر.وتميز حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية بتكريم كل من الإذاعية ملكية الملياني المعروفة بليلى والفنان الراحل أحمد عشيق أحد أطر المصلحة الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، والذي ساهم في نشر الثقافة السينمائية والمسرحية والتشكيلية على مستوى المدن والقرى المنجمية الفوسفاطية وباقي المدن المغربية، والتقني إدريس تركي الإطار التقني بالمركز السينمائي المغربي الذي يعود له الفضل في إيصال الفرجة السينمائية للعديد من المدن والقرى المغربية القريبة والنائية. يذكر أن لجنة التحكيم المسابقة الرسمية لهذه الدورة، التي يرأسها المنتج التونسي- البريطاني عادل كسيكسي ، تتكون من الباحث الأكاديمي عبد العزيز الضامن (المملكة العربية السعودية) والباحث والناقد حسن المرزوقي (تونس) ومخرج الأفلام الوثائقية هشام بن عمار ومنتج ومخرج الأفلام الوثائقية هانس بيتر فيمار (ألمانيا) والفنان التشكيلي عبد الرحمن رحول (المغرب) والناقدة السينمائية فرانسواز بنعمر (فرنسا). كما تضم لجنة التحكيم، بالنسبة للأفلام الوثائقية للمخرجين الهواة، كل من الناقد والباحث فرقزيد بوشتة (رئيسا) ومحمد سطار مدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة بشفشاون (عضوا) ومليكة الحاتمي معدة برامج وثائقية بالقناة الأولى (عضوا)، فيما تتكون لجنة الجائزة الخاصة بالجمهور، التي تحمل اسم محمد باري عتيق، من الأستاذ والفاعل الجمعوي مراد بيتيل والباحث الدكتور عبد الإله مرتبط. يشار إلى أن الأفلام المرشحة للمسابقة الرسمية ضمت 11 فيلما من 12 دولة وهي (سنبقى صامدات من تونس) و (عروستي خلج من مصر) و ( إيقاعات روحية من الهند) و ( كاداماندو من النيبال ) و( أنا لست صورة من فلسطين) و(البهلوان والطفل من الدانمارك) و ( وجوه من الأردن ) و (عودوا بهم إلى بيوتهم من ليبيا) و ( أجي وأرواح من تركيا) و (الحب والموت من تونس وبريطانيا) بالإضافة إلى المغرب الذي يمثل بفيلم ( مأساة العائلة الواحدة). وقد نظمت جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي النسخة الخامسة للمهرجان ، التي كرمت دولة تونس الشقيقة بصفتها ضيف شرف الدورة، بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط والمركز السينمائي المغربي وعمالة إقليمخريبكة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم وقناة الجزيرة الوثائقية وبتعاون مع الجماعة الحضرية للمدينة.