ترسم زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي شويجو وسيرغي لافروف إلى القاهرة ملامح مرحلة جديدة تنهي الارتباط الوثيق بين مصر والولايات المتحدة من ناحية، ومن ناحية أخرى تفتح أبواب عودة روسيا إلى الشرق الأوسط من الباب الواسع. وتقابل زيارة لافروف وشويجو باهتمام بالغ في الساحة المصرية خاصة أنها تأتي بعد حالة من الفتور في علاقة القاهرةبواشنطن على خلفية تعليق جانب هام من المساعدات الأميركية لمصر، وهي قضية دفعت وجوها مصرية بارزة إلى المطالبة بفك الارتباط عن واشنطن وتنويع علاقات مصر الاقتصادية والأمنية. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متانة العلاقات بين بلاده ومصر، واصفا القاهرة بأنها «الشريك الرائد» لبلاده في الشرق الأوسط، وذلك في حوار له مع صحيفة الأهرام. وأعلن نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، في حديث لمحطة «أر تي» التلفزيونية الروسية، أن «مصر تسعى إلى عقد صفقة أسلحة مع الجانب الروسي أثناء الزيارة». وقال المحلل الاستراتيجي إليا كرامنيك إن «هناك حزمة اتفاقات ستوقع بين الجانبين لتزويد الجيش المصري بالأسلحة الروسية بما قيمته 4 مليارات دولار». وأضاف أن «هذه الصفقة ستعزز التعاون العسكري الروسي – المصري، وسوف تضع روسيا على رأس قائمة مصادر أسلحة الجيش المصري»، و أن العقد المنتظر توقيعه سيتضمن أنظمة دفاع جوي روسية الصنع، وطائرات مروحية، وطائرات مقاتلة من طراز ميج بأنواعها، بالإضافة إلى سفن حربية. وأكدت مصادر رفيعة المستوى أن المسؤولين الروس وافقوا على إمداد مصر بأنظمة متطورة ومتعددة الاستخدامات لكل من أنظمتها الدفاعية والهجومية. الصفقة تتضمن إنشاء درع لتغطية المجال الجوي المصري بالكامل ضد طائرات الفانتوم، والطائرات دون طيار، وكذلك الصواريخ الموجهة، شرقا وصولا إلى قناة السويس ومياه مصر الإقليمية في البحر الأحمر، وشمالا وصولا إلى ما يقترب من وسط البحر الأبيض المتوسط. وعلمت أيضا أن أجزاء من هذه الدرع الصاروخية ستتمركز في الصحراء الشرقية لحماية المدن السعودية القريبة من البحر الأحمر. وقالت مصادر عسكرية إن الجزء الثاني من صفقة الدفاع الجوي تتضمن قواعد صواريخ أرض – أرض متطورة، وبمدى يغطي جميع أركان منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران. وقالت مصادر عسكرية إن السعودية هي المموّل الرئيسي لتلك الصفقة. وإلى جانب وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، يتضمن وفد الزيارة أندريه بويتسوف النائب الأول لرئيس هيئة التكنولوجيا العسكرية والتعاون، بالإضافة إلى مسؤولين في هيئة تصدير الأسلحة «روسوبورون ايكسبورت». وأضافت مصادر أنه من المتوقع أن ترسل موسكو ما يقرب من 1500 عسكري روسي لتدريب الضباط المصريين على استخدام تلك الأسلحة المتطورة بحلول منتصف عام 2014، في الوقت الذي نفت فيه أن تكون هناك نية لدى السلطات المصرية بالسماح للروس بإقامة قاعدة بحرية لهم على مياه المتوسط «لأن ذلك يعد انتهاكا للسيادة الوطنية واستقلالية البلاد، ويضر بأمنها القومي». وقال موقع «ديبكا» المقرب من الموساد الإسرائيلي إن المسؤولين الروس سيطرحون على الجانب المصري السماح لبعض قطعهم البحرية المقاتلة بالتواجد في المياه الإقليمية المصرية في البحر الأحمر، بمحاذاة المدن الساحلية السعودية. وتتزامن الزيارة مع وصول إحدى أهم القطع البحرية في الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، طراد الصواريخ الموجهة «فارياج» إلى ميناء الإسكندرية، واستقباله من قبل قادة الأسطول المصري بمراسم احتفالية، تضمنت إطلاق القذائف المدفعية للترحيب.