الرباط تمهد الطريق لقمة تجمع دول الساحل والصحراء احتضنت الرباط، أمس الخميس، أشغال المؤتمر الوزاري الإقليمي الثاني حول أمن الحدود، بمشاركة وزراء الشؤون الخارجية والوزراء المسؤولون عن الأمن ورؤساء وفود دول شمال إفريقيا وفضاء الساحل والصحراء ومناطق الجوار وممثلو الشركاء الإقليميين والدوليين، وهم المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، وتشاد، والنيجر، ومالي، وموريتانيا، وفرنسا، والبرتغال، وإسبانيا، وإيطاليا، ومالطا، والولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة. ويندرج مؤتمر الرباط الذي عرف مشاركة عدد من المنظمات الدولية والإقليمية، في إطار متابعة أشغال المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول حول أمن الحدود، الذي انعقد بليبيا يومي 11 و12 مارس 2012، ودراسة سبل تنفيذ «خطة عمل طرابلس»، المنبثقة عنه، بغية تعزيز مراقبة الحدود في منطقة شمال إفريقيا وفضاء الساحل والصحراء وتأمينها، وتوطيد الحوار والتشاور بين دول المنطقة والشركاء الدوليين وتطوير التعاون العملياتي في المجال الأمني لمحاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة، بما في ذلك تهريب الأسلحة والمخدرات، وكذا الهجرة غير الشرعية. كما يهدف المؤتمر الذي حضره ممثلون عن منظمة الجمارك الدولي، ومنظمة الهجرة، والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب ومنظمة الشرطة الدولية ومنظمة الطيران المدني، ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، ومكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع السلاح، والوكالة الأوربية لإدارة التعاون العملياتي للحدود الخارجية، إلى تبادل التجارب والخبرات حول تدبير أمن الحدود ووضع آليات للتنسيق وتبادل المعلومات بين المصالح الأمنية، وكذا دراسة سبل إدماج وإشراك الساكنة المحلية في تدبير الحدود، من خلال وضع سياسات تنموية موجهة للمناطق الحدودية وللمناطق التي تشكل منطلقا للهجرة غير الشرعية. ومن المفترض أن تكون أشغال هذا المؤتمر قد توجت مساء أمس بإصدار «إعلان الرباط»، الذي قال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إنه يتضمن مقترحات وتوصيات ترمي إلى تحقيق الأهداف المنشودة حول أمن الحدود في دول منطقة شمال إفريقيا وفضاء الساحل والصحراء من خلال مقاربة مندمجة وشمولية تعتمد على الأبعاد السياسية والعملياتية والتنموية. وقد شهد لقاء الرباط اهتماما بالغا من قبل العديد من العواصم الأوروبية التي عبرت عن رغبتها في تيسير التعاون الإقليمي من أجل مزيد من الأمن في منطقة الساحل التي عانت كثيرا من الإرهاب والشبكات المتطرفة. وكان آخر تصريح حول لقاء الرباط قد صدر مساء الأربعاء عن الخارجية الفرنسية التي أعربت عن أملها في أن يشكل المؤتمر الإقليمي حول تعزيز أمن الحدود بين بلدان الساحل والمغرب العربي، «فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي ضمن روح الحوار والتضامن». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، في تصريح صحفي، إن فرنسا تعرب عن استعدادها لدعم كافة المبادرات الرامية إلى تعزيز هذا التعاون والتزامها بالمساعدة على مواجهة التحديات المتمثلة في التهريب والهجرة غير الشرعية والإرهاب والتي «تعنينا جميعا وتتطلب مراقبة أفضل للفضاءات الحدودية ..». وكانت الوزير المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، قد ذكرت الثلاثاء الماضي بأن المملكة المغربية ستحتضن، عقب مؤتمر أمس الوزاري، قمة تجمع دول الساحل والصحراء، خلال السنة القادمة، وذلك «انطلاقا من قناعتها بأنه من الضروري ضمان تمثل ومتابعة الإستراتيجية المندمجة لمنطقة الساحل وأهدافها، لاسيما في ما يتعلق بالحكامة والأمن «.