أحمد الطيبي لبيان اليوم: نتنياهو يريد دويلة فلسطينية قزمة أكد الدكتور احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي لبيان اليوم بأن المفاوض الفلسطيني رفض عرضا إسرائيليا لإقامة «دويلة» فلسطينية منزوعة السيادة خلال جولات المفاوضات الأخيرة، مرجحا بان تزيد عودة افيغدر ليبرمان لوزارة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية من تعثر محادثات السلام التي جرى استئنافها في نهاية تموز الماضي برعاية أميركية. وأوضح الطيبي بان المفاوض الإسرائيلي لم يخرج خلال ال 18 جولة من المفاوضات التي عقدت لغاية الآن عن إطار إعادة تنظيم الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية واعادة توزيعه وليس إنهائه، مشيرا الى ان عودة ليبرمان لصفوف الحكومة الاسرائيلية سيعزز ذلك الطرح الإسرائيلي خلف الأبواب المغلقة التي تشهد محادثات مع الفلسطينيين. وبرّأت محكمة الصلح الاسرائيلية الأربعاء رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلية افيغدور ليبرمان من التهم الموجهة له بالفساد وسوء الائتمان مما يسمح له بالعودة لوزارة الخارجية الإسرائيلية التي احتفظ بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدار الأشهر الماضية ، انتظار لعودة ليبرمان. وشدد الطيبي على أن عودة ليبرمان للحكومة الإسرائيلية «سيعزز من الخط المتشدد والمتطرف الذي سيرسخ جمود هذه المفاوضات وعدم جدواها، لان ما يهم بنيامين نتنياهو هو سلام الائتلاف الحكومي برئاسته وليس سلام المنطقة»، منوها إلى أن الحكومة الإسرائيلية مليئة بأمثال ليبرمان ، وقال « في الحقيقة لا يوجد ليبرمان واحد بالحكومة الإسرائيلية بل هي مليئة باليبرمانات». وأشار الطيبي إلى أن المفاوضات التي جرت ما بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي عقدت على مدار 18 لقاء لغاية الآن ما زالت تراوح مكانها حتى دون عودة ليبرمان إلى صفوف الحكومة الإسرائيلية ليزيدها تعطيلا، مضيفا»دون أن يكون ليبرمان وزيرا للخارجية، المفاوضات تراوح مكانها وستستمر بذلك حتى بعد عودة ليبرمان إلى الخارجية، فمن يؤثر في المفاوضات ويديرها هو بنيامين نتنياهو ، وهو صاحب القول الفصل وهو المؤثر وليس أي وزير أخر ، ولكن نتنياهو يأخذ بالحسبان مواقف وزير الاقتصاد الإسرائيلي المتطرف نفتالي بنيت ومواقف ليبرمان بالحسبان»، مضيفا « ما كان صعبا من ناحية المفاوضات حتى اليوم سيصبح مستحيلا غدا» في ظل عودة ليبرمان لوزارة الخارجية. وأشار الطيبي إلى أن ليبرمان من اشد المعادين للعملية السلمية في المنطقة إلى جانب عدائه الواضح للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مضيفا « هو صاحب اصطلاح الإرهاب الدبلوماسي لمحمود عباس، وهذا اصطلاح إسرائيلي يريد أن يجرد الفلسطينيين من حقهم بالتوجه والعمل أمام المجتمع الدولي ، وعودته لوزارة الخارجية تزيد من المواجهات الدبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية في الخارج ، واعتقد انه في نهاية المطاف ستكون هناك مواجهة عند توجه الفلسطينيون للانضمام إلى المؤسسات الدولية وهذا سيحدث مستقبلا لا محال». وبشأن النقطة التي وصلت اليها المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال الطيبي الذي يعتبر مقربا من طاقم المفاوضات الفلسطيني ومن الرئيس عباس» حتى هذه اللحظة المفاوضات تراوح مكانها متعثرة والمواقف التي يطرحها الجانب الإسرائيلي في غرفة المفاوضات شبيه بالمواقف التي يطرحها نتنياهو وليبرمان ونفتالي بنيت في العلن، أي أننا بعيدون جدا عن أي إمكانية حدوث انطلاقة أو تقارب في وجهات النظر». وتابع الطيبي قائلا «نتنياهو وليبرمان يريدوا تنظيم الاحتلال وإعادة توزيعه وليس إنهائه، وهنا تكمن المشكلة «، مضيفا «عمليا ما يريده نتنياهو وما يقبل به هو دويلة فلسطينية بلا سيادة ، ولذلك هو يطالب بتواجد إسرائيلي في غور الأردن ، ولا يوجد فلسطيني واحد يقبل بذلك ، وموقفه هذا رفض رفضا قاطعا خلال جولات المفاوضات الأخيرة ، والجانب الفلسطيني أبلغ الوفد الإسرائيلي أنهم يرفضوا هذا الطرح الأمني وهذا الطرح بخصوص الحدود، ولذلك المفاوضات متعثرة». وشدد الطيبي المقرب من عباس وطاقم المفاوضات على أن ما يطرحه نتنياهو لن يقود للوصول لاتفاق سلام بالمنطقة ، مضيفا « نتنياهو يريد دويلة فلسطينية قزمة منزوعة السيادة، وهذا رفض من قبل المفاوض الفلسطيني جملة وتفصيلا»، منوها إلى أن هناك إصرارا إسرائيليا على الاحتفاظ بمنطقة غور الأردن كحدود شرقية لإسرائيل مع الأردن، إضافة لضم معظم الكتل الاستيطانية، والاحتفاظ بأجزاء واسعة من القدس الشرقية باعتباره جزء من العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل.