زيارة لجمعية إصرار للثقافة والتضامن لبيوت النساء القرويات التفاتة اجتماعية وإنسانية، تلك التي أقدم عليها أعضاء جمعية إصرار للثقافة والتضامن من خلال الزيارة التي قاموا بها، قبيل عطلة عيد الأضحى إلى دوار إسك التابع إداريا لجماعة تقي القروية (حوالي 70 كيلومتر شمال أكادير المركز) والمتواجد ترابيا بالقرب من إيموزار المركز، زيارة يهدف المنظمون من ورائها العمل على تشجيع التمدرس والحد من ظاهرتي الهدر والتسريب المدرسيين الذين ينخران المنظومة التربوية بالمغرب العميق بشكل عام، وبمنطقة إداوتنان بشكل خاص والتي عانت في الآونة الأخيرة من فلتات تنذر بعواقب وخيمة على قطاع التربية بالمنطقة التي تتميز بقساوة طبيعتها، مما يتسبب لدى الساكنة في فقدان الثقة والحسرة على مستقبل أبنائهم. هذا، وركز المشاركون في هذه المبادرة الخيرية اهتمامهم بالخصوص على نزيلات القسم الداخلي بثانوية الزبير بن العوام الإعدادية، اللائي عانين من الحرمان والبعد عن الدفء الأسري في السنوات السابقة، الشيء الذي كان يساهم بشكل مباشر في المغادرة القسرية لقاعات التحصيل والالتحاق بعوالم أخرى تحط من كرامة الفتاة المغربية بشكل عام والقروية بشكل خاص، من قبيل الخدمة في البيوت مقابل أثمنة زهيدة أو الرعي وممارسة المهن الشاقة بجانب إخوانها الذكور في المراعي والحقول أو الاشتغال في الضيعات الفلاحية . وقد استفاد من هذه المنحة المشكلة أساسا من وزرات تربوية وألبسة وأدوات الاشتغال داخل فصول الدراسة وموسوعات وكتب، كل الفتيات المتمدرسات بالمؤسسة، واللاتي استقبلن هذه الالتفاتة التي كان لها وقع إيجابي كبير على نفسيتهن، بارتياح كبير. ويعتبر هذا النشاط الأول من نوعه خلال الموسم الدراسي الحالي بالثانوية الإعدادية الزبير بن العوام،والتي يعمل طاقميها الإداري والتربوي في السنتين الأخيرتين، جاهدين، من أجل جعلها بوثقة إشعاع وإشراق بالمنطقة، ومن المرتقب حسب الأستاذة مريم زنون مديرة المؤسسة، أن تليها مجموعة أخرى من الأنشطة لا تقل أهمية، غايتها مساعدة الأطفال القرويين وتشجيعهم على البذل والعطاء والتخفيف من صعوبة الأوضاع والظروف المصاحبة عادة للاشتغال بعالم الأرياف. وعلى هامش هذا اللقاء بالفتيات المتمدرسات، بادرت قافلة الجمعية المتكونة من 41 امرأة موظفة يشتغلن في مختلف القطاعات بالعالم الحضري بزيارة مجموعة من بيوت نظيراتهن القرويات اللواتي استقبلن القافلة بحفاوة وعفوية المرأة المقهورة والمناضلة في الآن ذاته. استقبال تخللته مجموعة من الفقرات التنشيطية والترفيهية، رددت خلالها مجموعة من الأغاني الترويحية، شارك في نسجها الزوار والحاضرون، صانعين بذالك لوحة غاية في الاندماج والتآزر الأخوي الهادف. هذه الزيارة للبيوت، كانت أيضا مناسبة تم من خلالها توزيع العديد من الألبسة والهدايا على هؤلاء النسوة اللواتي يتقاسمن العوز والحاجة وقلة ذات البين، ولكن أيضا الصمود والمقاومة وقوة الطبع.