تجهيز وحدات الإنتاج الحيواني بالمعدات الضرورية وضمان تزويد السوق بالأسمدة الكافية والحفاظ على الأثمنة المسجلة يعد القطاع الفلاحي إحدى الركائز الأساسية للتنمية بجهة الرباطسلا زمور زعير، وذلك بالنظر للمؤهلات الهامة التي يزخر بها القطاع بالجهة، إذ يتوفر على مساحات زراعية هامة تجعل من الضروري تعزيز قدرات المخطط الفلاحي الجهوي، حتى يساهم في جعل القطاع رافعة للتنمية الجهوية. يعتمد القطاع الفلاحي بالجهة على مجموعة من سلاسل الإنتاج، التي تشمل كلا من الإنتاج النباتي (الحبوب والخضراوات، الكروم، القطاني والنباتات العطرية والطبية) والإنتاج الحيواني (الحليب، اللحوم الحمراء والبيضاء، تربية النحل)، ويبلغ عدد المشاريع المنجزة أو قيد الإنجاز برسم الفترة ما بين 2010 و2013، ما مجموعه 52 مشروعا، يستفيد منها حوالي 17 ألف و859 مستفيد برسم الفترة ذاتها. أما مجموع الميزانية المرصودة لهذه المشاريع، سواء التي تم إنجازها أو المبرمجة خلال ذاتها، فتقدر بحوالي 359 ألف و610 درهم، وذلك حسب معطيات عرض للمدير الجهوي للفلاحة، تم تقديمه يوم الخميس الماضي بضاية الرومي (إقليمالخميسات) بمناسبة انطلاق الموسم الفلاحي 2013- 2014. وفضلا عن مختلف البرامج الخاصة بسلاسل الإنتاج الحيواني، سيتم أيضا، وبرسم هذا الموسم، اتخاذ جملة من التدابير المتعلقة بمراجعة الدعم المخصص لبعض عمليات الإنتاج الحيواني في إطار صندوق التنمية الفلاحية، وتهم على الخصوص تجهيز وحدات الإنتاج بالمعدات الضرورية ووحدات تثمين إنتاج اللحوم والحليب وتحسين سلالات الماعز، إعادة تنظيم عملية التلقيح الاصطناعي، تكثيف إنتاج سلالات الأبقار المنتجة محليا، ومواصلة خفض الرسوم الجمركية على عجول التسمين والعجلات المستوردة. وبخصوص البذور المختارة، تشمل التدابير القيام بحملات تحسيسية مكثفة مع تقريب البذور من المستعملين عبر شبكة نقط البيع التابعة لوزارة الفلاحة والخواص، مواصلة العمل بمنحة التخزين (5 دراهم للقنطار للشهر لمدة 9 أشهر في حدود 220 ألف قنطار)، وتحديد برنامج للإكثار على مساحة 70 ألف هكتار على الصعيد الوطني 50 بالمائة منها بالمناطق السقوية بهدف توفير ما يناهز 5،2 مليون قنطار من البذور المختارة للحبوب بالنسبة للموسم الفلاحي المقبل. أما ما يهم التموين بالأسمدة، فقد تم على الخصوص التنسيق مع الفاعلين من أجل ضمان تزويد السوق بالأسمدة الكافية كما ونوعا في أحسن الظروف، والحفاظ على مستويات الأثمنة المسجلة خلال الموسم المنصرم، وتشجيع الفلاحين على القيام بالتحاليل المخبرية الفلاحية (التربة، والماء، والنبات)، وتفعيل مضامين الاتفاقية المبرمة مع المجمع الشريف للفوسفاط لتقوية السوق الوطنية للأسمدة، وكذا تعزيز دور مراكز إرشاد الفلاحين في مجال الأسمدة. وسيتم أيضا في إطار التدابير المتخذة، توسيع مجال الإعانات المالية للدولة المقدمة عبر صندوق التنمية الفلاحية، لتشمل الدعم لتشجيع غرس الأشجار المثمرة، إنعاش وتنويع صادرات المنتجات الفلاحية، وتشجيع استعمال الطاقة الشمسية في مشاريع الري المقتصدة في المياه. إلى جانب ذلك، سيستفيد فلاحو الجهة من عملية نموذجية تحسيسية تنظم على الصعيد الوطني لمعالجة الأمراض الفطرية التي تصيب الحبوب، بغية تحسيسهم حول أهمية مكافحة هذه الأمراض للحفاظ على إنتاج الحبوب وجودته، وذلك على مساحة تبلغ 20 ألف هكتار بالجهة، منها أربعة آلاف هكتار ستعالج عبر الجو و11 ألف هكتار عبر البر في منطقة نفوذ المديرية الإقليمية للخميسات، وخمسة آلاف عبر البر بمنطقة نفوذ المديرية الإقليمية لولاية الرباطسلا. وتطرق العرض الذي قدمه المدير الجهوي للفلاحي أيضا إلى حصيلة الموسم الفلاحي الماضي، والذي تميز بظروف مناخية ملائمة، إذ سجلت التساقطات المطرية كمية هامة قدرت ب650 ملم، أي بزيادة 180 بالمائة مقارنة مع موسم 2011-2012، غير أن المساحات المزروعة بالحبوب والقطاني شهدت تراجعا على مستوى الجهة قدر بناقص 7،0 و9،9 بالمائة على التوالي، فيما شهدت الزراعات الكلئية زيادة في المساحة المزروعة قدرت بزائد 5،14 بالمائة، وذلك مقارنة بالموسم الحالي 2011- 2012. وقد اتسمت الحالة العامة للزراعات، يضيف التقرير، بوضعية جيدة، كما استفادت الجهة من العملية النموذجية لمحاربة الأمراض الطفيلية والفطرية المنجزة على الصعيد الوطني بواسطة الطائرات خلال شهر مارس 2013، وذلك من أجل تحسيس الفلاحين بأهمية هذه العملية وآثارها الفعالة في تحسين المردودية، إذ بلغت المساحة المعنية على مستوى الجهة سبعة آلاف هكتار همت ألف و98 فلاح بالجماعات القروية. أما الإنتاج الحيواني، فقد عرف زيادة في ما يخص كلا من إنتاج الحليب (زائد 5 بالمائة) والبيض (زائد 3 بالمائة) واللحوم الحمراء (زائد 12 بالمائة) واللحوم البيضاء (زائد 6 بالمائة) فيما ارتفع إنتاج العسل بزائد 31 بالمائة، وذلك مقارنة مع الموسم الفلاحي 2012-2011.