مجلس الأمن يقر توصيات بان كي مون بشأن كيميائي سوريا قال دبلوماسيون أمميون إن أعضاء مجلس الأمن الدولي أقروا بشكل عام التوصيات التي تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإنشاء «لجنة مشتركة»-هي الأولى من نوعها- من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للإشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين، إن الأعضاء ال15 في مجلس الأمن لم يقدموا «أي اعتراض» على هذه التوصيات في جلسة محادثات أولية عقدت أمس الخميس لبحثها، مضيفا أنه «تم تسجيل التعاون الجيد من قبل الحكومة السورية». ومن ناحيته، قال السفير الفرنسي جيرار أرو إن «الجميع قالوا إن الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقومان بعمل رائع»، متحدثا عن «اجتماع ساده التوافق»، وهو ما أكده أيضا السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت في تغريدة كتبها على تويتر. وكان بان كي مون أوصى -في تقرير رفعه الاثنين إلى مجلس الأمن- بإنشاء هذه «اللجنة المشتركة» من مائة رجل، على أن يكون مركزها في دمشق وقاعدتها الخلفية في قبرص، وتكون برئاسة «منسق مدني خاص». وسوف يعد رئيس مجلس الأمن لشهر أكتوبر السفير الأذري أغشين مهدييف مشروع رسالة من مجلس الأمن إلى منظمة حظر الأسلحة النووية تتضمن بنود توصيات بان كي مون. ويعني عدم اعتراض أي عضو في مجلس الأمن على هذه الرسالة أنه ليست هناك حاجة لقرار جديد لإضفاء الطابع الرسمي على اللجنة المشتركة. وتأتي موافقة مجلس الأمن على توصيات الأمين العام في وقت وصل فيه إلى سوريا 12 مفتشا جديدا من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان قوله، إن عدد المفتشين ارتفع إلى 27 مع وصول الفريق الجديد، وأن المفتشين زاروا ثلاثة مواقع ويتوقع أن يزوروا عشرين موقعا في مختلف أنحاء سوريا خلال الفترة المقبل. ومن جهة أخرى، اقترحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على المنظمة الاستعانة بوحدة تدمير أميركية متنقلة لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وذكرت وكالة رويترز أن مسؤوليْن أميركيين أكدا أن الوزارة قدمت معلومات عن الوحدة يوم الثلاثاء الماضي إلى مسؤولين في المنظمة، كما نقلت عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه أنه جرى الاتصال بعدد من الدول بالفعل للإسهام بفنيين من أجل إجراء تجارب على الوحدة الأميركية. ولم يكشف المسؤولون عن تفاصيل مالية، ولكن خبير الأسلحة الكيميائية ديتر روتباتشر -الذي كان يدرب المفتشين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية- قال لرويترز، إن الوحدة ستكلف على الأرجح مئات الملايين من الدولارات. ويدير الوحدة الأميركية طاقم مؤلف من 15 فردا، ويقول المسؤولون عنها إنها تستطيع تدمير ما يصل إلى 25 طنا متريا من المواد الكيميائية يوميا في حال تشغيلها على مدار الساعة. ونقلت رويترز كذلك عن مصدر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية -حضر تقديم المعلومات عن الوحدة- قوله إن الانطباع الأول لمسؤولي المنظمة هو أن الأمر «يبدو مشجعا ومثاليا». وأضاف «لكننا لا نعلم كيف سيكون أداؤها في الميدان، ونود أن نعرف رأي سوريا ودول أخرى لديها نفس التقنية». ومن جهتها، أعلنت روسيا أول أمس الخميس أنها قدمت قائمة تضم أسماء 13 من خبرائها للمشاركة في تفكيك الأسلحة الكيميائية في سوريا، معتبرة أن عملية التدمير «لن تكون سلسة». يشار إلى أن سوريا قدمت للمنظمة الشهر الماضي بيانا بأسلحتها الكيميائية، لكنه لم يتم الكشف عن التفاصيل. ويعتقد خبراء الأسلحة الكيميائية أن سوريا لديها نحو ألف طن من غاز السارين وغاز الخردل وغاز الأعصاب «في إكس»، وأن بعضها مخزن على شكل مواد خام، وبعضها معبأ بقذائف وصواريخ. ودعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء الماضي إلى وقف إطلاق النار في سوريا حتى يتمكن خبراؤها من إتمام المهمة المنوطة بهم وفق الجدول الزمني المتفق عليه.