تكريم الفنانين رشيدة الحراق وعزيز موهوب والإعلان عن رفع ميزانية دعم المشاريع المسرحية افتتح مساء يوم الجمعة الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس الموسم المسرحي برسم سنة 2013-2014 بتكريم الفنانين رشيدة الحراق وعزيز موهوب فضلا عن الإشادة بأربعة خريجين متفوقين بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي علاوة على عرض مسرحية «دموع بالكحل» الفائزة بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس. وتحدث الفنان محمد حسن الجندي عن مسار الفنانة رشيدة الحراق كممثلة إذاعية متمكنة في نهاية الستينات في ظروف لم يكن المناخ العام داخل فرقة الإذاعة يساعد على إضافة عناصر نسوية. وعاد بالذاكرة إلى موعده مع رشيدة الحراق بمقر الإذاعة رفقة إثنين من خيرة التقنيين هما محمد المراكشي وعلي الوزاني «وفي الموعد المحدد أقبلت هذه الموهبة يرافقها والدها، وإذا بها فتاة رشيقة القد، أنيقة المظهر، باسمة المحيى، يفضح احمرار وجنتيها خجل اللحظة، وينبئ بما ألم بها من خوف الميكروفون، اهتزاز الأوراق بين كفيها وهي تؤدي دور منية النفوس الذي أحسنت فهمه وأتقنت أداءه، لتعلن في تلك اللحظة بجدارة واستحقاق ميلاد ممثلة قوية تتوفر فيها كل شروط النجاح وراء المذياع وعلى خشبة المسرح وأمام الكاميرا والتفزيون اسمها رشيدة الحراق». وبعد أن أشاد بها وبعملها داخل فرقة المعمورة خاصة مسرحيتها الناجحة «الشرع عطانا أربعة» وأشاد أيضا بصوتها الجميل في الغناء، عرج على حياتها الشخصية منوها بكونها كانت الزوجة المخلصة للممثل والمؤلف والمثقف محمد أحمد البصري رحمه الله، قاسمته ألم الجحود والنسيان اللذان تعرض لهما إنتاجه داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، التي منحها أكثر من أربعين سنة من جهده وعطائه، طالبا من وزارة الثقافة أن تعيد طبع إنتاج البصري وجعله في متناول القراء والمسرحيين والباحثين. ومن جهة أخرى ألقت الفنانة سعاد خيي كلمة محمد الجم في شخص المكرم عزيز موهوب، معتبرا أن هذا الأخير تألق نجمه كواحد من أبرز صناع الفرجة داخل فرقة المعمورة المسرحية، وتميز كممثل بارع متمكن في العديد من الأدوار الخالدة ومن ثمة استمرت عطاءاته وإبداعاته. وأضاف الجم أن عزيز موهوب اسم كبير داخل فرقة المسرح الوطني الذي «أتشرف شخصيا أن أكون أحد أعضائها، وفخور لكوني اشتغلت جنبا إلى جنب مع هذا العلم المسرحي» مشيرا إلى أن عزيز موهوب « موهوب فعلا ومحبوب أيضا شخص طيب سموح لبيب نصوح متعدد المكارم واضح المعالم وأيضا صارم حازم لا يخشى في مواقفه لومة لائم». بعد ذلك تم حفل تكريم كل من رشيدة الحراق، بنت الرباط التي تألقت في عدة أعمال ومسلسلات إذاعية وتلفزية منها «ذئاب لا تموت» و»رياض المعطي» وراضية» و»العقاب» و»سر الانتقام» و»بنات للا منانة» وكذا عزيز موهوب ابن الدارالبيضاء المتخرج من مدرسة التمثيل سنة 1962، والمتألق في العديد من الأعمال منها، «أوراق على الرصيف» و»عينك ميزانك» و»بيت بلا مشاكل» و»نهاية قبل الوقت» و»الساس» و»شجرة الزاوية» و»خط الرجعة»o وذلك بتسليم شيك لهما، وباقة ورود. وفي مبادرة تشجيعية وفريدة من نوعها، تم الاحتفاء بأربعة شباب من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي المتفوقين، وهم يوسف أهمو وسعيد الهراسي وبوشعيب السماك وإلياس الرويشات، وذلك بتقديم شهادات تقديرية لكل منهم. وكان وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي قد ألقى كلمة بالمناسبة، أعلن فيها عن رفع قدر غلاف دعم المشاريع المسرحية ابتداء من 2014 ليصبح 10 ملايين درهم، بعد أن كان 5 ملايين درهم سنة 2011، و6 ملايين درهم في موسم 2012-2013، هذا إضافة إلى دعم الوزارة عبر المسرح الوطني محمد الخامس يقدر ب4ملايين درهم، مشيرا إلى عرض هذا المقترح على شركاء الوزارة المهنيين خلال شهر نونبر حتى تتمكن من إطلاق ترشيح المشاريع في مطلع شهر دجنبر. وأشاد بالعمل الذي تقوم به لجنة الدعم المسرحي برئاسة السيد أحمد بدري والتي أنهت المرحلة الأولى من عملها لموسم 2013-2014 باختيار اثنين وأربعين عملا مسرحيا من أصل 95 سطرت لها برنامجا للمعاينة بكل من الحسيمة وتطوان وتزنيت ومراكش والدارالبيضاءوالرباط، وهو برنامج سيجنب عددا من الفرق مشاكل التنقل وسيضمن الحضور الواسع لأعضاء اللجنة ويكرس مصداقية اختياراتها، وسيمتد هذا البرنامج من 22 نونبر 2013 إلى غاية 16 يناير 2014، ليعلن عن النتائج في أواخر شهر يناير. وقال إنه باعتبار أن المنظومة المسرحية عملية متكاملة لا تشمل الإبداع وحده، بل يعتبر الترويج من أهم ركائزها فإن برنامج الترويج لهذا الموسم سيوزع من شهر أكتوبر 2013 إلى شهر أكتوبر 2014 عبر مرحلتين، تبدأ الأولى من أكتوبر 2013 إلى يناير 2014 تروج خلالها حوالي مئة عرض مسرحي مدعم خلال الموسم السابق من طرف الوزارة والمسرح الوطني محمد الخامس وتوزع على المسارح التابعة للوزارة بمختلف الأقاليم والثانية من فبراير إلى أكتوبر 2014، ومن المرتقب أن تهم ترويج ما بين 400 إلى 500 عرض مسرحي مدعم عبر مختلف الأقاليم. وبخصوص التكوين، قال الوزير إن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الذي تشرف عليه الوزارة، سيحظى سنة 2014 بالرفع من الاعتمادات المخصصة لإنجاز مختلف البرامج التي سطرتها المؤسسة مع الاهتمام بالجانب الاجتماعي للطالبات والطلبة، معربا عن تهانئه للفوج المتخرج هذا السنة. كما أعلن أن جديد الموسم المسرحي الجديد هو افتتاح مجموعة من المسارح بعدد من المدن كمشرع بلقصيري وبني ملال وآيت ملول والفنيدق وتازة والمضيق ولفقيه بن صالح وكلميم وآسفي لتنضاف إلى المسارح الوطنية. وقدم المقاربة الجديدة فيما يخص الدعم المسرحي والتي ترتكز على دعم كل مكونات المنظومة المسرحية عبر طلب دعم ترشيح مشاريع حسب المجالات كالإبداع المسرحي والكتابة المسرحية والبحث المسرحي والإقامة الفنية للفرق والمبدعين وإحداث وتقوية آليات الوساطة والترويج (المقولات الفنية، وكالات الخدمات الفنية..) والمشاركة في المهرجانات المسرحية وتنظيم المهرجانات والجولات المسرحية وتكوين وتنمية قدرات الفنانين والمهنيين في مجال المسرح والإبداع في مجال فنون الشارع وترويجها. بعد ذلك تم عرض مسرحية «دموع بالكحل» لفرقة مسرح أنفاس، والحاصلة على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح لمكناس، وهي من إخراج أسماء هوري، وتأليف عصام اليوسفي وسينوغرافيا وإضاءة عبد المجيد الهواس والتأليف الموسيقي رشيد برومي والمحافظة التقنية صلاح الدين بنعبد السلام والملابس بدرية الحساني والتشخيص لكل من هاجر كريكع ومحمد الحر ووسيلة صابحي وزينب الناجم. ويستمر نشاط افتتاح الموسم المسرحي إلى غاية يومه الاثنين في كل من فضاءات با حنيني ومسرح محمد الخامس، وذلك بعرض أربع مسرحيات متميزة هي «مرمي غنبدا سنيت» (امتى نبداو بالصح) لفرقة أزول للثقافة الفنون و»فرانك عازنين مثل فرانك أنشطاين» لفرقة الفانوس و»العساس» لفرقة إيسيل و»أو سويفان» لفرقة فضاء اللواء للإبداع.