رحيل أحد أكبر حفاظ ومنشدي العيطة تمكنت عناصر الشرطة القضائية في ساعات مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، من إلقاء القبض على المتهم الرئيسي بقتل الفنان الشعبي عبد الله البيضاوي. وقد اعتقلت السلطات الأمنية المتهم، وهو السائق الشخصي للقتيل، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، وقدمته للسلطات المعنية من أجل التحقيق معه. وتعود الوقائع إلى يوم الأحد الماضي، حين تم العثور على الفنان الشعبي عبد الله البيضاوي ميتا بمنزله بحي لا سيستا بمدينة المحمدية. وعلم من مصادر مقربة من التحقيق أنه تم العثور على جثة الفنان الراحل من طرف زوجته التي كانت متواجدة بمدينة الدارالبيضاء. واضطرت زوجة الراحل، بعد أن ساورها الشك لعدم الرد على سيل المكالمات الهاتفية، للتوجه إلى منزل الراحل بالمحمدية لتجده جثة هامدة ملقى على سريره، دون معاينة أي آثار عنف على جثته. وبالمقابل اكتشفت أن أشياء ثمينة تمت سرقتها وأن المنزل يوجد في حالة فوضى. وحسب العناصر الأولية للتحقيق، فإن الراحل عاد إلى منزله على متن سيارة أجرة حوالي الساعة الثانية والنصف ليلة السبت - الأحد، بعد أن أحيى سهرة بالدارالبيضاء. وكان رفقته سائقه الذي غادر المنزل ساعتين بعد ذلك على متن سيارة الضحية. وقد تم فتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة من خلال إخضاع جثة الضحية للتشريح. يشار أن الراحل الذي ووري جثمانه الثرى، أول أمس الاثنين، يعد أحد أكبر حفاظ ومنشدي فن العيطة المرساوية بالمغرب. فهو فنان معروف في غناء العيطة، ابتدأ مساره الفني سنة 1958، رفقة مجموعة بوشعيب البيضاوي، لينضم سنة 1960 لفرقة مرشال قيبو، الأستاذ الشهير لفن العيطة، وقام برفقة المجموعة بجولات فنية شهرته كفنان متميز في هذا النوع الغنائي. بعد بضع سنوات رافق فيها كبار فناني العيطة، أنشأ مجموعة مسماة باسمه، مجموعة «عبد الله بيضاوي» لتشتهر سريعا بفضل قطع غنائية شعبية من قبيل «إيديرها الكاس أعباس» و»حب الرمان» وأيضا «خليني خليني، نصرف مكتوبي».. ومعلوم أن هذا اللون الموسيقي أي العيطة، ينتشر في المحور الرابط بين الدارالبيضاء وآسفي، مرورا عبر دكالة وعبدة والشاوية، حيث تتمركز القبائل البدوية من أصل عربي، حيث تطور الشغف بارتجال الشعر العامي والزجل. وليومنا هذا ما زالت عدة مجموعات تمتح من هذا التراث الشفهي الغني، ويتميز فن العيطة على الخصوص بكلماته المأخودة من اليومي، لتؤرخ عبر الغناء ليوميات الحب والجمال واللذة والطبيعة. وظهر البيضاوي برفقة مجموعته العديد من المرات على التلفزة الصغيرة، كما على خشبات المسارح والمهرجانات والمحافل، داخل المغرب وخارجه.