كشف كريم غلاب أن الخطة الإستراتيجية التي أعدها مجلس النواب تتضمن التعريف بالوظائف الدستورية والمهام السياسية للمؤسسة النيابية، والتربية على الثقافة الديمقراطية، وترسيخ الحكامة البرلمانية، وأعلن رئيس مجلس النواب أن تحقيق هذا الهدف يمر عبر خطة إعلامية من بين محاورها إحداث قناة برلمانية تعنى بالشأن البرلماني. وأكد كريم غلاب، أول أمس الاثنين، خلال اللقاء الذي نظمته الغرفة الأولى للبرلمان المغربي لتخليد اليوم العالمي للديمقراطية، الذي يصادف 15 شتنبر من كل سنة، أن اللقاء يشكل بداية لسلسلة من الخطوات سيتخذها مجلس النواب من أجل الانفتاح على المجتمع المدني وفئة الشباب والأطفال على الخصوص. واعتبر غلاب أن أشغال اللقاء ستكون موضوع تقرير مفصل سيكون بمثابة مرجع لعمل المؤسسة التشريعية مستقبلا. وكشف غلاب في كلمته في افتتاح اللقاء الذي حضره ممثلو المنظمات الشبابية للأحزاب الممثلة بمجلس النواب وممثلو الجهات ببرلمان الطفل، وحضور سلفه، عبد الواحد الراضي، الذي يشغل مقعد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، بالإضافة إلى رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، والممثل الدائم لبرامج الأممالمتحدة الإنمائي، أن مجلس النواب عمل على إعداد خطة إستراتيجية لتطوير وتأهيل عمل المجلس تتضمن من بين محاورها الرئيسية، القيام بتعريف المواطنات والمواطنين وخاصة الشباب بالوظائف الدستورية والمهام السياسية للمؤسسة النيابية ومختلف أنشطتها وأعمالها، واحتضانها مختلف النقاشات الوطنية، والتربية على الثقافة الديمقراطية. وأضاف غلاب أن هذه الخطة تتضمن أيضا التعريف بدور نواب الأمة في ترسيخ الحكامة البرلمانية وتكريس الديمقراطية، والدفاع عن قضايا الأمة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يستطرد رئيس مجلس النواب، حددت الخطة محوريين أساسيين، الأول يتعلق بالمخطط الإعلامي عبر التلفزة والإذاعة والصحافة تتضمن من بين إجراءاتها إحداث قناة برلمانية تعنى بالشأن البرلماني، فضلا عن إنتاج وبث برامج تربوية وتحسيسية حول الديمقراطية، وإنجاز شريط وثائقي حول تاريخ الحياة البرلمانية منذ الاستقلال، ومأسسة العلاقة مع الصحافة ومنابر الإعلام. كما تتضمن هذه الخطة التواصل المباشر مع المواطنات والمواطنين، من خلال القيام بمجموعة من التدابير من بينها التفكير في وسائل جديدة تضمن حسن استقبال وإرشاد الزوار بالمؤسسة التشريعية، وإنتاج مطبوعات وكتيبات تعنى بالشأن النيابي، وتفعيل حق الولوج إلى الوثائق البرلمانية، وتنظيم الاستشارات والمشاركة العامة في التشريع، وتطوير الموقع الالكتروني للمجلس، وتعزيز العلاقات مع مختلف المؤسسات والهيئات. وشدد كريم غلاب، في افتتاح اللقاء والذي اختارت له منظمة الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي شعار «تعزيز الإنصات لأصوات الديمقراطية»، بالقول إنه مهما كانت مجهودات أعضاء المجلس في تأهيل العمل البرلماني والرقي بالممارسة السياسية وتفعيل الدستور، ومهما بلغت المبادرات النيابية في المجال التشريعي والرقابي والدبلوماسي وتقييم السياسات العمومية، فإن ذلك ينبغي أن يكون في تواز مع اعتماد سياسة برلمانية قائمة على الانفتاح على المحيط الخارجي وخاصة على الشباب والأجيال الصاعدة، وتوطيد التفاعل الإيجابي والمباشر مع قضاياهم وانشغالاتهم، والإنصات إليهم ولأفكارهم وتصوراتهم حول الآليات الملائمة والناجعة لتقريب المؤسسة البرلمانية من الشباب باختلاف مستوياته الدراسية والتعليمية والثقافية، وتعدد مرجعياته وتياراته الفكرية، وتنوع محيطه الحضري والقروي، «لأننا نعتبر، يقول غلاب، وهذه قناعتنا المشتركة بالنظر إلى الدور المهم للبرلمان في المشهد السياسي الوطني، وفي المنظومة الدستورية المغربية، واعتبارا للدور المتنامي للبرلمانات على المستوى الدولي، أنه كلما كان التعريف أشمل وأعمق بالعمل البرلماني سواء في المجال التشريعي أو الرقابي أو الدبلوماسي، إلا وستكون له انعكاسات إيجابية على انخراط الشباب في العمل السياسي والمشاركة السياسية والارتقاء بالحس المدني والمواطنة الفاعلة». وقدم ممثلو شبيبات الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ومنظمات المجتمع المدني، مقترحات من أجل تعزيز الحوار وتقوية العلاقة بين المنظمات الشبابية والبرلمان خاصة أن فئة الشباب تمثل جزء هاما من ساكنة المغرب ونظرا للتطور الديمقراطي الكبير الذي تعرفه البلاد، وثمنوا من جهة ثانية مبادرة مجلس النواب بتخليد اليوم العالمي للديمقراطية.