سنحرص على على استحضار البعد الأمازيغي بشكل أقوى في فعاليات الدورة الثالثة ما هو تقييمكم للدورة الثانية لملتقى روح موغادور؟ أعتقد أن دورة هذا العام التي نظمناها بمناسبة عيدي العرش والشباب المجيدين حققت نجاحا نوعيا لم نكن نتوقعه، إن على مستوى أعداد الجماهير التي حجت إلى فضاءات العرض أو على مستوى طبيعة هذه الجماهير والكيفية التي تفاعلت بموجبها مع فعاليات الملتقى. ويكفي أن أذكر لك هنا الأجواء الحماسية التي عاشتها ساحة مولاي الحسن على امتداد يومين متتاليين من العروض الفنية المتنوعة، والتي عكست الوجه الحضاري الراقي للجمهور المغربي على وجه عام والجمهور الصويري على وجه خاص. وفي هذا الإطار، أريد أن ألفت انتباهك إلى الحس الوطني الرفيع الذي أبان عنه الحاضرون في مختلف الأمسيات الفنية، حيث تغنوا بكل الحب بالوطن وبثوابته وأبانوا عن تعلقهم العميق بحضارته وثقافته بمختلف روافدها، وأقل ما يمكن قوله في هذا الصدد إن الملتقى تحول إلى فسحة رائعة لإبراز روح الانتماء العميق إلى مملكتنا المغربية الشريفة. تعرف مدينة الصويرة مجموعة من المهرجانات الموسيقية والفنية المختلفة والمتميزة بطبيعة موضوعاتها، كمهرجان كناوة والأندلسيات والموسيقى الكلاسيكية... هل ملتقى روح موغادور يحمل هوية خاصة يتميز بها عن باقي التظاهرات؟ من بين أهم ما يميز مدينة الصويرة كونها تعرف رواجا ثقافيا هاما على امتداد السنة بأكملها. ولا يخفى على أحد أن هذه الحركية الثقافية تستمد كنهها من غنى الامتدادات الطبيعية للمدينة ومن خصوصياتها الحضارية والتاريخية، حيث أفرزت المكونات الثقافية التي يزخر بها الفضاء الصويري مجموعة من التظاهرات المتنوعة التي ساهمت في إيصال مدينة الصويرة إلى العالمية عبر بوابة الفعل الفني. وهنا، أرى أن ملتقى روح موغادور هو ثمرة جديدة في شجرة التميز والإبداع الصويريين التي أثمرت من قبل مهرجانات كبيرة كمهرجان كناوة ومهرجان الموسيقى الكلاسيكية ومهرجان الأندلسيات الأطلسية، وهو ملتقى يسير في اتجاه تكريس المكانة الثقافية والإبداعية الفريدة التي تحتلها المدينة على الصعيدين الوطني والعالمي، وذلك عبر محاولة إبراز بعض الألوان الفنية والإبداعية الأخرى التي يشتغل عليها جانب من أبناء المدينة كالمسرح والإبداع الأدبي والسماع والمديح والإنشاد الصوفي، ناهيكم عن حرصه على السعي إلى خلق شكل إضافي من أشكال الإشعاع الثقافي للمدينة عبر استحضار والمزج بين البعد المشرقي والبعد الأمازيغي في تظاهرتنا الفنية. ما هو تصوركم للدورة المقبلة؟ في الحقيقة، نحن في طور التقييم الدقيق لنتائج الدورة الثانية من الملتقى، وسنسعى إلى أن تحافظ الدورة المقبلة على الخط الذي سطرناه لهذه التظاهرة خلال الدورتين السابقتين. كما سنعمل، إن شاء الله، على استحضار البعد الأمازيغي بشكل أقوى في فعاليات الدورة الثالثة. وأملنا أن نجد الدعم اللازم ممن يمكنهم دعمنا حتى نضمن نجاحا أكبر لهذا الملتقى الذي نريد له أن يصبح من أكبر التظاهرات الثقافية والفنية الوطنية. وفي الختام، نريد أن نتوجه بشكرنا الجزيل للمجلس البلدي لمدينة الصويرة الذي بذل الجهد اللازم لإنجاح فعاليات دورة هذه السنة، كما نشكر وزارة الثقافة وجمعية الصويرة موغادور وعمالة إقليمالصويرة على دعمهم لنا. *رئيس المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة