إضراب يشل عمليات النظافة ويغرق العاصمة في أوحال من الأزبال والنفايات اكتسحت الأزبال والروائح الكريهة شوارع وأزقة العاصمة الرباط، جراء الإضراب المفتوح الذي خاضه عمال شركة «أوزون» للنظافة يومي الإثنين وأمس الثلاثاء، احتجاجا على تراجع الشركة عن التزاماتها الاجتماعية وطرد العمال النقابيين. وفي حال عدم تجاوب الشركة مع مطالب العمال، فإن أحياء وشوارع العاصمة مهددة بالغرق في الأزبال والروائح الكريهة خاصة في هذه الفترة التي تتميز بالارتفاع النسبي لدرجة الحرارة. وقد نفذ هؤلاء العمال وقفة احتجاجية صباح أول أمس الإثنبن أمام مقر ولاية الرباط زمور زعير ضدا على ما وصفوه ب «الحكرة» و»الزبونية» التي يتعامل بها المدير العام للشركة اتجاه العمال، الذين صرحوا لبيان اليوم أن هذا المسؤول يتميز بعجرفته وتعنته في عدم الاستجابة لمطالب العمال المشروعة، بل أكثر من ذلك، فإن المدير العام وفق المصادر ذاتها، لا يكتفي بإهانة العمال بل يسخر مجموعة من الأشخاص الغرباء للاعتداء على المضربين بكل وسائل السب والقذف وفي أحيان كثير كادت الأمور تتطور إلى الضرب بالعصي والأسلحة البيضاء. وخلال الوقفة الاحتجاجية، ردد العمال المضربون مجموعة من الشعارات التي تطالب ب «رحيل» المدير العام للشركة التي تولت تدبير قطاع النظافة بالعاصمة الرباط منذ شهر فبراير الماضي، كما رفعوا شعارات تطالب باحترام الحق النقابي وبوفاء الشركة لوعودها والتزاماتها الاجتماعية اتجاه العمال كانت قد التزمت بها في حوارات سابقة مع ممثليهم، خاصة تلك المتعلقة بتنفيذ ما تضمنه دفتر التحملات الموروث عن شركة فيوليا. وأوضح العمال المضربون في تصريحهم لبيان اليوم، أن الشركة تراجعت عن كل تعهداتها والتزاماتها كما قامت بالتراجع عن منحة العيد التي تعتبر بالنسبة للعمال حقا مكتسبا، وقامت بطرد العمال النقابيين خاصة أعضاء أحد المكاتب النقابية بكامله. وقد طرح العمال المضربون مشاكلهم خاصة طرد العمال النقابيين على مفتشية الشغل بالرباط من أجل إيجاد حل عادل لهذا النزاع الاجتماعي الذي ينبئ بمزيد من التصعيد، ويهدد العاصمة الرباط بالغرق في الأزبال. وكانت شركة «فيوليا» المفوض لها تدبير النفايات بمقاطعتي حسان ويعقوب المنصور منذ سنة 2008 قد أعلنت انسحابها في يوليوز الماضي٬ وهو ما دفع مجلس مدينة الرباط إلى تحمل مسؤولية التدبير المباشر لمرفق النظافة وجمع النفايات الصلبة٬ بشكل انفرادي، قبل تتولى شركة «أوزون» للنظافة تدبير هذا القطاع الحيوي شهر فبراير الماضي.