بحضور ثلاثة وزراء، احتفت مجموعة اتصالات المغرب للسنة الثامنة على التوالي، مساء أول أمس الخميس، بمقرها الجديد بالرباط، بالتلاميذ المتفوقين في امتحانات البكالوريا على الصعيدين الجهوي والوطني عبر تمكينهم من الحصول على جوائز الامتياز التي تعد بمثابة تشجيع للكفاءات الصاعدة من الشباب على مواصلة مسار الاجتهاد المتميز، خاصة وأن الأمر يتعلق بتقديم جوائز تحفيزية ومنح دراسية على مدى خمس سنوات للتلاميذ المتفوقين وكذا للمنحدرين من أسر معوزة وكذا التلاميذ المتفوقين من أبناء العاملين بالمؤسسة. وأوضح عبد السلام أحيزون رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة اتصالات المغرب خلال ترؤسه هذا الحفل، والذي خصص لتوزيع جوائز الامتياز برسم الموسم الدراسي 2012-2013، إلى جانب محمد الوفا وزير التربية الوطنية وعبد الله باها وزير الدولة ولحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الشخصيات وأسر التلاميذ، (أوضح) أن تقديم مجموعة اتصالات المغرب لجائزة الامتياز لعدد من التلاميذ المتفوقين يندرج في إطار المسار الذي اختارته الشركة كمقاولة مواطنة تستمد فلسفتها من روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كمنطلق لدعم الارتقاء بالطاقات والكفاءات الوطنية. وأضاف أحيزون قائلا «بإعطاء الثقة لشبابنا والاستثمار في الثروة الفكرية لبلدنا فإننا بذلك نعمل على إعداد النساء والرجال الذين سيلعبون دورا في التنمية غدا»، مشيرا بذلك إلى أن «تعزيز الاستثمار في العنصر البشري عبر العمل على تعزيز فرص الولوج إلى التعليم والمعرفة والتكوين يمثل جزء من أولويات مجموعة اتصالات المغرب بل ويعد عنصرا مهما في سياستنا التي تتبنى مفهوم المسؤولية الاجتماعية والتي نحرص كل سنة على توفير إمكانيات لها»، يشير المتحدث. وأبرز أن اتصالات المغرب التي تستثمر في قطاع جد متطور تؤكد من خلال هذه المبادرة على دورها كفاعل ملتزم بالنهوض بمستقبل متضامن، عادل ومسؤول، وذلك في إطار السياسة التي تنهجها من أجل تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، مشيرا إلى المجموعة مكنت منذ إطلاق مبادرة جائزة الامتياز سنة 2006 وإلى حدود اليوم، ما مجموعه 683 تلميذا وتلميذة من المتفوقين، بينهم 127 من أبناء أسر العاملين بالشركة من الاستفادة من جوائز الامتياز. هذا كما قدمت المجموعة منذ 2005 ما مجموعه 530 تلميذا متفوقا ينتمي لأسر معوزة من منح دراسية، ثمانية من المستفيدين منها تمكنوا بفضلها من متابعة دراستهم بالخارج، حيث أن عدد المنح انتقل من 40 إلى 60 منحة سنويا. ومن جانبه أشاد وزير التربية الوطنية محمد الوفا، خلال هذا الحفل الذي تخللته فقرات فنية، بمبادرة اتصالات المغرب للاحتفاء بالتلاميذ المتفوقين، مؤكدا على استحقاقهم لمثل هذا التتويج، بالنظر للمجهود الذي بذلوه من أجل الحصول على أعلى النقط، خاصة وأن شهادة الباكالوريا العلمية المغربية تعتبر أصعب من نظيراتها في بعض الدول الأوربية ومنها فرنسا، معلنا في ذات الوقت عن اعتزامه إطلاق مخطط لإصلاح نظام الباكالوريا في المستقبل القريب. وشدد الوفا على ضرورة التوقف على تبخيس مستوى وجودة التعليم في المغرب، مؤكدا على مصداقية وشفافية النتائج التي حققها التلاميذ المتفوقون خلال هذا الموسم الدراسي ،بالنظر للإجراءات التي اتخذتها الوزارة على مستوى المراقبة والتفتيش، قائلا»إن المغرب يتوفر على طاقات واعدة في مجال المعرفة قادرة على اقتحام مجال الابتكار العلمي». وبدوره أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحسن الداودي بأنه لا خيار أمام المغرب سوى الاستثمار في موارده البشرية وتنميتها، مشيرا في هذا الصدد إلى نموذج دولتي اليابان وكوريا واللتين لا تتوفران على موارد طبيعية، لكنها استثمرت في العنصر البشري من أجل لتحقيق التقدم، مشددا في هذا الصدد بالقول»إن المغرب يتوفر على عقول وطاقات شابة يجب استثمارها ومنحها كل الإمكانات حتى لا تهاجر إلى الخارج، ومن تم تساهم في تنمية بلدها». ويشار إلى أن اتصالات المغرب دأبت منذ 2006 على تقديم جوائز الامتياز للتلاميذ المتفوقين في سلك الباكالوريا جهويا ووطنيا، كما دأبت على تقديم منح للتلاميذ المتفوقين من أبناء الأسر المعوزة لتمكينهم من متابعة مسارهم الدراسي وولوج المعاهد والمدارس العليا، خاصة الشعب العلمية، بل وتسهر المجموعة على متابعة المستفيدين ومرافقتهم لولوج عالم الشغل والتدريب الذي في غالب الأحيان ما يكون بمصالح المجموعة.