لم ينتظر التجمعيون دعوة رئيس الحكومة لفتح مشاورات معهم للانضمام إلى التحالف الحكومي الحالي، وتعويض حزب الاستقلال الذي قرر الانسحاب من سفينة الحكومة، إذ أعرب التجمع الوطني للأحرار عن قبول مشاركته في التحالف الحكومي، وينتظر عرض رئيس الحكومة للتشاور في الموضوع. وبذلك يكون حزب الأحرار قد سهل مأمورية رئيس الحكومة في البحث عن حليف جديد، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد أن الحزب الأقرب إلى الانضمام للتحالف هو التجمع الوطني للأحرار. وعكس موقفه بعد اندلاع الأزمة داخل الأغلبية الحكومية بداية السنة الجارية، حين أعلن رفضه فكرة الانضمام إلى الأغلبية الحكومية، أكد بلاغ للمكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، صدر عقب اجتماعه أول أمس الاثنين، ترحيب الحزب بفكرة المشاركة في الحكومة، وبالتالي الانضمام إلى أحزاب الأغلبية الحالية، تعويضا لحزب الاستقلال الذي قرر مغادرة سفينة الحكومة، منذ قرر المجلس الوطني لحزب الميزان الانسحاب، وصولا إلى تقديم وزراء الحزب لاستقالتهم لرئيس الحكومة. بلاغ المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار دعا إلى الإسراع في معالجة الأزمة الحكومية بكل جدية، وبما يبدد أجواء الانتظارية ويعيد الثقة سواء في الداخل أو في علاقات المغرب بشركائه الأجانب. وينتظر التجمعيون الضوء الأخضر، والدعوة الرسمية من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لمباشرة مشاورات في أفق الاتفاق على الحقائب التي سيتولاها الحزب في حال انضمامه إلى الأغلبية الحالية، وشروط هذا الانضمام. وحسب البلاغ الصادر عن المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، فإن الأخير يخول صلاحية تدبير المرحلة لرئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، وهو ما يعني عمليا أن مزوار سيكون المخاطب الأساسي في مفاوضات انضمام الأحرار إلى الأغلبية الحكومية. ولم يتضمن بلاغ المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار أي انتقاد للحكومة، واكتفى بالتأكيد على أن الحزب ما فتىء ينبه إلى تردي الأوضاع العامة، والتي لم تزدها الأزمة الحكومية إلا تعميقا، معتبرا أن المكتب السياسي، وبعد تدارسه لتطورات الأوضاع السياسية، إقليميا وجهويا ووطنيا، وبعد تحليله العميق لتفاقم الأزمة الحكومية، ووقوفه عند مختلف التحديات المطروحة على كافة الأصعدة، يقرر قبول أي عرض للمشاركة في الحكومة. وبذلك يقدم حزب الأحرار نفسه كبديل لحزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، وسينتقل تبعا لذلك من صفوف المعارضة، إلى الأغلبية، على أن يحل محله في المعارضة الاستقلاليون الذين قرر أمينهم العام الانسحاب من الحكومة. وتتوقع مصادر أن يفتح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران رسميا مشاوراته مع التجمع الوطني للأحرار في الأيام القليلة المقبلة، غدا أو بعد غد على أقصى تقدير، دون إبطاء، لمعرفة مقترحاته وشروطه لدخول التجربة الحالية.