الفنون المغربية الأصيلة جزء هام ضمن فعاليات الدورة شهدت سلا أول أمس الاثنين، حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة التي تنظمها جمعية أبي رقراق بشراكة مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية بسلا وتتميز هذه الدورة التي تكرم روح المبدع أحمد الطيب العلج ٬ بتقديم وتوقيع الإصدارات الجديدة لمؤرخ المملكة عبد الحق المريني ٬ وإقامة حفل لفن السماع يشارك فيه خمسون منشدا يؤدون لأول مرة إبداعات قام بتصنيفها وتنسيقها الفنان علي الرباحي . وتعرف هذه الدورة أيضا مشاركة الفرقة التركية لفنون الدراويش ٬ والفرقة المصرية للطقاطق ٬ وفرقة من فلسطين ستؤدي لأول مرة بتوزيع جديد بعض روائع الأغنية المغربية إلى جانب مأثورات فلسطينية ٬ وفرقة أنغام التراث الليبية . وتمثل الفنون المغربية الأصيلة جزءا هاما ضمن فعاليات هذه الدورة من خلال حفل للفرقة الكبرى للمديح والسماع الأمازيغية ٬ والنخبة الوطنية للطرب الأندلسي والملحون إضافة إلى عشرين مجموعة فنية مغربية من بينها مجموعة سميرة قادري وحميد القصري وعائشة تاشنويت ...وتميز حفل الافتتاح الذي ترأسه محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة – رفقة عامل سلا ورئيس جماعتها الحضرية ونخبة من السياسيين وفنانين ومثقفين وجمعويين - بالعرض القيم الذي قدمه الدكتور الباحث المؤرخ عبد الحق المريني حول كتابة الجديد «محطات من تاريخ المغرب المعاصر» وبلحظة وفاء للمرحوم الحاج محمد معنينو الذي ساهم في توثيق الأدب الشعبي ، ثم تكريم الفنان المطرب محمد بالحسين السلاوي عربون تقدير له على مجهوداته من أجل صيانة ذاكرة والده رائد الأغنية المغربية في أربعينيات القرن الماضي .وتوهج الحفل بحصة من المديح والسماع بمشاركة 50 منشدا قدموا شذرات وإنشادات من تنسيق الفنان علي الرباحي. كما كرمت الدورة مؤرخ المملكة عبد الحق المريني، باعتبار هذا التكريم يعد تجسيدا لثقافة الاحتفاء بالرموز الثقافية، وهي ثقافة حضارية ودليل على المكانة التي يحتلها المحتفى به في مجال الثقافة والأدب والتاريخ ومن مؤلفات الأستاذ المريني كتاب «الجيش المغربي عبر التاريخ» الذي صدر سنة 1968, ثم أعيد إصداره سنة 1997 في طبعة جديدة ومنقحة قبل أن تصدر ترجمته إلى اللغة الفرنسية سنة 2000, وكتاب «شعر الجهاد في الأدب المغربي» الذي يقع في جزئين (1996). كما أعد وأنجز بالخصوص ديوان «الحسنيات» في ثلاثة أجزاء (1975 -1979-1983), وكتب «قال جلالة الملك الحسن الثاني» الذي يقع في ثلاثة أجزاء, و»جلالة الملك الحسن الثاني الإنسان والملك», و»محمد الخامس دراسات وشهادات», و»دليل المرأة المغربية», و»مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني».ونشرت للأستاذ المريني مساهمات أدبية وتاريخية وإسلامية بمختلف الصحف والمجلات المغربية. ومن جهة أخرى يسعى المنظمون من وراء هذه التظاهرة إلى تجميع الفنون الأصيلة ذات الأبعاد والمقامات الروحية والإيقاعية المشتركة في فرجات متداخلة تمتزج فيها هذه الفنون في عروض تقوم على وحدة الإيقاع، وذلك من خلال المراهنة على الامتداد المغاربي والبحث في تقاطعات الفنون الأصيلة خاصة في المغرب والجزائر وليبيا. كما يطمح المنظمون إلى الارتقاء بالإنتاج المحلي من خلال إتاحة الفرصة أمام المجموعات الغنائية التي أكدت سيرها على درب البحث والابتكار دون المساس بجوهر الفن الأصيل. وقد تم خلال افتتاح هذه الدورة، الإعلان عن إحداث المكتبة الناطقة لنادي جمعية أبي رقراق للمثقفين والمبدعين ذوي الإعاقة، إضافة إلى تقديم وتوقيع كتاب « الصوفية والفراغ» للباحث خالد بلقاسم، وتقديم عرض حول « التجليات الصوفية « في التراث الجبلي للأستاذ عبد الواحد الذهبي. أما يوم أمس الثلاثاء بفضاء باب المريسة، فتميز بتقديم حصة تضمنت روائع الفنانين أحمد الطيب العلج وعبد الوهاب الدكالي بمشاركة مجموعة كورال سلا، أمين الرينكا، أميمة أمسعدي، رشيد رشدي، شيماء أزمي. عزف جوق جواهر الرقراق، ما احتوت الحصة المغربية على عروض لفن عبيدات الرمى ومجموعة بوعلام الصنهاجي للفنون الجبلية وكانت فقرات الحفل من تقديم الممثل محمد الرزين. وأكد المنظمون، أن هذه التظاهرة تندرج ضمن الاجتهادات التي تروم النهوض بالفنون التراثية الأصيلة كالطرب الأندلسي والطرب الغرناطي وفن الملحون والأذكار العيساوية وتقديمها بأشكال فيها لمسات الابتكار وتجاوز التقليد الجامد. وأوضحوا، أن رهان المنظمين هو أن يتيح هذا المهرجان لهذه الفنون مجالا للرواج في زمن تعددت فيه الأنماط الموسيقية. و من المقرر أن يختتم برنامج الدورة بندوة موسعة في موضوع «الأغنية المغربية ورهانات التجديد» بمشاركة الفنانين والباحثين أحمد العلوي وعبد العزيز بن عبد الجليل ومحمد الأشرافي وفؤاد الشعري والشاعرة ريحانة بشير التي ستقدم نموذجا مصورا لقراءة شعرية. ومعلوم أن البرنامج الفني لهذه الدورة سيستمر إلى غاية 21 من شهر يونيو الجاري بكل من مسرح محمد الخامس وفضاء العروض بباب المريسة.