نزول الطاس للمرة الثانية إلى مجموعة الهواة للمرة الثانية يلتحق الاتحاد البيضاوي لكرة القدم بمجموعة الهواة، وللأسف يغادر القسم الثاني آخر دورة عاجزا عن تحقيق تعادل يعفيه متاعب السقوط، حيث مني الطاس بهزيمة مرة في وجدة أمام الاتحاد الإسلامي، مؤكدا وجوده معزولا يصارع الهموم والمآسي. وهكذا يجبر الطاس على مرافقة أولمبيك مراكش في النزول، موقعا على واحد من أسوإ مواسمه خرج منه بحصيلة سلبية تتمثل في اثنتين وثلاثين نقطة، جمعها من 7 انتصارات و11 تعادلا و12 هزيمة، ولم يوقع الفريق سوى 17 هدفا مقابل استقبال مرماه 27 هدفا. وقراءة في نتائج الدورة الأخيرة من بطولة القسم الثاني، يتضح أن الطاس وحده تورط وكان ضحية المحطة في مناسبة حققت فيها الفرق الأخرى مبتغاها وبلغت المطلوب، وتابعنا كيف رفع اتحاد طنجة رأسه وفاز على الاتحاد الزموري للخميسات بأربعة أهداف لصفر. وفي أبرز اللقاءات، تمكن فريق شباب قصبة تادلة من هزم اتحاد تمارة، كما تفوق الراك على مولودية وجدة، واتحاد المحمدية على الرشاد البرنوصي، ليبقى الطاس وحده في ورطة ووسط حسابات معقدة فرضت عليه في النهاية السقوط إلى قسم الهواة. حصيلة الطاس في الموسم المنقضي، خلفت انتصاره على ملعب بالحي المحمدي في 7 مناسبات، وفوز وحيد فقط خارج الديار، وتعرض لخمس هزائم على ملعبه، وسبع لدى منافسيه مما يترجم اختلال توازنه، وكان طبيعيا أن يكون سقوط الطاس مدوريا لقيمة المؤسسة ووقع الحدث. ويعتبر الاتحاد البيضاوي من الفرق الوطنية العريقة التي ولدت من رحم النضال والمقاومة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وبرز إلى النور سنة 1947 بمبادرة مجموعة من الوطنيين من بينهم محمد العبدي، محمد الأخضر، عبد الرحمان اليوسفي. وأحدث الفريق بهدف تأطير الشباب وتحريضه على مناهضة المستعمر والتشبث بقيم الوطنية السامية، ووسط دخان المعامل ودور الصفيح تمكن الأب الروحي للفريق العربي الزاولي من تأسيس مدرسة الطاس، وإحداث حوض تربوي رياضي يحتضن الشباب من مختلف الأحياء والدروب والأزقة والكاريانات (كاريان زرابة، كاريان الخليفةن كاريان بوعزة، كاريان العرش، كاريان القلة، كاريان الرحبة، دوار السي أحمد ...). وعلى امتداد التاريخ، اكتشف الطاس مواهب وطاقات من الرعيل الأول لأبناء الحي المحمدي كالحارس صالح سمحمد بوصبيعات، العربي الصغير، الحسن الدليمي، العربي الكوشي، المعطي الحريزي، محمد لعوينة، ميلود لعور، السي إبراهيم، وأجيال أخرى علال نوصير، بوشعيب موضناك، المسكيني، الغزواني، عبد الخالق بؤسة، الأخوان الزيتوني، الدرقي لفقيه، عبد الرحيم، دفاع، فرحات، الغزيويني، المهدي ملوك، عثمان، مصطفى سبيل، حيكمي، المدني، زاكي، واللائحة طويلة. وكان الطاوسي مشتلا ومعملا لاكتشاف الطاقات وتفريخ المواهب وظل يغدي الفرق والمنتخبات بالأمع اللاعبين، وقراءة في نتائج الطاس في الدوري الوطني، تبين أنه كان من اقوى الفرق وأنهى أول موسم في تاريخ البطولة الوطنية في الرتبة الرابعة، متنافسا مع البطل الوداد البيضاوي والوضيف الكوكب المراكشي، والمولودية الوجدية صاحب المركز الثالث، متقدما على الفتح الرباطي، اتحاد المحمدية، المغرب الفاسي، الراك، الدفاع الحسني الجديدي، الرجاء البيضاوي، النادي القنيطري، المغرب التطواني. ولكن بعد ثلاثة مواسم فقط، نزل الفريق البيضاوي إلى القسم الثاني وظل يتأرجح ويصارع من أجل الحفاظ على مكانه ضمن حظيرة الكبار، حيث يواجه منافسة شرسة في الدارالبيضاء، وكان آخر نزول في الموسم الرياضي 1991-1992، وفقد معها كل مقومات الصعود إلى القسم الأول، وبقي بعيدا بين القسم الثاني ومجموعة الهواة خلال واحد وعشرين موسما. ويعيش الطاس في السنوات الأخيرة معزولا اكالغريب في منطقته بدون دعم المؤسسات المعنية، ووحده رئيسه عبد الرحمان موطيب يواجه التكاليف المادية، ليستمر .. فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ الطاس قضى 21 موسما في القسم الأول يقارع الكبار في الفترة بين 1956 و1992، خاض فيها 612 مباراة حقق 170 فوزا و234 تعادلا وتعرض ل 208 هزيمة، وسجل 627 هدفا وتلقت مرماه 652 هدفا. الاتحاد البيضاوي جسد في المجتمع مدرسة أصيلة مميزة رغم الصراعات التي تندلع في محيطه بنفحات سياسية، والذين تابعوا مسار الطاس يدركون جيدا ما عاناه الأب الروحي للفريق العربي الزاولي، وكيف ودع الحياة في سن الخامسة والستين. أسئلة كثيرة تحركت عقب السقوط والنزول إلى مجموعة الهواة، حيث مؤسسات أخرى نفضها الوضع الحالي رغم تاريخها العريق من بينها الشباب والاتحاد القاسمي والنهضة البركانية ونهضة سطات، فهل يتحرك المعنيون في الحي المحمدي عين السبع لإنقاذ الطاس بالمشاريع والهيكلة والتخطيط وذلك في نقاش هادئ أم أنها بداية النهاية !!؟