الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، السبت الماضي، في احتفال لحزبه بمدينة مشغرة في البقاع الغربي لمناسبة ذكرى تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، جاء فاضحا للشيخ ولجماعته، وعرى كل ما كان يحرص على إخفائه. لقد قال حسن نصر الله بأن حزبه سيخوض الحرب ضد من سماهم «التكفيريين في سوريا» إلى آخر مدى، مؤكدا أنه سيصنع الانتصار لحلفائه في سوريا الذين يقاتلون لاستعادة مناطق استولت عليها المعارضة المسلحة، ثم أضاف بأنه «إذا سقطت سوريا في يد «التكفيرين» وفي يد أمريكا وإسرائيل سقطت فلسطين»، وزاد بأننا « نحن أمام مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها وتحصين لبنان وحماية ظهره وهذه مسؤولية الجميع» مضيفا «هذه المعركة كما كل المعارك السابقة نحن أهلها نحن رجالها نحن صناع انتصاراتها إن شاء الله.» معنى الكلام هنا، ومعنى كل صراخ حسن الله أنه يعترف بكونه يقاتل إلى جانب النظام الدموي السوري ضد الشعب السوري ومقاومته، ويصر على الاستمرار في ذلك، وهذا إلى وقت قريب كان ينفيه، وكان نظام دمشق يكذبه. اليوم إذن، نحن فعلا( في مرحلة جديدة)، حيث النظام السوري يستورد ميليشات مسلحة من خارج البلاد لتقتل المدنيين، وإذا لم يكن هذا إرهابا فما معناه؟ أليس حزب الله اليوم منظمة إرهابية، وبشهادة اعتراف من زعيمه مباشرة؟ حسن نصر الله لا يقاتل اليوم (التكفيريين) في سوريا، وإنما يقاتل شعب سوريا بكامله، ومن جديد يركب على فلسطين ليبرر بها إجرامه ووحشية الأفعال التي تقترفها عناصره المسلحة، وهذا ما لم يكن يتردد كل الانقلابيين والديكتاتوريين العرب في فعله، حيث أنهم هم أيضا كانوا يرفعون شعار فلسطين لتبرير استبدادهم وخيانتهم. إن حزب الله هو قوة سياسية مسلحة في لبنان، وممثل في البرلمان وفي الحكومة وفي كل مؤسسات الدولة اللبنانية، لكنه اليوم يتصرف في نكران تام للدولة وأجهزتها، ويكشف عن تضخم مرضي في الذات، ويجر لبنان كله إلى ... الدمار. وإذا ربطنا تفاعلات الداخل السياسي اللبناني، وتلكؤ حزب الله وحلفائه في انجاز مهمات تشكيل الحكومة والاتفاق على القوانين الانتخابية، فان انغماس مقاتلي نصر الله اليوم في سوريا بتعليمات إيرانية غير خافية على أحد، فان الهدف يصير واضحا، وهو تأمين مواقع الحلفاء والداعمين في دمشق من أجل إعداد شروط الانقلاب على النظام اللبناني، وإعادة إنتاج الأزمة الداخلية، وربما ...الحرب والدمار. مرة أخرى،(مقاومة) حزب الله اللبناني تتوجه ليس إلى إسرائيل العدو، ولا إلى تحرير الجولان المحتل، ولا إلى مزارع شبعا، وإنما إلى القصير، وريف دمشق، والى الداخل السوري ضد أبناء سوريا، وبذلك يتأكد ما كان الكثيرون يقولونه منذ سنوات، بأن حزب الله هو الأداة المنفذة داخل لبنان لخدمة مصالح سوريا وإيران، ولو على حساب أمن اللبنانيين واستقرارهم، ومصالح بلادهم. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته