تبخرت آمال المناصرين المغاربة لناديي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين في مشاهدتهما بنهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما ودع قطبا الكرة الإسبانية المسابقة الأقوى عالميا أمام ناديي بروسيا دورتموند وبايرين ميونيخ الألمانيين على التوالي، وبات عليهم أن ينتظروا إلى العام القادم. ولن يكون بمقدور المغاربة المعروف عنهم عشقهم الكبير للدوري الإسباني (الليغا)، وتحديدا الريال والبارصا، مشاهدة أحد الفريقين، نظرا لكون بطل أوروبا الذي تأكد أن جنسيته لن تخرج عن فريق ألماني، سيحضر للمشاركة بكأس العالم الأندية المقررة أن تحتضنها مدينتي مراكش وأكادير دجنبر المقبل، وسيكتفيان بمشاهدة ناد ألماني. وتلقت الكرة الإسبانية ضربة موجعة، وهي التي هيمنت وتهيمن على الكرة الأوروبية والعالمية، بتوديع الريال والبارصا للمسابقة من دور نصف النهائي، حيث فشل النادي الملكي في تجاوز خسارة الذهاب أمام دورتموند (1-4)، بينما انهار نجوم البلوغرانا أمام المد البافاري وسقطوا على أرضية «نوكامب» بثلاثية نظيفة في فوز تاريخي للبايرن، وهو الأمر الذي أثار استياء عميقا لدى عشاق الفريقين بالمغرب. وفي ظل غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، تلقى النادي الكاتالوني أول أمس الأربعاء خسارة هي الأقسى له هذا الموسم بثلاثة أهداف، لترتفع غلة رفاق فرانك ريبيري في مرمى برشلونة إلى سبعة أهداف، ويودعوا البطولة بشكل غير متوقع، حيث كان الكل يرتقب انتفاضة من الكتلان، ولو أن الكثير أكدوا استحالة عودة البارصا وتسجيل خمسة أهداف على البايرن. ولم يستطع لاعبو برشلونة فرض إيقاعهم المعتمد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، حيث لم يشكلوا خطورة تذكر على الحارس الألماني مانويل نوير إلى الدقيقة 27 عبر كرزافي فوق القائم، ثم تسديدة قوية من بيدو رودريغيز إلى الركنية، تلتها محاولة لدافيد فيا، لتستمر نتيجة البياض إلى نهاية الشوط الأول. الشوط الثاني عرف انتفاضة بافارية، حيث تلاعب الجناح الهولندي آريين روبن بالدفاع الكاتلوني مسجلا هدف البايرن الأول (د 49)، والذي أنهى أحلام «البلوغرانا» في العودة نهائيا، ورغم أن رفاق أندريس إنييستا لم يستسلموا وحاولوا عدة مرات، فإن مرمى فيكتور فالديز تلقت هدفا ثانيا بنيران صديقة من قدم المدافع جيرارد بيكيه (د 72)، قبل أن ترتفع الحصة لثلاثة اهداف برأسية توماس مولر (د 76). بدوره، عجز ريال مدريد ليلة الثلاثاء الماضي أمام جماهيره الغفيرة التي حجت لملعب «سانتياغو بيرنابيو»، عن تسجيل الهدف الثالث الكفيل ببلوغه للمباراة النهائية، بل كادت تهتز شباكه في ظل اندفاعه لاعبيه في الربع ساعة الأولى، والتي سنحت فيها فرص حقيقية لمسعود أوزيل وغونزالو هيغوايين وكريستيانو رونالدو لتسجيل ثلاثة أهداف. وسجل ريال مدريد الذي كان قريبا من تحقيق عودة تاريخية، فوزا معنويا على دورتموند بهدفين نظيفين لم يكونا كافيين لحجز بطاقة التأهل للمباراة النهائية، خاصة بعدما سجل هدفياللقاء في الدقائق العشر الأخيرة بواسطة المهاجم الفرنسي كريمة بنزيمة (د 83) والمدافع الإسباني سيرجيو راموس (د 88)، ولو أنه أذاق دورتموند خسارته الأولى بالمنافسات الأوروبية. وبهذا ضرب بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند عن نهائي ألماني خاص للمرة الأولى، والرابع بين ناديين من بلد واحد، بعد نهائي 2000 بين ريال مدريد وفالنسيا الإسبانيين، ونهائي 2003 بين ميلان ويوفنتوس الإيطاليين، ونهائي 2008 بين مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجلزيين.