مهنيو سيارة الأجرة الكبيرة يحتجون من أجل تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية خاض مهنيو سيارات الأجرة (الصنف الأول) بسوق السبت، عمالة الفقيه بن صالح بداية الأسبوع الجاري، وقفة احتجاجية أمام مركز القاضي المقيم بمدينة سوق السبت، تنفيذا لقرار جهوي يخص القطاع بتادلا أزيلال. وُقد وصفت هذه الوقفة التي تمت بتنسيق مع باقي المهنيين من خريبكة، أبي جعد، واد زم، وميدلت ب"الإنذارية". وعرفت مراقبة صارمة من طرف الأجهزة الأمنية، وممثلي السلطات المحلية بذات المدينة. وحملت اللافتة التي نصبها المحتجون عن قصد أمام بوابة البناية القضائية مطالب مهنية، همّت بالأساس الدعوة إلى تطبيق العقد النموذجي، وشجب سحب رخص السياقة، والتنديد بالشواهد الطبية المبالغ فيها من طرف المصالح الطبية، والتي غالبا ما يكون لها انعكاسات سلبية على المهنيين، و الدعوة إلى إلغاء الأحكام القضائية الصادرة في حق بعض المأذونيات. المحتجون الذين ناهز عددهم المائة، رددوا شعارات محفزة على ضرورة رص صفوف مهنيي سيارات الأجرة الكبيرة من أجل تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية، ونددوا في نفس الوقت بما طال القطاع من اختلالات عميقة سواء بسبب ما أفرزته المدونة الأخيرة، أو بسبب تفاقم الوضع نتيجة ازدهار قطاع النقل السري بشكل فظيع، وتزايد الدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي أضحت منافسا قويا في الأسواق بعدما أمست ظاهرة غريبة لم تستطع الجهات الأمنية حد الساعة ضبطها، رغم تزايد الشكايات . المحتجون أيضا، ووعيا منهم بأهمية القضايا الوطنية وأسبقيتها على كافة المطالب اليومية، لم يفتهم ،من جهة أخرى، التعبير عن تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة ورفضهم المطلق لأي تدخل أجنبي في السيادة الوطنية.. وأما موضوع الوقفة التي انطلقت شرارتها حوالي الثامنة والنصف صباحا، فقد ركز باختصار،حسب كلمة لأحد مناضلي القطاع، على إحدى أهم الإشكاليات الخطيرة، التي مست الجانب الاجتماعي لفئة السائقين منذ أن تمّ العمل بقانون مدونة السير، ويتعلق الأمر ب"اعتقال" العديد من الملفات في غياهب المحاكم دون إصدار حكم، مما جعل كل الضحايا يلتجئون إلى القروض الصغرى في انتظار تسوية الوضعية، لكن،يضيف المتحدث، تم صرف هذه القروض دون إخراج الملفات من أرشيف المحاكم،الأمر الذي قاد الكثير من الأسر إلى الانحلال والتشرد، بعدما ضاقت في وجوههم سبل العيش واختفى نور الأمل في استرجاع رخص السياقة بوتيرة سريعة. هذا بالإضافة إلى التنديد بكل أشكال التسيب واللامسؤولية في منح الشواهد الطبية التي أضحت في غياب ضمير مهني لبعض الأطباء، كابوسا يؤرق السائقين صباح مساء. وارتباطا بالموضوع ذاته، صرح الباهي رحال، وهو من أعضاء نقابة مهنيي سيارات الأجرة الكبيرة بسوق السبت لبيان اليوم على أن نسبة الاستجابة للتوقف عن العمل و الانخراط في الوقفات الاحتجاجية المتزامنة، جهويا ومحليا، بلغت المائة بالمائة، كما أشاد ذات المتحدث بالحس التنظيمي الذي أبان عنه مهنيو سيارة الأجرة الكبيرة بسوق السبت و التزامهم بالاحتجاج السلمي كأسلوب حضاري لانتزاع مطالبهم المشروعة، معبرا في الختام عن استعدادهم التام لتنفيذ خطوات تصعيدية في حال عدم استجابة المصالح المعنية لملفهم المطلبي. وقد عرفت محطة الطاكسيات بمختلف مناطق الجهة خلال يوم الاحتجاج هذا، حالات من الهستيريا أمام ارتفاع درجة الحرارة، وعدم علم المواطنين بهذا الإضراب، ونظرا أيضا لقلة حافلات النقل القروي وهي الرسالة القوية التي أرادها نقابيو القطاع أن تصل إلى المعنيين بهذا الملف، الذي يمس في مختلف أوراقه فئات عريضة من المجتمع، وأي تلاعب به قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة.