ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البديل التقدمي لمواجهة الأزمة
نشر في بيان اليوم يوم 15 - 04 - 2013

اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية تستنهض الهمم وتقترح مخططا إصلاحيا استعجاليا
طريق الخروج من الأزمة يمر عبر العمل على التطبيق الفعلي للبرنامج الحكومي
التأمت فعاليات الدورة العاشرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية يوم السبت 13 أبريل 2013 بالرباط، وبعد الاستماع ومناقشة تقرير الديوان السياسي الذي قدمه الأمين العام الأستاذ محمد نبيل بنعبد الله، صادقت اللجنة المركزية بالأغلبية المطلقة على التقرير، مع تسجيل معارضة عضو واحد ، وامتناع ثلاثة عن التصويت .
وصادقت اللجنة المركزية بالإجماع على التقرير المالي لسنة 2012 ومشروع ميزانية اللجنة المركزية لسنة 2013 الذي قدمه أنلس الدكالي عضو المكتب السياسي المكلف بمالية الحزب. وفي ختام أشغال هذه الدورة تمت المصادقة بالإجماع على بيان خاص عنوانه: البديل التقدمي لمواجهة الأزمة، تطرق لجسامة التحديات التي يتعين مواجهتها على المستوى السياسي، من خلال تدقيق مسؤوليات كل من الأغلبية الحكومية والمعارضة وقوى اليسار. كما يدقق البيان اقتراحات الحزب على الواجهة الاقتصادية والاجتماعية تهم خاصة سبل إنعاش الاقتصاد والنهوض بالاستثمار، والتوازنات الماكرو اقتصادية وتقويم عجز الميزانية، والاصلاحات الهيكلية من قبيل إصلاح نظام المقاصة والإصلاح الضريبي وإصلاح أنظمة التقاعد.
وننشر على الصفحة الثانية من هذا العدد تقريرا إخباريا وافيا عن أشغال اللجنة المركزية على أن ننشر تقرير الديوان السياسي للدورة في عدد الغد.
وفيما يلي النص الكامل للبيان العام:
التقدم والاشتراكية يرفض المقاربات السطحية ويستنكر مظاهر تشويش لا تستحملها البلاد
إن اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية الملتئمة بالرباط في دورتها العادية العاشرة يومه السبت 13 أبريل 2013، وهي تتدارس الأوضاع العامة بالبلاد، في ضوء المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ترى من واجبها تدقيق تحاليلها في هذا الشأن وما يترتب عنها من مهام، انطلاقاً من تراكمات الحزب النضالية والتزاماته السياسية والاجتماعية الثابتة، حيث يتحمل الحزب مسؤولية الإفصاح عن مستلزمات المرحلة التي تسائل الجميع، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بالنظر لدقة المرحلة وحساسية التحديات المطروحة على البلاد والتي لا تقبل أي شكل من أشكال التدبير السطحي أو الخاطئ.
Iالواجهة السياسية وجسامة التحديات
ترى اللجنة المركزية أن البلاد تمر من مرحلة دقيقة في سياق انتقال سياسي معقد غداة حراك اجتماعي مرتبط بكيفية أو أخرى بسياقات الربيع الديمقراطي، وغداة مصادقة الأمة على دستور جديد ومجدّد، محمل بالوعود ولن يعطي كامل ثماره في اتجاه بناء دولة القانون الديمقراطية العصرية إلاّ عند الوضع التوافقي لكل القوانين التنظيمية المنفذة له، وغداة انتخابات تشريعية كانت الأسلم من نوعها في تاريخ الاستشارات الانتخابية الوطنية وأفرزت قيام أغلبية برلمانية وحكومية جديدة اتفقت على برنامج حكومي إصلاحي إرادي وقوي، إلا أن هذا التحالف الأغلبي الذي لا يجادل عاقل في مطابقته لأحكام الدستور، هذا التحالف يصطدم بمظاهر تشويش لا تستحملها البلاد وقد تكون لها عواقب غير مرضية.
وتود اللجنة المركزية في هذا الصدد التأكيد على أن أصول الديمقراطية الحق لا يمكنها إلاّ أن تتعامل بصدر رحب مع الحق في الاختلاف لكن شريطة أن تعمد كل الجهات بما فيها الأغلبية والمعارضة التي بوأها الدستور مكانة متميزة، متقدمة ومحترمة، إلى التعامل الإيجابي والنقد الموضوعي والبناء، وشريطة أن يتجنب المنتقدون أسلوب الشتم والتجريح، وشريطة أن يلتزم فرقاء الأغلبية بحق النقد في كنف التفاعل الموضوعي الذي يجب أن يجمع مبدئياً بين مكونات العائلة الأغلبية.
مسؤولية الأغلبية:
وتأسيسياً على هذا، تعتبر اللجنة المركزية أن الفريق الأغلبي الذي التزم بالعمل كتلة واحدة في ظل جدلية الوحدة والاختلاف، يعيش مع الأسف نوعاُ من الاهتزاز، لأن كل مكوناته لم تتقيد بالقدر الكافي بما هو منوط بها من مسؤولية إفراز صورة طاقم حكومي منسجم يبعث الثقة لدى الرأي العام الوطني والملاحظين الأجانب بمن فيهم المستثمرون. ذلك أن خارطة الطريق التي انخرطت من خلالها مكونات الأغلبية في تدبير شؤون البلاد، تقوم على مجموعة من الالتزامات الأخلاقية والسياسية، قوامها بناء مجتمع التضامن والعدالة الاجتماعية، عبر آليات المشاركة والحكامة الجيدة وعبر سياسة إصلاحية قوية تؤمن الاستقرار.
وسيظل حزب التقدم والاشتراكية متشبثاً بهذه المرجعية التي تحكم مشاركته الواعية والمسؤولة في الأغلبية البرلمانية والحكومية القائمة.
وتدعو اللجنة المركزية، بكل صدق وأخوة، كافة فرقاء الفريق الأغلبي إلى التشبث بنفس القوة بهذه الثوابت المتفق عليها.
دور المعارضة:
كما لا يفوت اللجنة المركزية أن تعاين ما آلت إليه بعض السلوكات المعتمدة من لدن قوى المعارضة، في محاولة النيل من العمل الإصلاحي الصعب الذي تنجزه الحكومة في مناخ اقتصادي عالمي مضطرب يؤثر سلباً على بلادنا. كما تؤكد في هذا الصدد أن البلاد في حاجة إلى معارضة صارمة في خطابها، موضوعية في انتقاداتها ودقيقة في بدائلها، حيث ستقدم بذلك خدمة ثمينة لمسلسل بناء المغرب الجديد بعيداً عن الضوضاء والتشنج.
نفس المسؤولية واقعة على عاتق الأغلبية المطلوب منها أن تمد يدها أكثر وأحسن إلى المعارضة لبناء مقاربة سياسية وطنية جديدة، قائمة على الاحترام التام للأدوار المؤسساتية للأغلبية والمعارضة على حد سواء، وقائمة كذلك على توافقات أساسية في تنزيل الدستور، طبعاً في ظل احتفاظ كل طرف ببرامجه وتصوراته وهويته.
كما تؤكد اللجنة المركزية، على صعيد العلاقات البينية التي تربط بين مكونات الأغلبية، وانطلاقاً من قناعات حزب التقدم والاشتراكية الأخلاقية التي تجعل منه حليفاً نزيهاً، صادقاً ومسؤولاً، في الوقت الذي يظل فيه حزباً مستقلا وصارماً، يؤكد على أن الأغلبية تتحمل عبئاً ثلاثيا، يتعين عليها رفعه، وهو عبء تسريع الأوراش المفتوحة وعبء المزيد من التنسيق الداخلي وعبء التواصل مع الرأي العام الوطني.
مسؤولية اليسار:
ولن يفوت اللجنة المركزية بالنظر لهوية الحزب كحزب يساري، تقدمي، اشتراكي، وفي الوقت الذي تتعالى فيه، هنا وهناك، الأصوات المنادية إلى وحدة اليسار، إلاّ أن تثني على هذه النداءات التي كان حزبنا إلى وقت غير بعيد ينفرد بها، مؤكدة على أهمية هذه المقاربة التي من شأنها أن تقدم خدمة جليلة لمسار التطور الديمقراطي والتقدمي للمغرب، لكن الحزب يرى أيضاً من واجبه التأكيد في هذا الصدد، على أن وحدة اليسار لا يجوز التعامل معها على أنها موضوع مجرد إعلان مبادئ، بقدر ما تستوجب نقاشاً وحدوياً، جدياً، عميقاً، موضوعياً وشجاعاً، بمشاركة كل المعنيين بالأمر، انطلاقاً من مساءلة الذات والاستفسار حول الأسباب العميقة للتراجع الاجتماعي والسياسي والتنظيمي لمختلف قوى اليسار، بعيداً عن الأحكام الجاهزة أو الهروب إلى الأمام، لبلوغ هدف أساسي هو جعل قوي اليسار في قلب عملية التغيير الديمقراطي والتقدمي، اجتماعياً وشعبيا، في نطاق الاحترام المتبادل.
واعتماداً على هذا، فإن اللجنة المركزية ترفض المقاربة السطحية المتداولة لدى بعض الجهات والتي تقدم الفريق الحكومي الحالي على أنه «حكومة محافظة» يتعين على اليسار مقاومتها انطلاقاً من مواقع إيديولوجية صرفة رغم مشاركة حزب التقدم والاشتراكية فيها، ذلك أنها حكومة قائمة، ليس على تموقع إيديولوجي يميني وإنما على برنامج إصلاحي متقدم اتفقت عليه مكونات الأغلبية، و يرى حزب التقدم والاشتراكية نفسه فيه.
II الواجهة الاقتصادية والخروج من الأزمة:
إن الإجراء الأخير الذي أقدمت عليه الحكومة والقاضي بوقف تنفيذ 15 مليار درهما من ميزانية الاستثمار، إذا كانت تستدعيه الأزمة المالية وتدهور التوازنات الماكرو- اقتصادية، فإنه لا يعفيها من مباشرة الإصلاحات الهيكلية واتخاذ بعض التدابير المستعجلة المرافقة.
واللجنة المركزية، انطلاقا من هوية الحزب ومواقفه المبدئية وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي، تعتبر أن الخروج من الأزمة يمر أساسا بالعمل على التطبيق الفعلي لما ورد في البرنامج الحكومي الذي وضع المواطن المغربي في صلب اهتماماته. وهو ما يستدعي تبني دون تردد مقاربة الإشكالية التنموية في شموليتها آخذة بعين الاعتبار البعد الإنساني والتضامني والإدماجي، والبعد التدبيري المرتبط بالحكامة الديمقراطية والتعبئة الشعبية، والقضاء على بؤر الفساد ومحاربة كل أشكال الريع والامتيازات التي تتنافى ومبادئ دولة الحق والقانون.
وبناء عليه، فإن اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، ووعيا منها بخطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية، ودقة المرحلة السياسية التي تجتازها البلاد تقترح:
على مستوى إنعاش النشاط الاقتصادي والنهوض بالاستثمار
إزالة كل العراقيل أمام الاستثمار من خلال تبسيط المساطير، ومرافقة المقاولات والمستثمرين، ومحاربة الرشوة وخلق خلايا لليقظة إن على المستوى الوطني أو على المستوى الجهوي لتتبع تنفيذ هذه المشاريع.
حث الإدارة والمقاولات العمومية على الإسراع في تنفيذ برامجها الاستثمارية قصد الاستفادة من تأثيراتها على النمو.
إعادة النظر في أسعار الفائدة في اتجاه تخفيضها نسبيا بما يتيح توفير سيولة مالية وتيسير تمويل المقاولات وخصوصا منها المقاولات الصغرى والمتوسطة.
تشجيع إعادة استثمار الأرباح، كليا أو جزئيا، بواسطة تحفيزات ضريبية والتخفيض من الضريبة على الشركات.
تدبير نشيط للوعاء العقاري وممتلكات الدولة في اتجاه إعادة الانتشار لما هو موجود وإعادة تكوين الاحتياطي العقاري للدولة. وبإمكان هذا الإجراء أن يوفر موارد مالية تقدر بحوالي 3 ملايير درهما.
الاستفادة من الموسم الفلاحي الجيد الذي يلوح في الأفق بالتصدي لكل أشكال المضاربة والاحتكار، وحماية المنتوج الوطني بضمان أسعار ملائمة.
على مستوى التوازنات الماكرو-اقتصادية وتقويم عجز الميزانية.
وإذ تؤكد اللجنة المركزية على أهمية التوازنات الماكرو- اقتصادية والتحكم في عجز الميزانية، فإنها تؤكد وبدرجة أقوى، على التوازنات الاجتماعية والحفاظ على التماسك الاجتماعي. ومن ثمة، لا يجوز إطلاقا تحقيق التوازنات الماكرو- اقتصادية على حساب التوازنات الاجتماعية ومستوى عيش المواطنين وخاصة منهم الفئات المستضعفة من شعبنا. وتصب اقتراحات الحزب في اتجاه المزج الذكي بين الصرامة الميزانياتية – التي لا تعني إطلاقا التقشف – والرفع من الموارد الذاتية. وهو ما يقتضي:
التحكم في النفقات، وذلك بترشيد النفقات العمومية سواء تلك المتجهة نحو التسيير أو الاستثمار من خلال محاربة كل أشكال التبذير، وتدعيم القدرات التدبيرية على مستوى الإدارات. ولابد كذلك من تقنين تعويضات المسؤولين الكبار للمؤسسات العمومية وربطها (أي التعويضات) بالنتائج المحصل عليها وبالوضعية المالية لتلك المؤسسات.
تحسين الموارد العمومية من خلال تحسين استخلاص الضرائب ومحاربة جميع أشكال التهرب والتملص الضريبيين، وتوسيع الوعاء الضريبي، مع العمل على تقوية إمكانيات الإدارة الضريبية للقيام بأعمال المراقبة والشروع تدريجيا في تضريب الفلاحة وخصوصا منها الفلاحة التصديرية. وفي نفس الاتجاه، لا بد من إعادة النظر في النفقات الجبائية والعمل منذ الآن على ألا تتجاوز هذه النفقات المستوى الذي بلغته سنة 2012. وهو ما يمكن الخزينة من اقتصاد مبالغ تقدر ما بين 5 و6 ملايير درهما.
تقويم عجز ميزان الأداءات والميزان التجاري من خلال الحد من استيراد المواد الكمالية والاقتصار على استيراد ما هو ضروري للاستثمار والاستهلاك الحيوي للمواطنين، مع العمل على تشجيع الصادرات بشتى الوسائل وتوجيهها نحو الأسواق الجديدة الواعدة. كما ينبغي القيام فورا بمراجعة البرامج القطاعية كبرنامج المغرب الأخضر وبرنامج انبثاق في اتجاه تحقيق الالتقائية من جهة وإرضاء متطلبات السوق الداخلية والحاجيات الشعبية الملحة.
خلق أجواء سياسية داخلية مواتية للاستثمار والمبادرة المنتجة للثروات، مما يتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين رجوع رؤوس الأموال المغربية الموجودة بالخارج إلى أرض الوطن.
على مستوى الإصلاحات الهيكلية:
تعتبر اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية أن الإصلاحات الهيكلية التي يجب الإسراع في إنجازها لا ينبغي أن تنحصر على معالجة العجز المالي بقدر ما ينبغي أن تعطي دفعة قوية للنهوض بالعملية الاقتصادية وتنشيط آلة الإنتاج وتعزيز المكتسبات الاجتماعية لشعبنا استجابة لانتظاراته ومتطلباته الملحة، من خلال توسيع التغطية الاجتماعية، وتحسين مستوى عيش المواطنين والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية في اتجاه بناء مجتمع متماسك ومتضامن كما هو منصوص عليه في البرنامج الحكومي.
ومن بين الإصلاحات الضرورية المستعجلة هناك:
إصلاح نظام المقاصة:
من المعلوم أن حزبنا يعارض أي تدبير يروم التحرير الشامل للأسعار وحذف صندوق المقاصة، فالإصلاح الذي ينادي به لا يعني البتة الحذف، وفي انتظار هذا الإصلاح الشامل، الذي ينبغي أن يتم بارتباط وثيق مع الإصلاح الجبائي، يقترح حزبنا وضع آليات لاسترجاع بعض الإعانات التي تستفيد منها، بدون مبرر، بعض الشركات والفئات الميسورة، كما ينبغي تشجيع النقل العمومي للأشخاص ومواصلة إصلاح قطاع نقل البضائع.
الإصلاح الضريبي:
إن الإصلاح الضريبي كما يراه حزب التقدم والاشتراكية ينبغي أن يحقق هدفين إثنين: تحفيز الاستثمار والإنتاج من جهة والعدالة الاجتماعية والتضامن من جهة أخرى. وعلى هذا الأساس، فإن اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية تقترح مراجعة نظام الضريبة على القيمة المضافة في اتجاه إعفاء كامل على الأدوية والمواد الاستهلاكية الحيوية، مع الرفع من السعر المطبق على الكماليات. كما تقترح مراجعة الضريبة على الدخل الأدنى المعفي وخلق سعر هامشي مرتفع على الشرائح العليا من الدخل. وفي نفس الاتجاه ينبغي توسيع الوعاء الضريبي مع الإدماج التدريجي للقطاع غير المهيكل ومحاربة التملص والتهرب الضريبيين وتعزيز المراقبة والقيام بعمليات تحسيسية حول «المواطنة الجبائية».
إصلاح أنظمة التقاعد:
نفس المقاربة ينبغي تبنيها بخصوص إصلاح أنظمة التقاعد الذي لا يحتمل أي تأخير. ويعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن الإصلاح المرتقب ينبغي أن يقوم على المبادئ الأساسية الآتية: توسيع الاستفادة من نظام التقاعد بارتباط مع تشجيع المرأة في المساهمة في النشاط الاقتصادي، والاعتماد على نظام التوزيع بدل الرسملة، والحفاظ على الحقوق المكتسبة للمستفيدين، والرفع من الحد الأدنى من المعاشات المعفي من الضرائب، مع العمل على تحسين تدبير ومردودية أموال المتقاعدين.
ويتطلب هذا الإصلاح مقاربة مشاركاتية وحوارا وطنيا لتحقيق توافق وطني حول هذه الإشكالية المصيرية.
إن حزب التقدم والاشتراكية سيبقى في جميع الحالات وفيا لهويته، وحريصا كل الحرص على الدفاع عن القدرة الشرائية للمواطنين والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي الذي يعتبر ضروريا لمواصلة الإصلاحات كما سيظل وفيا للالتزاماته تجاه الوطن والشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.