أفادت معطيات أوردتها جمعية بييزاج للبيئة باكادير، والتي استقتها من بعض المواطنين والغيورين على حماية البيئة، أن شركة أقامت مقلعا عشوائيا لاستخراج ما يناهز80 ألف مترا مكعبا من تربة الغرس، أي ما يقارب حمولة 800 شاحنة كبيرة بشكل غير قانوني وبدون ترخيص مسبق من لدن الإدارات المعنية، وهي اللجنة الإقليمية للمقالع، ووزارة التجهيز، والجماعة الحضرية لأكادير، وذلك بجوار المطرح الجماعي الذي قامت الجماعة بدفنه بتربة الغرس وتشجيره، وهو ما يعتبر ضربة قوية للنظام البيئي والأعراف والقانون، وقد سبق لنفس الشركة التي رصت عليها صفقة التشجير، أن قامت بتوكيل شركة أخرى لاستخراج هذه التربة بنفوذ تابع للمياه والغابات، فقامت السلطة المحلية وإدارة المياه والغابات بأكادير بمنع المستغل وحجز آلياته وإجباره على دفع غرامة قدراها 30 ألف درهما لأنه يخرق القانون. وحسب نفس المعطيات التي استقتها الجمعية المذكورة، فقد قامت الشركة للمرة الثانية بتوكيل شركة جديدة لاستخراج تربة الغرس بمحيط الملعب الكبير المقدر ب 80 هكتار، دون سند قانوني أو ترخيص من لدن الجهات المختصة والإدارت المعنية، وذلك لاستعمال تلك التربة (الملك العام) في تقوية وتكسية عشب الملعب الداخلي الذي رفضته الفيفا لأنه لا يحترم معايير التظاهرات الدولية حسب نفس مصادر الجمعية، وكذلك لتقوية وتكسية الفضاء الخارجي بتربة الغرس والملاعب المجاورة وتشجيرها، وقد تدخلت السلطة المحلية بأكادير ومنعت وأوقفت هذا الخرق القانوني والبيئي لإحداث واستغلال مقلع عشوائي لاستغلال التربة، يوم أمس الخميس21 مارس الذي يصادف اليوم العالمي للشجرة. والجمعية تعتبر هذه الممارسة ريعا وخرقا قانونيا وسافرا للمجال الطبيعي والبيئي خصوصا أنه يخلف حفرا وفجوات كبيرة وتشوها في المنظر العام، وتدهورا للمجال النباتي ويساهم في تنامي (ظاهرة التصحر وظاهرة التصخر)، وانجراف التربة، حيث يصعب نمو وعيش الأغراس بتلك المناطق المتضررة بيئيا، كما أنه يحرم خزينة الدولة والجماعة من موارد مالية تقدر بالملايين والتي تذهب سدى، باعتبار أن الاستغلال يتم مجانا دون حسيب ولارقيب، في الوقت الذي تخوض فيه الحكومة حربا ضروسا ضد الاستغلال العشوائي للمقالع، دون أن يكون لذلك فائدة أو أثر إيجابي على المواطنين والساكنة المحلية، وما يترتب عن ذلك من أضرار بيئية بليغة وهدر للأموال ومجهودات الدولة لجني وتعزيز مواردها المالية، والقانون صريح وواضح وهو لا يجيز أي استغلال بدون ترخيص مسبق من لدن الجهات المختصة ولو بمحيط الملعب، وهو ما يعتبر تسيبا وضربا للقوانين والنظم الخاصة بتنظيم الاستغلال وحماية البيئة، كما لاحظت الجمعية أن هناك كيلا بمكيالين، ففي الوقت الذي تم فيه حجز آليات وفرض غرامة على الشركة الأولى، بقيت الشركة الجديدة تعمل على استنزاف التربة بالمجان، رغم أنها ستجني أموالا من خلال الصفقة التي رست عليها من مالية الدولة. هذا ودعت جمعية بييزاج للبيئة باكادير وزارة التجهيز والنقل والسلطات الولائية والمصالح المعنية إلى فتح تحقيق في هذا العبث والتسيب، وإعمال القانون وحماية البيئة المحيطة بالملعب من التدهور الذي سيلحقها وإيقاف أي نشاط يقوم على تأذية البيئة الطبيعية والتربة. كما أن عمليات تشجير المحيط الداخلي للملعب لا يجب أن تكون على حساب تدهور وقتل مجالات أخرى كان مفروضا أن تهيئ وتكتسي أشجارا بمناسبة اليوم العالمي للشجرة، وليس استنزاف تربتها بالمجان وبدون سند قانوني.