الشعر ذلك الأفق الجمالي المفتوح على اخضرار الحياة ورونقها أكد عدد من الشعراء المغاربة أن الشعر سيظل ذلك الأفق الجمالي الأرحب الذي يطلون من خلاله على اخضرار الحياة ورونقها، مستمدين منه الوهج الذي يدفعهم لمواجهة الألم والقبح، ومواصلة الحياة والإبداع، متفاعلين مع الناس وزمنهم. وسجل هؤلاء الشعراء، في لقاء خصص لتقديم إصداراتهم الجديدة ضمن منشورات وزارة الثقافة - سلسلة شراع في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن مساحات الشعر أصبحت تضيق يوما بعد يوما، فاسحة المجال لحالات الابتذال وغياب المعنى الجمالي من الحياة اليومية، مشددين على أن القبض على جمر الشعر سبيل ينير الطريق لتأخذ كل من الحياة والكتابة معا معناهما الجميل والأسمى. وفي كلمة بالمناسبة، قال الشاعر محمد بلمو صاحب ديوان «رماد اليقين»، أن نصوص مجموعته، التي تتراوح بين الشذرة والنص الطويل مرورا بنصوص تغطي المسافة بينهما، تمتح من القلق الذي يسري في عروقه، في صور وأشكال وأسئلة مختلفة تعكس حجم الهشاشة التي تعتريه هو كما تعتري النص والمجتمع والوجود عموما. وأضاف بلمو أنه عندما يحترق اليقين ويتحول إلى رماد، فإن الاحتمال وحده قد يضيء عتمة الطريق، ليبقى مفتوحا، تزوده أسئلته بشيء من خبز وماء الطريق، كلما اشتد عليه القفر والرعب. وبدوره قال الشاعر إدريس علوش، الذي وقع ديوان «خطاف الحديد»، إن عشاق الشعر في تراجع مستمر، وأن الإبداع لم يعد له صدى، لكنه أصر على أن الشعر سيظل ذلك الأفق اللامتناهي الذي ينفتح على تناقضات الحياة، مستمدا نبضه من حفريات عميقة في الذات والذاكرة، متوجها نحو المستقبل والحلم المرصع بالأمل والبهجة. وبنفس المناسبة سجل الشاعر عبد الحق ميفراني أن تجربته الشعرية في ديوان «أكواريوم من الألم» تنشد الخلاص من مساحات العبث والعدم واغتراب الشاعر عن كينونته وتشظيه المضاعف، وذلك من خلال إعادة اكتشاف الشعر وتلمس أفق خاص تشرق في ليله الأليم شمس الأمل والحلم. أما الشاعرة حفيظة حسن فأكدت أنها لم تتخل عن عشقها الشعري حتى من داخل روايتها «شرفة ذاتي» التي اعتبرتها قصيدة طويلة تحفل بالجمالية الشعرية، مشيرة إلى أن ديوانها «سماء تشبهني» تحتفي من خلاله بقوة الشعر اللامرئية في مواجهة «زمن الضعف والإحباط».. وأضافت أن الشعر جسر المبدع نحو غد مشرق يسعى من خلاله إلى صوغ عوالم جنته البهية. وأصر توفيق بلعيد صاحب ديوان «»قصائد واجمة» على التأكيد خلال هذا اللقاء، الذي أشرف على تأطيره الشاعر كمال اخلاقي، أن الشعر يبذر الفرح مقتاتا على نسغ الألم والفجيعة، ليساهم في إضاءة العتمة بموسيقى المتاهات أو ترانيم المسافات والذكريات والأحلام القصية.