قال الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة كريم العكاري، «إن التطورات التي يعرفها المشهد الرياضي الوطني، جعلت الرياضيين المغاربة بالمهجر في مواجهة تحديين يتعلقان بتحديد الانتماء والاختيار بين البلد المحتضن والوطن الأم... والاتجاه نحو تجنيس الرياضيين الأجانب الذي أصبح عرفا جديدا بالنسبة للرياضة العالمية ما يسهم في انفصال الرياضيين عن أوطانهم الأصلية. وأوضح العكاري خلال افتتاح الندوة الدولية التي ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج في موضوع «الرياضيون المغاربة عبر العالم: التاريخ والرهانات الحالية»، أنه رغم الجهود التي تبذل من طرف القائمين على الشأن الرياضي ببلادنا للنهوض بالرياضة الوطنية وتعزيز المكانة التي يجب أن تتبوأها على الصعيد العالمي، فإن المغرب يعاني للأسف من نقص في الموارد البشرية المتخصصة في المهن الرياضية، داعيا في هذا الصدد كل المعنيين بالقطاع إلى تكثيف الجهود وتوحيدها لسد هذا النقص ولاستقطاب الكفاءات الرياضية المغربية المقيمة بالمهجر للاستفادة من التجارب التي راكمتها في هذا المجال. معتبرا أن هذا الملتقى الأول من نوعه بالمغرب، يشكل مناسبة للخبراء والباحثين المغاربة والأجانب لتقديم شهاداتهم التي ستذكرنا باستعادة مراحل هامة من تاريخ الرياضيين المغاربة سواء داخل المغرب أو خارجه، وتحليل مسارات الأجيال الجديدة والمشاكل التي تواجهها خاصة في مايتعلق بالهوية الرياضية. ومن جهته، قال رئيس مجموعة العمل «الثقافات والتعليم والهويات» داخل مجلس الجالية المغربية بالخارج، يونس أجراي، أن هذه الندوة تدخل في إطار سلسلة من اللقاءات التي نظمها المجلس لمناقشة عدد من القضايا التي تهم الجالية المغربية في الخارج، في مقدمتها قضية اللغات وتعليمها، وأوضاع المتقاعدين المهاجرين، والتحديات السوسيو اقتصادية التي يعاني منها أفراد الجالية، وذلك وفق مقاربة تتوخى تقريب المسؤولين من أوضاع هذه الجالية ومساعدتهم على إيجاد الحلول المناسبة والقرارات التي تتناسب وتطلعات المغاربة المقيمين بالمهجر. كما أكد على أن هذه القضايا باتت تكتسي أهمية كبرى على اعتبار الموقع الذي أصبحت تشغله الرياضة في حياة المهاجرين المغاربة، لأنها صارت بمثابة ذلك الرابط الذي يسهم بقوة في تمتين الأواصر الاجتماعية بين أفراد الجالية وجسرا لتحقيق التواصل فيما بينهم. وأوضح أجراي أن مسألة الهوية والانتماء تفرض نفسها بقوة على أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مما يلزم العمل على الاستفادة من الفرصة التي يتيحها هذا الملتقى لبلورة تصورات ومقترحات ملموسة تساعد على إيجاد الحلول المناسبة لطبيعة هذا التحدي. أما رئيس مجلس الجالبة المغربية بالخارج إدريس اليازمي، فقد أكد بدوره أن الهدف الرئيسي من هذه الندوة هو المساهمة في كتابة تاريخ الرياضيين المغاربة بالعالم باعتبارهم يشكلون القدوة للأجيال الصاعدة في التحلي بالإرادة وحب العمل والتواضع والموهبة، لأنها اللبنة الأساسية لتكوين شخصية رياضية قادرة على العطاء المتواصل. وأضاف اليزمي، أن ما يميز هذه الندوة هو الحضور المتيمز لرياضيين مغاربة تركوا بصماتهم في سجل تاريخ الرياضة الوطنية والعالمية، ما من شأنه أن يدعم المبادرات التي يقوم بها المجلس من أجل التوثيق للذاكرة الرياضية المغربية خاصة عبر الاستفادة من أرشيف الصور التي ما يزال الرياضيون يحتفظون به. وتبقى الإشارة أن هذه الندوة تعرف مشاركة مجموعة من المؤرخين الرياضيين المغاربة والأجانب وعدد من الأسماء الرياضية البارزة، كما أنها تهدف إلى المساهمة في كتابة تاريخ الرياضيين بالمهجر انطلاقا من الثلاثينات حتى الأجيال الجديدة من ذوي أصول مهاجرة، مرورا بالأسماء الخالدة في فترتي الخمسينات والستينات، إلى حانب تكريم هؤلاء الرياضيين نظرا للدور الكبير الذي لعبوه في تطوير الرياضة الوطنية.