أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي على أن الاستثمار في العنصر البشري، في محيط عالمي تطغى عليه التنافسية في جميع المجالات الخدماتية, كفيل برفع قدرات القطاع السياحي. وأوضح الزناكي، الذي كان يتحدث خلال حفل تخرج الفوج 26 للمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، على أن قطاع السياحة، على غرار القطاعات الإنتاجية، يقتضي وجود مهنيين ذوي تكوين متميز يلائم حاجيات السوق، مبرزا أن العمل في المؤسسات السياحية يتطلب حرفية عالية ومهارات تواصلية وقدرات في التدبير والتسيير، دون إغفال الخصال الشخصية. وشدد الوزير على أن التزام الحكومة بجعل القطاع السياحي رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب رهين بانخراط الجميع في مشروع مندمج يغطي جميع المجالات المقترنة بالقطاع، ومن أهمها ورش التكوين الذي تمنحه الوزارة الأولوية باعتباره العمود الفقري لتأهيل النشاط السياحي. وأشار إلى أنه ينتظر من المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة أن يكون الأداة المركزية الفاعلة داخل المنظومة التكوينية التي تتوخى الكفاءة العالية والرفع من مهنية التكوينات داخل القطاع السياحي. وأضاف الزناكي أنه يتعين رفع التحديات لجعل العنصر البشري داخل القطاع السياحي مواكبا للأوراش الهامة التي نحن مقبلون عليها داخل القطاع للرفع من جودة البنيات التحتية والقدرات الإيوائية، في سبيل توفير منتوج سياحي متكامل يجعل المغرب قادرا على منافسة الوجهات العالمية الرائدة. ويضم الفوج ال26 للسلك الثاني بالمعهد الدولي للسياحة 179 خريجا في مختلف الشعب التي يسهر المعهد على التكوين في إطارها، من بينهم 103 من الإناث، و15 أجنبيا موزعين على 7 جنسيات، أغلبهم من البلدان الإفريقية الصديقة التي تربطها علاقات تعاون أكاديمية مع المغرب. وقد أصبح المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة يحتل مكانة هامة في مجال تكوين أطر قطاع السياحة بالمغرب، إذ شهد عدد الخريجين خلال السنوات الأخيرة تطورا مهما نسبته 60 في المائة بين سنتين 2005 و2010, لينتقل على التوالي من 108 خريجا إلى 179 خريجا. كما بلغ عدد المسجلين بمختلف شعب التدريس بالمعهد خلال الموسم الدراسي المنصرم 664 طالبا، أي بارتفاع نسبته 22 في المائة مقارنة مع سنة 2005، 66 في المائة من بينهم إناث (436 طالبة). ومنذ تأسيسه في سنة 1972، لم يتوقف المعهد عن تزويد قطاع السياحة بالأطر المؤهلة في مختلف مهن السياحة والفندقة، وبتخرج الفوج الحالي، بلغ العدد الإجمالي للخريجين 5 آلاف و702 خريجا، شكلوا قاطرة للنهوض بالقطاع.