«ثورة» الطاوسي تبخر حلم «البرازيل 2014».. وأوزين لا يعد المغاربة بالنتائج تضاءلت حظوظ المنتخب الوطني المغربي بشكل كبير في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقررة العام القادم بالبرازيل، بعد الهزيمة القاسية أمام نظيره التنزاني بحصة 3-1. ويبدو أن هذه الهزيمة تعيد الأذهان إلى الحديث عن التغييرات التي قام بها رشيد الطاوسي في المنتخب أو ما سماها ب «الثورة» داخل تشكيلة الفريق الوطني بعد إبعاده لأبرز لاعبيه الذين شكلوا العمود الفقري للأسود طيلة سنوات، في مقدمتهم العميد الحسين خرجة ومبارك بوصوفة ويوسف حجي ومروان الشماخ، بالإضافة إلى اختياراته التقنية التي اعتمد من خلالها على لاعبين أظهرت مباراة نتزانيا أنهم غير جاهزين، ولا يملكون التجربة الكافية للاعتماد عليهم في مثل هذه المنافسات الإقصائية. فالطاوسي راهن على اللاعبين المحليين من أجل ركوب هذا التحدي، رغم أن التصفيات القارية تتطلب عناصر متمرسة لها من التجربة ما يخول لها خوض هذا النوع من المباريات، حيث لم يستطع خلق انسجام بين اللاعبين الذين اختارهم ولم يظهر قدراته التكتيكية لتغيير مجرى المباراة، وإعادة التوازن بين خطوط الفريق الوطني. وفي هذا الصدد، ألقى الطاوسي باللوم على اللاعبين في الهزيمة القاسية التي لحقت بالمنتخب المغربي، معتبرا أنهم لعبوا بسذاجة ولم يركزوا في المباراة. وقال الطاوسي في تصريح صحافي عقب نهاية المباراة، إن اللاعبين كانوا سذجا في التعامل مع الفرص التي أتيحت لهم، كما أنهم لا يملكون التجربة اللازمة في التنافس على مستوى إفريقيا، وتابع أنه نبه إلى عدم تضييع الفرص، كما حذر اللاعبين من الانتباه خلال الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني، لكنهم لم ينتبهوا إلى كل تحذيراته. من جهته، علق وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، على هزيمة المنتخب المغربي قائلا إن «النتائج الصغيرة التي تخفي ضعف المنظومة، أو الفوز الصغير بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة.. هذا الواقع بالضبط الذي جعلنا نذكر من قبة البرلمان، أنه ليس بإمكاننا أن نعد المغاربة بالنتائج، لأننا نعلم يقينا أن عملا طويلا لا زال ينتظرنا». وأشار الوزير، على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، أن «ما ينتظرنا هو العمل القاعدي، وهو الإصلاح من الأساس في التكوين والتأطير والحرفية في المدرسة والجامعة والأحياء والقرية»، مضيفا: «هذه طريق شاقة وطويلة لكنها مكافئة، إنه اختيار صعب يتطلب الوقت والصبر وهذا ورش بدأناه». ودعا الوزير، إلى ضرورة تعبئة ودعم الجميع إنجاحا لورش الإصلاح، معلنا أن الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي سينعقد الشهر القادم، سيكون انطلاقة جديدة وبدماء جديدة. أوزين اختم كلامه بالإعراب عن تقدير المشاعر الغاضبة للمغاربة بعد متابعة التعليقات التي تلت الهزيمة القاسية للمنتخب المغربي أمام تنزانيا في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. على صعيد آخر، شدّد فاعلون رياضيون على ضرورة التعجيل بحل جامعة كرة القدم، التي حملوها المسؤولية بالدرجة الأولى في هزيمة المنتخب الوطني المذلة أمام منتخب تنزانيا. وطالب هؤلاء في تصريحات صحفية، برحيل علي الفاسي الفهري، الذي فشل في تدبير وتسيير الشأن الكروي الوطني، خلال الأربع سنوات الأخيرة، معتبرين فترته الأسوأ في تاريخ الكرة الوطنية، رغم تخصيص مبالغ مالية كبيرة للنهوض بهذه اللعبة، مؤكدين بالتعجيل لنهج خارطة طريق وإستراتيجية عمل مبنية على أسس حديثة وعلمية، مع منح الفرصة كاملة لذوي الاختصاص للسهر على استعادة أمجاد الكرة الوطنية. وهاجم هؤلاء الفاعلون الرياضيون الناخب الوطني رشيد الطاوسي وطاقمه التقني المساعد على اختياراته للتركيبة البشرية للمنتخب، التي وصفوها بالبدائية، مؤكدين إلى أنه ارتكب خطأ مهنيا حين قرر إقامة التجمع التدريبي للمنتخب المغربي بمدينة دبي الإماراتية قبل منازلة منتخب تانزانيا. وأصبح من المرجح خروج الفريق الوطني مبكرا من السباق نحو التأهل لكأس العالم، باعتبار النتائج الإيجابية التي حققها المتصدر لهذه المجموعة منتخب كوت ديفوار الذي يعد أقوى المرشحين لانتزاع بطاقة التأهيل، وهو سيناريو لازم الأسود منذ عودتهم من كأس العالم بفرنسا سنة 1998، حيث فشل اللاعبون المغاربة في التواجد بأقوى بطولة عالمية منذ 16 سنة، وهو ما تكرر بعد أول مشاركة للنخبة الوطنية في مونديال 1970، والتي رافقها غياب عن الكأس العالمية امتد إلى مونديال 1986.