المغرب يجدد استعداده للتعاون مع بان كين مون ومبعوثه استهل المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بملف الصحراء جولته الجديدة إلى المنطقة من الرباط التي حل بها أول أمس الأربعاء قادما إليها من العاصمة الإسبانية مدريد، لمواصلة المشاورات من أجل الخروج من حالة الجمود التي دخلها مسلسل المفاوضات من أجل إيجاد تسوية نهائية للنزاع في الصحراء. ووصل الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء إلى الرباط في مستهل جولته التي تمتد إلى غاية 3 أبريل المقبل، والتي ستقوده من بعد إلى كل من الجزائر العاصمة، ومخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، والعاصمة الموريتانية نواكشوط. وتذهب كل المؤشرات إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام ربما يحمل في حقيبته مقترحا جديدا سيعرضه على الأطراف من أجل تسوية النزاع، يرتكز على إقامة نظام فدرالي في الصحراء. وما يعزز هذا الاحتمال أن الجولة الأخيرة لروس إلى العديد من عواصم الدول الكبرى، قادته أيضا إلى كل من ألمانيا وسويسرا لأول مرة، وهما دولتان تطبقان الحكم الفدرالي، وربما قد يكون استلهم من مسؤوليهما هذا النمط من التدبير. وتأتي الجولة الحالية للمبعوث الشخصي للأمين العام أسابيع قليلة بعد الجولة التي قام بها إلى عواصم دول مجموعة أصدقاء الصحراء بالأممالمتحدة، وبعض البلدان الأوربية، والتي شملت كل من واشنطن وموسكو وباريس ولندن ومدريد، بالإضافة إلى ألمانيا وسويسرا. وأجرى كريستوفر روس بالرباط مباحثات مع المسؤولين المغاربة، حيث التقى بكل من رئيس الحكومة ورئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين، استعرض خلالها التطورات الأخيرة في القضية بارتباط مع التطورات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، والتهديدات الإرهابية التي تشكلها. وجدد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال لقائه مع كريستوفر روس، التزام المغرب بجد ونية صادقة بالمشروعية الدولية وبمبادرات وجهود الأممالمتحدة لتجاوز النفق المسدود، ووضع حد للوضع الراهن، معربا عن استعداد المغرب للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، من أجل التوصل إلى حل نهائي تطبيقا لقرارات لمجلس الأمن. وأفاد بلاغ لرئاسة الحكومة أن رئيس الحكومة استعرض مع كريستوفر روس آخر التطورات في المنطقة وخاصة تنامي عدم الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، مبرزا أن هذه الوضعية تطرح بإلحاح أكبر ضرورة إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمغرب. وأشار البلاغ إلى أن عبد الإله بنكيران ذكر بالمبادرات العديدة التي يقوم بها المغرب، من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي ونهائي ومقبول من كافة الأطراف على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وفي إطار الاحترام التام للسيادة وللوحدة الترابية للمملكة. وجدد كل من رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، ورئيس مجلس النواب، كريم غلاب، خلال لقائهما بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تشبث المملكة بمسلسل المفاوضات في إطار الأممالمتحدة بهدف الوصول إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي، داعيين المنتظم الدولي إلى الانكباب بقوة وباستعجال لمعالجة قضية الصحراء وإيجاد حل سياسي يحترم السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، في ظل تطورات الأوضاع التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، وتنامي الحركات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة. وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إدواردو ديل يوي، أعلن في مؤتمر صحفي قبل أسبوع، أن كريستوفر روس سيقوم بزيارة إلى دول المنطقة خلال الفترة الممتدة ما بين 20 مارس و3 أبريل، لإجراء مشاورات مع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سياسي نهائي للنزاع الذي عمر طويلا، وكسر حالة الجمود التي يعرفها مسلسل التفاوض، مشددا على أن الصراع الدائر حاليا في مالي وانعكاساته على عدم الاستقرار التي تهدد منطقة الساحل والصحراء تفرض الإسراع بإيجاد تسوية للنزاع في الصحراء. وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من ستة أشهر على الجولة التي قام بها كريستوفر روس إلى بلدان المنطقة، والتي شملت أيضا زيارة الأقاليم الجنوبية في أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول أممي من هذا المستوى، والتي توجت بتقديم روس نتائج جولته، في إطار إحاطة مجلس الأمن، تطبيقا لقراره الأخير، في 28 نونبر من السنة الماضية. كما تأتي هذه الزيارة أسابيع قليلة قبل صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن حول الحالة في الصحراء، والذي على ضوئه سيصدر المجلس قراره بتمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء، سنة أخرى.