مرض الكلى المزمن يصيب حوالي 3% من المغاربة يعاني 2.9 % من المغاربة البالغين من مرض الكلى المزمن، والذي تأتي الإصابة به مرتبطة بالمعاناة من أمراض أخرى، مزمنة كذلك، على رأسها داء السكري بنسبة (32.8%) وارتفاع ضغط الدم (28.2%)، إضافة إلى الإصابة بالحصى الكلوي (9.2%). وجاء في بلاغ لوزارة الصحة توصلنا بنسخة منه، أن من ضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطورة المرض، الاستخدام المفرط للأعشاب الطبية بالنسبة ل 2.9٪ من المصابين، وسوء استعمال مسكنات الألم بدون وصفة طبية ب 4.7٪ ، والتدخين ب4.7 ٪. الأرقام المذكورة جزء فقط من نتائج دراسة أنجزتها وزارة الصحة حول انتشار مرض الكلى المزمن بالمغرب والعوامل المرتبطة به، والتي سينشر تقرير نهائي حولها بعد أيام ضمن أشغال المؤتمر الوطني للجمعية المغربية لطب الكلي المقرر انعقاده بمدينة مراكش يومي 21 و22 مارس الجاري. وأفاد د. محمد حسن الطرابلسي، رئيس مصلحة التقييم والتتبع بوزارة الصحة، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن هذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها على الصعيدين الوطني والإقليمي، كما أنها الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث همت عينة تمثيلية تبلغ 10.524 تتراوح أعمارهم مابين 26 و70 سنة، تكتسي أهمية بالغة من حيث استثمار نتائجها في توفير معطيات أساسية ومؤشرات إضافية حول داء الكلى بالمغرب وبمنطقة شمال إفريقيا، مشيرا أن مساهمة منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لطب الكلي في إنجاز وتتبع نتائج هذه الدراسة يعطيها حجما عالميا، خاصة أن منظمة الصحة العالمية لم تكن تعتبر، في مرحلة سابقة، داء الكلى المزمن من أولوياتها الإستراتيجية، وأن هذا النوع من الدراسات، التي تمتد أبحاثها على مدى سنوات، تعد ضخمة ومكلفة سواء من الناحية التقنية أو المادية. وأوضح د. الطرابلسي أن المراحل التحضيرية للدراسة امتدت لثلاث سنوات قبل أن يتم الشروع فيها في سنة 2009، لتهم عينة عشوائية من 10 آلاف شخصا يتوزعون على مدينتي الخميسات والجديدة وليسوا جميعهم بالضرورة مصابين بداء الكلى- عند بدء الدراسة- بحيث تم تتبعهم أسبوعيا وعلى مدى ثلاث سنوات لمعرفة إمكانيات إصابتهم بالداء ومضاعفاته. ومن المقرر أن تستمر هذه المتابعة لخمس سنوات أخرى من أجل تعزيز نتائج الدراسة بمزيد من المعطيات. وأضاف المتحدث أن اختيار مدينتي الخميسات والجديدة جاء بناء على قربهما من مراكز تواجد المستشفيات الجامعية وبالتالي من الإمكانيات التقنية والبشرية لتتبع أفضل للحالات المدروسة. وأظهرت نتائج الدراسة التي تم التوصل إليها لحد الآن أن المسببات الرئيسية لظهور مرض الكلى المزمن موجودة عند 16.7٪ من السكان البالغين خصوصا عند الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و٪13.8 بالنسبة لمرضى السكري و23.2 ٪ بالنسبة إلى المصابين بالسمنة. وترمي الدراسة أساسا إلى قياس مدى انتشار عوامل الخطر لمرض الكلى المزمن عند المواطنين المغاربة وذلك بهدف توفير معطيات وتقديرات وطنية حول مرض الكلى المزمن. كما ستمكن الدراسة، يقول د. الطرابلسي، من وضع برنامج دقيق ضمن مخططات وزارة الصحة من أجل تحسين سبل التكفل والتتبع للحالات المصابة، وكذا تعزيز جهود الوقاية من الداء.