مشاركة وازنة لمخرجي السينما في المسابقة الرسمية بأعمال درامية تلفزيونية انطلقت أمس الجمعة الدورة الثانية لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني بتكريم الفنانين حمادي عمور وفضيلة بنموسى باعتبارهما وجهين فنيين أعطيا الكثير للتلفزيون المغربي على امتداد سنوات طويلة. وتستمر فعاليات هذه الدورة – التي تنظم من طرف جمعية العرض الحر، بشراكة مع مجلس جهة مكناس تافيلالت٬ والمديرية الجهوية للثقافة٬ وصندوق الإيداع والتدبير٬ والقناتين الأولى والثانية٬ وبتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلالت - حتى العشرين من شهر مارس الجاري. وإضافة الى حفل التكريم شهد اليوم الأول أيضا تسليط بقعة من الضوء على أحد قيدومي المخرجين التلفزيونيين، المخرج عبد الرحمن مولين وعرض شريطه «ماء عين الحياة»، الذي يعود تاريخ إنتاجه إلى سنة 1969. وتتميز الدورة الثانية لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني بالمسابقة الرسمية التي ستشمل عشرة أفلام من إنتاج القناتين الأولى والثانية، منها أفلام جديدة ستعرض لأول مرة ضمن فقرات هذه الدورة٬ إضافة إلى عرض فليمين تلفزيونيين من تونسوالجزائر خارج المسابقة٬ وستعرض الأفلام المشاركة في المسابقة على لجنة تحكيم تضم في عضويتها٬ كلا من المخرجة فريدة بورقية والممثلة ثريا العلوي والمخرج عادل الفاضلي والإعلامي عمر سليم والناقد عمر بلخمار والفنانة نعيمة المشرقي. وفضلا عن عرض سلسلة من الأفلام التلفزيونية المغربية والمغاربية التي تحتفي بالدراما التلفزيونية٬ يتضمن برنامج هذه الدورة كذلك تنظيم ندوة حول الإنتاجات التلفزيونية بالمغرب في ظل دفاتر التحملات الجديدة٬ وكذا تنظيم لقاء سيخصص لمناقشة الإنتاج الدرامي المغاربي من خلال تجربة الجزائروتونس. وحسب محمود بلحسن، المدير الفني للمهرجان، فإن هذا الأخير يهدف إلى تشجيع مبدعي الفيلم التلفزيوني على العطاء والمنافسة٬ وإعطائه الأهمية المستحقة على غرار السينما ونحن نعتبر، يضيف محمود بلحسن في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن الدورة الثانية لمهرجان الفيلم التلفزيوني بمكناس تهد استمرارية لحضور هذا المهرجان ضمن نسيج المهرجانات الوطنية. وأكد المتحدث بأن برنامج هذه الدورة «غني بالفقرات المهمة من بينها فقرة اعتراف التي نكرم من خلالها وجهين فنيين مرموقين هما حمادي عمور وفضيلة بنموسى، إضافة إلى شريط الافتتاح للمخرج عبد الرحمن مولين الذي يعد بحق وثيقة نادرة تؤرخ لانطلاق الدراما التلفزيونية في المغرب، دون الحديث عن المائدة المستديرة حول الإنتاج الدرامي المغربي، مع تخصيص يوم للدراما التلفزيونية المغاربية مع تقديم شريطين من تونسوالجزائر». ورغم أن أي حديث أو تقييم للأعمال التلفزيونية المبرمجة يبقى سابقا لأوانه قبل أن تبت لجنة التحكيم في هذا الأمر، إلا أنه مع ذلك، يقول مدير المهرجان، يبدو أن هناك تقدما تحرزه الدراما التلفزيونية في المغرب سنة بعد أخرى من خلال ما صرنا نلمسه من مساهمات في التلفزيون تقدمها أسماء كبيرة في الإخراج السينمائي، ونحن مع هذه المساهمات التي ستضيف الشيء الكثير للفيلم التلفزيوني ونتمنى أن تستمر وتتقوى، لتؤتي أكلها على درب تطويره وجعله في المستوى الذي يستطيع معه إرضاء المشاهد المغربي. وتهدف هذه التظاهرة الفنية الى الاحتفاء بالأعمال التلفزيونية من خلال عرضها أمام جمهور العاصمة الإسماعيلية٬ وهي دون شك فرصة لمناقشة هذه الافلام وتقييم الإنتاج الدرامي لقناتينا التلفزيونيتين، وكذا تشجيع مبدعي الفيلم التلفزيوني على العطاء والمنافسة وإعطاء هذا النوع من الأفلام الأهمية المستحقة على غرار السينما٬ فالمهرجان يعد خطوة «متفردة ونوعية» تعنى بالدراما التلفزيونية. ويشار إلى أن هذه الدورة الثانية لمهرجان الفيلم التلفزيوني بمكناس قد برمجت العديد من المواد الفيلمية المعدة للتلفزيون نذكر من بينها: «مبروك العيد» للمخرجة زكية الطاهري، «صفي تشرب» لإدريس الروخ، «الزمان العاكر» لمحمد إسماعيل، «الصباط» لداود أولاد السيد، «أمواج من الشمال» للمخرج الجيلالي فرحاتي، «آخر الرومانسيين» لخالد الإبراهيمي، «يما» لحسن بنجلون، «رشوة» لحكيم البيضاوي، «كل ما يريده الرجال» لنور الدين دوكنة، «رحلة إلى طنجة» لعبد الكريم الدرقاوي، إضافة إلى الفيلمين التونسيوالجزائري. ويبدو بأن المنافسة التي ستنتهي بتتويج الفيلم الفائز خلال ختام الدورة ستكون شديدة على اعتبار أن العديد من الأفلام التلفزيونية المعروضة هي لمخرجين سينمائيين لهم وزنهم، وهذا وحده يقدم ضمانة على المستوى العالي الذي يميز الدورة الثانية، لكي تكون في مستوى انتظارات جمهور العاصمة الإسماعيلية المعروف بتذوقه للفنون والذي سيحج بكثافة لمتابعة فقرات المهرجان.