الماء والسينما موضوع جدير بالمناقشة والمشاهدة بقاعة المناظرات بمدينة إفران، وبموازاة مهرجان تورتيت الدولي، انطلق مساء الخميس 22 يوليوز، مهرجان العالم العربي للفيلم القصير، في دورته الثانية عشر تحت شعار «الماء والسينما» الذي تنظمه جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بأزرو. وأكد عبد العزيز بلغالي مدير المهرجان في تصريح لبيان اليوم، «إن المهرجان الذي ولد في أزرو، وانتقل خلال الدورة الثانية عشر إلى إفران، لم يتم تذويبه في مهرجان تورتيت، على العكس من ذلك أن هذا اللقاء أملاه تزامن التظاهرتين، لتشكل السينما فقرة إضافية، في إطار الحرص على التنوع، وتقديم عروض من الإبداع السينمائي لساكنة مدينة إفران وزوارها، بموازاة مع العروض الموسيقية وسائر الفقرات التي يقدمها مهرجان تورتيت.» وأضاف بلغالي بأن المهرجان لقد دأب خلال دوراته السابقة على تكريم سينما البلدان العربية، فبعد كل من فلسطين وسوريا «سوف نحتفي خلال هذه الدورة بالسينما الخليجية، وهو احتفاء نابع من قناعتنا أن هذه السينما، وعلى يد جيل شاب، صارت في مستوى يستحق التشجيع»، وهذا ما سوف يلاحظه المتتبعون لفقرات برنامج الدورة من خلال عروض شابة من قطر، سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة وغيرها وهي إنتاجات جديدة ومتميزة. من جهة أخرى شهدت أمسية الافتتاح تكريم أحد أعمدة الدراما المغربية الفنان الكبير الراحل محمد العربي الدغمي بحضور أفراد عائلته وكذلك تكريم الممثل الكوميدي محمد الجم. وقد تميزت هذه الأمسية بالكلمة المؤثرة التي ألقتها عفيفة الدغمي نجلة الراحل العربي الدغمي بمناسبة تكريم هذا الفنان الكبير الذي يعتبر من الجيل الرائد على مستوى المسرح، السينما والتلفزيون. كما تميز تكريم محمد الجم بالكلمة التي ألقاها في حقه الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي الذي لم يكتف بتعداد مناقب المحتفى به ولكنه عرج في كلمته على هموم المسرح والمسرحيين في المغرب، قائلا «اللي تبغيه قل ليه الله يبليك بالمسرح واللي تكرهو قل ليه الله يبليك بالمسرح» في إشارة الى المتعة والرسالة النبيلة المرتبطتين بالمعاناة الشديدة التي تميز الممارسة المسرحية. كما ارتجل محمد الجم كلمة عبر فيها عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم، قائلا «أعترف أنني أعيش نشوة لم أعرف مثلها من قبل، مع أنني كرمت غير ما مرة في مناسبات مختلفة وفي مدن كثيرة، ولكن هذا التكريم له نكهة خاصة، جعلتني أحس بمعاني التكريم الحقيقي، وذلك لأنني أكرم بهذه المناسبة إلى جانب علم وهرم من أعلام السينما والمسرح والتلفزة المغربية ألا وهو الفقيد العربي الدغمي رحمه الله» وأشار الجم إلى الأعمال التي جمعته بالراحل منوها بإخلاصه وتفانيه، ووطنيته الصادقة، موجها الشكر الى اللجنة التنظيمية للمهرجان على هذه الالتفاتة التي تروم إعادة الاعتبار لأحد المسرحيين الرواد. هذا وستحل سويسرا ضيفة شرف على الدورة الثانية عشر لمهرجان الفيلم العربي القصير، التي تقام بدعم من المركز السينمائي المغربي، وتتميز بالعديد من الأنشطة الموازية كالقافلة السينمائية الجوالة التي ستجوب مختلف الجماعات القروية بالإقليم والتي يتوخى منها ربط جسور التواصل بين السينما وساكنة هذه المناطق، من أجل ترسيخ ثقافة سينمائية مبنية على الحوار والتواصل، والدعوة الى التمعن في الدلالات الرمزية للسينما واكتشاف جمالية الصورة. وعبر إلقاء نظرة خاطفة على برنامج الدورة التي تنعقد حول تيمة «الماء والسينما» يتبين أنها غنية بفقرات بالغة الأهمية من بينها إقامة محترفات للتكوين السينمائي حول تقنية الربورتاج والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد مفتوحة في وجه العموم، عقد ندوة فكرية لمناقشة موضوع «الماء والسينما» رؤية مستقبلية بالمغرب ودول العالم العربي، وندوة عن دور الفيلم الوثائقي في التوعية بمشاركة سينمائيين ونقاد وباحثين، إضافة إلى فقرة المعارض والتي تشتمل على عرض لوحات تشكيلية وإصدارات سينمائية، دون الحديث عن عشرات الأفلام القصيرة المشاركة من شتى دول العالم العربي إضافة إلى الأشرطة المتبارية داخل المسابقة الرسمية للحصول على جائزة الأرز الذهبي، تحت إشراف لجنة تحكيم تتكون من عبد السلام شحادة (فلسطين)، أحمد السجلماسي، حسن الدحاني، نوفل البراوي، التهامي الهاني، فاطمة اهدي، ياسمينة بناني، اباء لحسن (المغرب) مصطفى الكيلاني (مصر) عزيز سالمين (البحرين).