تم، أول أمس السبت، بالرباط، إطلاق البرنامج التحسيسي المندمج لمناهضة العنف والتمييز ضد النساء والفتيات، يمتد على مدى أربع سنوات ويروم تفعيل الإجراءات المتعلقة بالجانب التوعوي، والتربوي والإرشادي، وجانب آخر يتعلق بترسيخ ثقافة المساواة ومناهضة التمييز والعنف ضد النساء. ويهدف هذا البرنامج، الذي أطلقته وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، إلى تعزيز التحسيس والتوعية بمخاطر العنف والتمييز الذي يطال المرأة ومأسسة شراكة متعددة الأطراف مع مختلف القطاعات الحكومية ووسائل الإعلام والقطاع الخاص وهيئات التعاون الدولي. ويرتكز هذا البرنامج المندمج البين قطاعي، حسب توضيحات قدمتها بسيمة الحقاوي، خلال هذا اللقاء الذي حضره كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ووزير الاتصال مصطفى الخلفي؛ على عدد من المحاور، من بينها على الخصوص محور التعبئة والتنسيق وحكامة البرنامج، والمحور الإعلامي والتواصلي، والمحور التربوي والتوعوي والإرشادي، والمحور الثقافي والفني. ولتنفيذ هذا البرنامج، الذي انخرطت فيه الوزارات الأربع سالفة الذكر، تم التوقيع على اتفاقيتي شراكة تركزان على التوعية وترسيخ ثقافة المساواة، ومكافحة العنف والتمييز ضد النساء. وتروم هاتان الاتفاقيتان الموقعتان بين وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ووزارة الاتصال ووزارة الثقافة، تكريس مبادئ الإنصاف والمساواة بين الرجل والمرأة. وسيتم لاحقا التوقيع على اتفاقية ثالثة مع وزارة التربية الوطنية. كما أعلنت الحقاوي عن إطلاق جائزة التميز للمرأة المغربية في ثلاثة مجالات، تغطي العمل الجمعوي والتنمية وروح المقاولة والإبداع والفن. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبرت بسيمة الحقاوي أن العنف يعد من أهم المعيقات التي تهدد الحقوق الأساسية للمرأة، مشيدة في نفس الآن بالتقدم الذي أحرزته المملكة في مجال مكافحة هذه الظاهرة. وأضافت أن البرنامج التحسيسي المندمج في مجال مناهضة العنف والتمييز ضد النساء يعد خطوة جديدة من شأنها تعبئة المجتمع لمكافحة ظاهرة العنف والتمييز الذي يطال النساء. هذا وثمنت الوزيرة الدعم الذي قدمه الوزراء السالف ذكرهم لهذا البرنامج، الذين أعطوا، حسب تعبيرها، دفعة سياسية قوية معلنين انخراطهم الإيجابي وغير المشروط في سبيل وضع إطار برمجي وطني للتحسيس والتوعية بظاهرة العنف ضد النساء، والتزموا بجعل سنة 2013 سنة للتحسيس بظاهرة العنف ضد المرأة ومخاطرها على المجتمع عامة. وأعربت الحقاوي عن الأمل في أن يمتد هذا النفس الإيجابي ذاته ويتم التفاعل المسؤول والقوي مع باقي المحاور الإستراتيجية الأخرى التي تشتغل عليها الوزارة، والتي يأتي في مقدمتها إخراج قانون محاربة العنف ضد النساء، وتأسيس المرصد الوطني للعنف ضد المرأة. وفي هذا الإطار تم الكشف عن تخصيص جائزة للإبداع الثقافي في مجال المساواة ومناهضة التمييز ، على أن يتم في ذات الوقت في الجانب الخاص بالتنسيق بين الوزارتين بدعم مبادرات مناهضة العنف عبر دعم الإبداعات الفنية حول ظاهرة العنف والتمييز ضد النساء والفتيات والمساهمة في نشرها داخل المؤسسات والفضاءات التابعة لوزارة الثقافة، وتشجيع مبادرات طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في مجال المساواة ومناهضة العنف والتمييز ضد النساء، وتضمين محور ظاهرة العنف ضد النساء في محاور التكوين المسرحي والفني وتشجيع الإنتاجات الفنية في الموضوع ودعم إنتاج عرض مسرحي تحسيسي تحت إشراف المعهد.