في أفق جولة وطنية لتسويق الفنانين الجدد وخلق امتدادات خارج أسوار الدرس المسرحي بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، انطلقت، يوم أمس بدار الثقافة الحاجب فعاليات ملتقى «الخشبة: إيزاداك بلاي»، في نسخته الثانية وهو تظاهرة مسرحية متنقلة وفريدة من نوعها تعنى ببحوث تخرج طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. ويعتبر هذا المشروع الذي تعيش الحاجب نسخته الثانية، والذي تحتضن دار الثقافة عروضه الفنية إلى غاية الواحد والعشرين فبراير الجاري، فرصة لتعريف الجمهور بجيل الخريجين الجدد من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وإبداعاتهم واستثمار بحوث تخرجهم خارج فضاء المعهد، كما أنه كذلك فرصة لرد الاعتبار للتكوين المسرحي وخلق امتدادات للمعهد خارج أسواره من أجل تشجيع الطلبة على الاهتمام أكثر بجودة بحوثهم. واختار القائمون على الملتقى برمجة أربعة أعمال مسرحية للفوج الأخير من طلبة ليزاداك، وهي «حسن الكليشي» لفرقة «فرجة للجميع» وهو بحث تخرج المخرج حمزة أبو العز، ومسرحية «امرأة وحيدة» لفرقة «اميك سميك» وهو بحث تخرج الممثلة رجاء خرماز، ومسرحية «شوكة» لفرقة «أكون» وهو بحث تخرج الممثلة هاجر الحامدي، والعمل المسرحي «السيلون» لفرقة «دها وسا» وهو عبارة عن بحث تخرج لثلاث ممثلين هم: نور الدين سعدان، عصام الدين محرم ومحمد الصوفي. مسرحية «حسن الكليشي» وتحكي مسرحية «حسن الكليشي» قصة صراع مع واقعه الصعب حيث يتعرض للاغتصاب مبكرا من طرف عمه ثم يكتشف الأنترنيت ومعه يكتشف الجنس اللطيف وعلاقات العشق، سيكبر حسن ليكبر فيه حب الهجرة إلى أوروبا ويواجه صعوبة الحصول على الفيزا التي يستعيض عنها بركوب قوارب الموت، لكن ما أن يصل إلى الأرض الموعودة حتى يجد نفسه متهما بجريمة قتل إحدى الشخصيات.. وما أن تظهر براءة حسن حتى يتم ترحيله إلى المغرب ليدخل في حالة من الهستريا تطلبت ترحيله إلى بويا عمر. وهكذا يصبح حسن الكليشي بمثابة «علبة صدى ذاكرة، تحتوي قوالب نمطية». وهي قصة محزنة، سجل مثير للشفقة، مأساوية، مضحكة، جدية ورمزية في الوقت نفسه. المسرحية من تأليف جواد السنني وإخراج حمزة أبو العز. مسرحية «امرأة وحيدة» أما مسرحية «امرأة وحيدة»، فتدور أحداثها حول قصة ربة بيت محاصرة في منزلها جراء المعاناة والمضايقات التي تتعرض لها من طرف شقيق زوجها المعاق الذي لا يكف عن التحرش بها، وشخص آخر يراقبها عن كتب عبر نافذة بيتها بواسطة منظار مقرب، كما أن زوجها يمطرها بالمكالمات الهاتفية في كل حين، دون نسيان بكاء طفلها الصغير... وزاد حضور شاب كان على علاقة عاطفية بها، من معاناتها جراء رغبته في اقتحام بيتها والاختلاء بها. ألف نص المسرحية الكاتب الإيطالي داريو فو الذي لامس فيها مشاكل سيدة تعاني جراء الوحدة التي تعيشها في بيتها وما يترتب عنها من ردود أفعال. امرأة وحيدة: ترجمة: محمد الحر إخراج: عزيز أبلاغ تشخيص: رجاء خرماز سينوغرافيا: لينا بن المواز. مسرحية «شوكة» أما مسرحية «شوكة» لفرقة «أكون» فهي عبارة عن عمل يتأرجح بين الواقع والحلم ، بين الحقيقة والخيال، إذ تبدأ أحداثها بإبراز جثة فنان أحدب على البساط والسياف الذي يدخل لإعدام الجاني لكنه يفاجأ بوجود متهمين كثر فيحتار في سؤاله عن القاتل والقتيل، النص وهو من كتابة هاجر الحامدي، إخراج محمد الحر، تشخيص هاجر الحامدي ونبيل المنصوري. مسرحية «السيلون» عرض السيلون وهو العرض الرابع والأخير يدور حول ثلاثة أشخاص وهم صطوف، دجمايكة وزريقة تجمع بينهم زنزانة السجن وكيف يصبح موظفو السجن في خدمة السجناء. المسرحية من كتابة الكاتب والمفكر الفرنسي جان جوني تحت عنوان « Haute surveillance»وإخراج أحمد حمود وتشخيص نور الدين سعدان، محمد الصوفي، عصام الدين محريم وأحمد بورقاب. غنى وثراء وبالموازاة مع العروض المسرحية سيتم تنظيم عدد من الورشات التكوينية في المسرح لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية في المدن المحتضنة للتظاهرة تمتد طيلة مدة الملتقى، إضافة إلى عقد ندوة فكرية حول أهمية التكوين والتكوين المستمر في النهوض بالممارسة المسرحية الاحترافية بالمغرب، كما سيتم عقد لقاءات مفتوحة مع الخريجين حول تجربتهم المسرحية. وحسب البلاغ الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه فإن الدورة الثانية لملتقى الخشبة إيزداك بلاي، متعددة الأهداف فهي من جهة تهدف تعريف الجمهور المغربي بجيل المسرحيين الجدد، ومن جهة أخرى ترنو تمكين الخريجين من استثمار بحوثهم خارج فضاء المعهد، ودمجهم في سوق الشغل من خلال توفير الشروط المادية والمهنية والفنية لاستقبال أعمالهم دون إغفال ما يتضمنه كل هذا من رد الاعتبار لأهمية التكوين المسرحي وخلق امتدادات للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي خارج أسوار المؤسسة، وخلق دينامية ثقافية مسرحية في المدن المستقبلة للتظاهرة.