مناسبة لإبراز حيوية الروابط الثقافية بين المغرب وفرنسا كموعد صار ثابتا في الأجندة الثقافية الوطنية، أعطيت رسميا انطلاقة الموسم الثقافي الفرنسي / المغربي في نسخته الثالثة خلال حفل انعقد يوم الاثنين 11 فبراير الجاري بالدارالبيضاء. وقد تميز الحفل بحضور المدير العام للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب برنارد كوميلان محاطا بمساعديه المقربين ومديري المعاهد والرابطات الموزعة في مختلف جهات المغرب. وتتميز نسخة 2013 من الموسم الثقافي الفرنسي / المغربي بإيلاء اهتمام كبير للإنتاجات الحديثة من خلال 25 حدث ثقافي أساسي يشمل القراءة، الموسيقى، الرقص والعروض المختلفة، ولعل من بين أبرز اللقاءات الثقافية وانطلاقا من 7 مارس القادم سيجتمع عدد من الموسيقيين الفرنسيين والمغاربة في لقاءات ثنائية في نوع من التبادل والتكامل وتقديم ثمرة هذا التعاون وذلك بالتوازي في العديد من المراكز الثقافي الفرنسية بالمغرب. ستقدم الفنانة المغربية أوم عرضا بالاشتراك مع الفنانة الفرنسية كاميليا جوردانا في التاسع من مارس بالدارالبيضاء ثم ينتقل الى مدينة الجديدة في الخامس عشر من مارس ثم في السادس عشر الى مكناس ثم الى الرباط يوم 17 مارس، حيث يجب التأكيد على أن العرض المذكور يستفيد من دعم المركز الثقافي الفرنسي بباريس. كما يتضمن البرنامج لحظات قوية أخرى مثل العرض الذي ستقدمه الاوركسترا الوطنية لموسيقى الجاز، أوبرا «الناي السحري» لموزارت من إخراج بيتر بروك، إضافة إلى العروض النارية التي ستضيء الساحات العمومية الكبرى بكل من الدارالبيضاء، الرباط ومراكش في الفترة من 29 مارس الى 12 أبريل من تقديم مجموعة كرابوس، هذه العروض ستكون فرصة لاكتشاف المفيد والممتع من العروض المبرمجة خلال نسخة 2013. يضاف الى فقرات البرنامج الأساسية صالون الكتاب والنشر الذي سيحل بالدارالبيضاء من 29 مارس إلى 7 ابريل وبطنجة من 8 الى 12 ماي، كما سيقام حفل تسليم جائزة الأطلس الكبير في الفترة الواقعة بين أكتوبر ونونبر، أما اللقاءات الدولية للصورة الفوتوغرافية فستنعقد بفاس في دجنبر القادم ضمن فقرات البرنامج أيضا سيتم اقامة ندوات تستدعى لتنشيط مناقشاتها شخصيات فكرة من فرنسا والمغرب لتبادل وجهات النظر. كما سيستفيد الشباب المبدع من دورات تكوينية متخصصة للسنة الثالثة على التوالي، اضافة الى برنامج جديد يتضمن الإقامات الإبداعية بين الفنانين من الجهتين. الى ذلك سيتمكن عشاق الموسيقى الكلاسيكية من متابعة الدورة العاشرة لمسابقة العزف على البيانو وهي المسابقة الدولية التي يكافأ فيها النوابغ في العزف بجائزة سمو الأميرة لالة مريم وستعقد في شهر نونبر. عشاق الحكايات سيجدون ضالتهم أيضا خلال ايام تحتفي بالموروث الثقافي الشفهي ستنظم بكل من الدارالبيضاء، الجديدة وتطوان خلال شهر أبريل القادم. وتجدر الإشارة إلى من مميزات النسخة الثالثة من موسم الثقافة الفرنسي / المغربي بإطلاق قاعدة معلومات رقمية أو “المكتبة الثقافية"، وهي أرضية رقمية تعرض العديد من الصور والفيديوهات عبر شبكة الأنترنت، سيستفيد منها منخرطو المعاهد الفرنسية في المغرب حيث ستوفر لهم مجالا واسعا للاختيار داخل الكم الهائل الذي ستعرضه من وثائق مكتوبة مسموعة ومرئية. كما ستركّز على بعض الفنانين والأعمال الفنية والتي سيتمكن عدد كبير من مشاهدتها للمساهمة في إشعاع الموسم الثقافي وعلى نطاق أوسع وإشعاع الثقافة واللغة الفرنسية في وسط الجمهور المغربي. ويجدر التذكير في هذا الباب أن الميزانية المخصصة لهذه الدورة تقدر ب 17 مليون درهم وهو رقم أقل من ميزانية الدورتين السابقتين التي قدرت ب عشرين مليون درهم، لكن يبدو أن هذا التفاوت البسيط لن يؤثر أو ينعكس سلبا على نوعية أوجودة فقرات البرنامج كما يؤكد ذلك المدير العام للمركز الثقافي الفرنسي برنارد كوميلان وذلك انطلاقا من الثقة التي يضعها المعهد الفرنسي في دعم شركائه الأساسيين على أن ينضم إليهم شركاء محليون عموميون وخواص على الصعيد الجهوي. هذه الشراكات المتنوعة تتيح تقديم برمجة غنية من العروض الواسعة النطاق ومن التظاهرات الأصيلة والمتنوعة لمجموع الجمهور. وهكذا فإن الموسم الثقافي الفرنسي بالمغرب، الذي يطمح إلى التجدد والتطور، سيتضمن في دورته الثالثة عروضاً فنية متنوعة كما سلفت الإشارة إلى ذلك. وسوف يولي حيزاً كبيراً لتبادل الآراء والأفكار ومناقشة كتب خلال اللقاءات والندوات والمعارض المبرمجة. إن الموسم الثقافي الفرنسي / المغربي صار بعد دورتين ناجحتين يشكل موعدا لا يمكن الالتفاف عليه انطلاقا من كونه مناسبة لإبراز حيوية الروابط الثقافية بين المغرب وفرنسا على نحو يحفز تبادل وجهات النظر واللقاءات وانبثاق مواهب واتجاهات جديدة تسهم في تشكيل الإبداع الفني المغربي والفرنسي للمستقبل