شكل موضوع "قضايا النوع الاجتماعي في التربية اللغوية ومقاربات تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة" محور الندوة السنوية الثالثة والثلاثين للجمعية المغربية لأساتذة اللغة الانجليزية، التي انطلقت أشغالها الاثنين الماضي بمراكش. وتهدف هذه الندوة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أزيد من 300 أستاذ للغة الانجليزية مغاربة وأجانب، إلى الوقوف عند قضايا النوع الاجتماعي في التربية اللغوية لما لها من أبعاد وتأثيرات ثقافية واجتماعية، فضلا عن تدريس اللغة لذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص المكفوفين وضعاف البصر، من خلال توفير الظروف المثلى لتكوين وتدريب وتأطير من يوكل لهم تدريس هذه الشريحة من المجتمع. وأكد فؤاد شفيقي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أن البناء الديمقراطي والاحترام التام لحقوق الإنسان وترسيخ قيم المواطنة وتخليق الحياة العامة تعتبر مفاتيح أساسية لبناء إنسان جديد في مستوى رهانات المشاريع الاستراتيجية المهيكلة للتنمية في أبعادها الاقتصادية والمجتمعية والإنسانية والبيئية التي ينخرط فيها المغرب. وأشار إلى أنه كان لزاما على المنظومة التربوية العمل على المواكبة الاستباقية للتحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، من خلال تأهيل الإطار التربوي المتشبع بقيم المواطنة وحقوق الإنسان والقادر على ترجمة هذه القيم فعليا في الممارسات، مبرزا أن تطوير ثقافة حقيقية لدى مختلف مكونات المدرسة وحدها القمينة بتحديد مواصفات مواطن الغد. وذكر، في هذا الصدد، أن الطفرة الحقوقية التي تشهدها المملكة في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان والمواطنة ليست وليدة اليوم، بل تندرج في إطار الدينامية العامة التي يعرفها المجتمع المغربي في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها منذ عدة سنوات. من جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الانجليزية، عبد اللطيف زكي، أن هذا الملتقى يعد فرصة للمشاركين للإحاطة بمدى تأثير النوع الاجتماعي على المسار التربوي، من أجل تمكين الفرد من القدرة على احترام اختلاف النوع والاعتراف بالحق في المساواة والتكافؤ والمناصفة. وبخصوص تدريس اللغة لذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم المكفوفين وضعاف البصر، أشار زكي إلى أن الغياب شبه التام للتكوين الملائم لمدرسي هذه الشريحة من المجتمع وعدم توفير الأدوات التربوية اللازمة، يضعهم في حالة تهميش فعلي، وأن هذه الندوة تعتبر فضاء للالتقاء بين مهنيي التربية والتعليم لتبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على آخر المستجدات في ميادين التلقين والتكنولوجيا. ويتضمن برنامج هذه الندوة مجموعة من الجلسات العامة وورشات عمل سيتم من خلالها تناول مواضيع تهم، على الخصوص، قضايا النوع الاجتماعي في التربية اللغوية، ومقاربات تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة.