طائرات حربية فرنسية فوق سماء المغرب متجهة نحو مالي دعا المغرب، على لسان الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى ضرورة عودة النظام الدستوري واحترام الوحدة الترابية واستقلال دولة مالي، معلنا تضامنه مع هذا البلد في الأزمة التي يعيشها حاليا، والتي استدعت تشكيل خلية أزمة بسفارة المغرب بالعاصمة باماكو لتتبع أوضاع المغاربة المقيمين هناك. وجاء إعلان المغرب تضامنه مع مالي في اجتماع رفيع المستوى بمجلس الأمن الأممي حول موضوع مكافحة الإرهاب، والذي قدم فيه الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب لقيت ترحيبا من لدن المنتظم الدولي. ويقوم المقترح المغربي على معالجة الجوانب الأمنية، وأساسا، التضامن والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، باعتبارها الكفيلة بخلق فرص لاستقرار الساكنة وتحسين النمو. ودعا يوسف العمراني خلال هذا الاجتماع إلى ضرورة عودة النظام الدستوري في مالي، واحترام وحدته الترابية واستقلاله في مواجهة الحركات الانفصالية، التي تهدد السلم والأمن، ليس فقط في منطقة الساحل بل تتعداها إلى المغرب العربي والخارج. ووصف يوسف العمراني الأزمة التي تجتازها مالي ب «منقطعة النظير» بسبب سيطرة المجموعات المتطرفة على شمال البلاد وتقدمها نحو جنوبها. وأعرب عن أسفه أن المجتمع الدولي يواجه ما أسماه»وضعا مقلقا بمالي» حيث هاجمت المجموعات الجهادية المتطرفة بلادا بأكملها وزعزت استقرارها، مشددا على ضرورة وضع مقاربة متعددة الأبعاد حيز التنفيذ لمواجهة التحديات المختلفة في مجال مكافحة الإرهاب. وجدد الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون التزام المغرب، سواء على مستوى الأممالمتحدة أو على مستوى المحافل الإقليمية والدولية، بتفعيل مقاربة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب، واستعداده للإسهام في الجهود الرامية إلى إيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة. وأكد في العمراني في كلمته باسم المغرب في الاجتماع رفيع المستوى بمجلس الأمن على أن توسيع حقل الحريات وتطوير الديمقراطية والحوار الثقافي والديني، من شأنها الإسهام في المضي بهدوء نحو استراتيجية من شأنها مكافحة الإرهاب بشكل ناجع. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي تشهد مالي حربا ضروسا بين الجماعات المتطرفة التي بدأت تزحف نحو الجنوب في اتجاه العاصمة باماكو، وبين القوات النظامية مدعومة بالقوات الفرنسية الساعية إلى وقف توغل تلك الجماعات. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن المغرب والجزائر سمحا للطائرات الفرنسية التي تشن غارات جوية متواصلة منذ السبت الماضي على عناصر الجماعات المتطرفة، باستعمال أجوائها ومجالها الجوي. وقال هولاند خلال زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة أن بلاده لا تنوي البقاء في مالي، وأنها ستسحب قواتها بمجرد عودة الاستقرار والأمان للبلاد، في وقت يجري فيه الحديث عن مزيد من التعزيزات ستصل تدريجيا إلى العاصمة باماكو، وان هدف الحرب التي تخوضها فرنسا يكمن في استتباب الأمن وعودة السلطة الشرعية وإجراء انتخابات، وأن لا يكون هناك إرهابيون يهددون وحدة البلاد. وإلى ذلك أعلن سفير المغرب في باماكو، خلال لقاء إخباري بمقر السفارة، عن تشكيل خلية أزمة للسهر على تتبع الوضع وعلى أمن المواطنين المغاربة بمالي. داعيا المغاربة المقيمين بهذا البلد إلى التحلي باليقظة، والالتزام بالتدابير المتخذة من قبل السلطات المالية، خاصة في حالة الطوارئ. في وقت بدأت العديد من البلدان، خاصة الأوربية في إجلاء مواطنيها المتواجدين بالبلد، وترحيلهم إلى بلدانهم.