التأكيد على المقاربة التشاركية في معالجة قضايا المهنيين والنهوض بأوضاعهم استنكر عبد العزيز خريص منسق قطاع مهنيي سيارات الأجرة، التابعة للنقابة الوطنية للتجديد، عدم تفعيل وزارة النقل للمقاربة التشاركية في إخراج دفتر التحملات الخاص بالنقل المزدوج، معتبرا هذه المقاربة «جوهر الاستراتيجيات المرتبطة بالسياسات العمومية ليس فقط في قطاع النقل بل وفي جميع الهياكل المجتمعية». وعاب عبد العزيز خريص، في لقاء عقده قطاع النقل لجهة الدارالبيضاء لحزب التقدم والاشتراكية، نهاية الأسبوع المنصرم، على الوزارة عدم أخذها اقتراحات النقابة الوطنية للتجديد بعين الاعتبار، وتقديمها لذرائع وصفها بالواهية. وأشار خريص، خلال هذا الاجتماع الذي حضره ممثلون عن حزب التقدم والاشتراكية ( أحمد بوكيوض، بن المومن الحسين،عائشة لبلق، الزيداني أحمد، ومومو حساين)، وممثلو النقابة الحرفية لسائقي سيارات الأجرة، وجمعية المنار لسائقي سيارات الأجرة، والنقابة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة، إلى أن «المعيار الوحيد الذي يمكن الأخذ به في البرامج والاختيارات الصائبة، سواء في الأمور المتعلقة بالحكومة أو أشياء أخرى، هو معيار التواصل والانخراط والالتزام في بناء الأفكار والتصورات»، مشددا في هذا السياق، على أن قطاع سيارات الأجرة، موجود ب «فعل» مناضليه وبأفكارهم وتصوراتهم لإصلاح القطاع. واستغرب المنسق الوطني لقطاع سيارات الأجرة، عدم وفاء الوزارة بالتزامها بالبحث عن حلول للملفات المطروحة، من بينها الملف الاجتماعي الذي يرهن مستقبل شريحة واسعة من مهنيي القطاع، هذا، في الوقت الذي يضيق فيه الخناق على هؤلاء الذين يخوضون الصراع على جبهات متعددة ومختلفة من أجل لقمة العيش، وعلى رأس هذه الجبهات المفتوحة، «دفتر التحملات» و»اتساع رقعة نشاط النقل السري»... وشدد خريص، خلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور مكثف للمهنيين ضاقت بهم قاعة المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء، على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات التي تلعب دورا هاما في تحقيق انسجام المواقف وفي البحث عن الحلول الهادفة للرقي بالقطاع والنهوض بأوضاع المهنيين. ولم تفت خريص، خلال هذا الاجتماع الذي يندرج في إطار التواصل والتشاور، فرصة التعبير عن رغبة مهنيي سيارات الأجرة الالتحاق بالقطاعات المهنية التابعة لحزب التقدم والاشتراكية من أجل العمل والنضال في صفوفها، مبرزا، أن هذه الرغبة الأكيدة مبنية على الاقتناع التام الذي تولد لدى كافة المهنيين، بمبادئ الحزب ونضاله إلى جانب الطبقات الكادحة ومن بينها العمال. كما تولد الاقتناع لدى هؤلاء ببرامج الحزب وأهدافه التي، يضيف المتحدث، «تستلهم مقوماتها من الجيل الجديد من الإصلاحات التي صادق عليها المؤتمر الأخير للحزب، والتي تعد حقيقة نبراسا لمناضليه ومنهم مسؤولون في الحكومة وفي قطاعات أخرى.. هؤلاء الذين يبلون البلاء الحسن في إدارة الشأن العام». وذكر خريص في هذا السياق، بمجموعة من اللقاءات المكثفة التي جمعت مهنيي قطاع سيارات الأجرة، والتي أثمرت موقفا موحدا بالانضمام لحزب التقدم والاشتراكية، مبرزا، في هذا الصدد، اللقاء الهام الذي جمع مؤخرا، ممثلين عن النقابة بنبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب، والذي جاء مثمنا لمشروع المبادرة ومحفزا عليها. وفي كلمة له باسم المهنيين، دعا محمد بن العتيق الكاتب المحلي لفرع أنفا لقطاع سيارات الأجرة، جميع المهنيين إلى التعبئة الشاملة والالتفاف حول النقابة لتحقيق الأهداف المسطرة. وأكد بن العتيق على ضرورة تضمين مدونة السير التعديلات التي سبق أن وعد بها وزير النقل المهنيين لإصلاح القطاع، مشددا، على المقاربة التشاركية في اتخاذ القرارات، ومبرزا في السياق نفسه ، الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الحزب في تشخيص مشاكل وقضايا المهنيين داخل هذا القطاع الذي يضم 80 ألف سيارة أجرة وتقدر مداخله ب 15 مليون درهم. من جانبها، ركزت كلمة ممثلي حزب التقدم والاشتراكية على التنويه بالأجواء الإيجابية التي ميزت هذا النشاط الذي يروم الدفاع عن مطالب المهنيين في قطاع النقل وطرح مشاكلهم، مؤكدة، كذلك، على دور القطاعات الموازية التي يشتغل في إطارها الحزب للدفاع عن قضايا المهنيين ( القطاعات النسائية والتعليم، الصحة وغيرها ..)، ومذكرة أيضا، بخطة الحزب الذي يضع كل إمكاناته رهن إشارة المهنيين من أجل النهوض بأوضاعهم اجتماعيا واقتصاديا. وانصبت باقي تدخلات المشاركين، حول عدد من القضايا التي تهم القطاع، ومنها غياب التغطية الصحية، ومشاكل المأذونيات، مدونة السير وقانون 05.52، والذي يركز على الشق الجزري، هذا إضافة إلى مذكرة وزير الداخلية حول إلغاء ما يسمى «لحلاوة» وقضية الدعم. وقد خلص اللقاء إلى الاتفاق على تشكيل لجنة سيعهد لها التنسيق بين مهنيي قطاع سيارات الأجرة ومكتب جهة الدارالبيضاء لحزب التقدم والاشتراكية في أفق عقد مؤتمر وطني لمهنيي القطاع في غضون السنة المقبلة.